قمة مبارك وعبدالله تدعو لرفع حصار العراق.. وزيران سوريان إلى بغداد بعد مغادرة باول دمشق

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أوضح دلالة على فشل جولة وزير الخارجية الامريكي كولن باول وسقوط الخطة الامريكية لاحتواء العراق تحت شعار العقوبات الذكية, اتفق الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال لقاء قمة امس في عمان على ضرورة رفع الحصار عن العراق. ووجوب العمل على ازالة كل الخلافات العربية ووجوب رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الاسرائيلي وايجاد اجواء لاستئناف المفاوضات من النقطة التي وصلتها, واعتبار غياب ارادة السلام في اسرائيل نذير شؤم. وعززت دمشق رفضها لدعوة باول بوقف التقارب مع العراق بإيفاد وزيرين الى بغداد بعد مغادرة الوزير الامريكي العاصمة السورية بساعات. وفي ختام الزيارة التي استمرت زهاء الثلاث ساعات أكد عمرو موسى وزير الخارجية المصري وعبدالإله الخطيب وزير الخارجية الأردني أن وجهات نظر الزعيمين الاردني والمصري كانت متطابقة في مختلف القضايا التي خرجت من المباحثات. واكدا في المباحثات وفق تصريحات وزيري الخارجية المصري والاردني على وجوب رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ووضع حد لمعاناته بالاضافة الى وقف الاعتداءات الاسرائيلية والعقوبات الجماعية المفروضة عليه. واستنكرا التهديدات ولهجة التصعيد التي سمعت مؤخراً من تل ابيب, والتي لا تؤدي بحسب وزيري الخارجية, الا الى مزيد من العنف والعنف المضاد, وانه لا خيار ولا بديل عن مفاوضات السلام. ودعا الزعيمان الى رفع الحصار عن العراق ووضع حد لمعاناته, وبحث القضايا الخلافية سلميا عبر الامم المتحدة, مؤكدين على وجوب العمل لإزالة الخلافات العربية العربية. فيما عبرا عن حرصهما على وجوب تكثيف الجهود والمشاورات بين القيادات العربية لضمان نجاح مؤتمر قمة عمان في نهاية الشهر المقبل. وردا على سؤال موسى حول مشاركة الرئيس العراقي صدام حسين قال ان العراق عضو في الجامعة العربية ولقيادته ان تختار من يمثلها في القمة. وأكد وزير الخارجية المصري ان غياب الارادة في اسرائيل للتوصل الى السلام مع العرب يمثل (نذير شؤم) وليس مشاركة حزب العمل الاسرائيلي في حكومة وحدة وطنية. وقال موسى في ختام زيارة خاطفة للرئيس المصري الى عمان, ان (غياب الرغبة في السلام (في اسرائيل) هو نذير الشؤم) وليس حزب العمل. وكان موسى يرد على سؤال لاحد الصحفيين حول ما إذا كان يعتبر قرار حزب العمل امس بالمشاركة في حكومة ائتلافية في اسرائيل نذير شوم على عملية السلام. وكشف مصدر دبلوماسي اردني لفرانس برس ان (حلفاء الولايات المتحدة العرب عبروا بوضوح عن استيائهم الشديد ازاء استمرار هذه العقوبات خاصة ان النظام العراقي يستغلها بمهارة بحيث يبدو امام شعبه وكأنه منقذه وبالتالي يدعم موقفه). واشار مسئول اردني الى ان هذه العقوبات (خلقت وضعا غير مسبوق على مستوى العالم يتمثل في ان نظام حكم يتحكم في مقدار السعرات الحرارية التي يتناولها كل مواطن من خلال توزيع الطعام والادوية عن طريق الحصص وهذا الوضع يمكنه في النهاية من ان يقوى). واكد المسئول نفسه ان (هذا المنطق سمعه كولن باول من قادة المنطقة الذين اوضحوا ايضا ان العقوبات سمحت للعراق ان يفرض على المنطقة استراتيجية معينة تمكنه من الالتفاف على هذه العقوبات وبالتالي اضعاف النظم الخاصة بتطبيق قرارات الامم المتحدة). ويتابع المسئول الاردني الرفيع قائلا (ان الاردن والسعودية ومصر وسوريا اكدوا جميعا ان المنطقة مستعدة لاحترام قرارات الامم المتحدة حول العراق لكنها لا يمكن ان تفرض على شعوبها قبول الاملاءات الامريكية). وبدأ وزير النقل السوري مكرم عبيد ووزير المواصلات رضوان مارتيني زيارة لبغداد بعد ساعات من زيارة باول لدمشق. وقالت مصادر سورية ان باول سمع من الرئيس بشار الاسد موقفا واضحا ومعلنا بضرورة رفع الحصار غير المسوغ على العراق مع التشديد على وجوب ان تقوم الادارة الامريكية الجديدة بدور فاعل ونزيه لاطلاق المفاوضات على المسار السورى المعطل منذ اكثر من عام . واضافت المصادر ان باول الذى اختتم فى دمشق جولة سريعة قادته الى مصر والاردن واسرائيل واراضى الحكم الذاتى الفلسطينى والكويت والسعودية لمس عن قرب سعى سوريا الى احياء السلام الشامل عبر انسحاب اسرائيل الكامل من كافة الاراضى المحتلة حتى خطوط الرابع من يونيو 1967 . وافادت ان الرئيس الاسد اخبر الوزير الامريكى بأن الاستقرار والامن فى منطقة الشرق الاوسط لن يتحقق الا بتسوية عادلة مع الدولة العبرية وليس عن طريق فرض عقوبات غير مبررة وتشديد الخناق على الشعب العراقى . ومن المقرر ان يوقع الوزيران السوريان خلال زيارتهما الحالية لبغداد على عدة اتفاقيات في مجال النقل وخاصة النقل عن طريق خطوط السكك الحديدية والطرق البرية من خلال ترميم وتأهيل الخطوط القديمة ومد خطوط جديدة تربط المدن السورية بالمدن العراقية كما يلبي متطلبات زيادة حركة انتقال البضائع المحلية او مستوردات العراق عبر الموانىء السورية تنفيذاً للاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مطلع العام الحالي حيث من المتوقع ان يرتفع حجم التبادل التجاري ومعظمه من الجانب السوري الى اكثر من مليار دولار. وقال مسئول سوري رفيع ان مصداقية امريكا في المنطقة ستتعرض لضربة قوية اذا لم تبادر واشنطن باعادة النظر في العقوبات المفروضة على العراق التي يعاني منها الشعب العرقي والتي اصبح لا مبرر لوجودها خاصة بعد تنفيذ بغداد قرارات الامم المتحدة كافة. وقال (ان الولايات المتحدة والامم المتحدة تعلم جيدا انه لم يبق في العراق أي صاروخ وان مفتشي الامم المتحدة دمروا كل الصواريخ التي كانت موجودة بعد ان فتشوا كافة الاماكن التي يمكن ان توجد فيها هذه الاسلحة وعليه فان استمرار العقوبات لا مبرر له). عمان ـ دمشق ــ (البيان):

Email