حجر بحجم حبة البطاطس يحسم وجود حياة مريخية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نشر العلماء ما يزعمون انه اول دليل حاسم على ان البكتيريا عاشت في يوم من الأيام على سطح المريخ. ففي عام 1996 اعلنت وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) عن اكتشاف بقايا جراثيم قديمة في حجر نيزكي سقط على الارض من المريخ, لكن النقاد قالوا في ذلك الحين إن الأدلة كانت هزيلة. والآن نشر فريق مشترك يضم علماء من الولايات المتحدة واسبانيا وألمانيا نتائج دراسة جديدة تؤيد ما توصلت اليه ناسا. لكن بعض الخبراء البريطانيين يشككون في ان الدراسة وصلت فعلاً الى برهان مطلق على وجود الحياة في عصور ماضية على الكوكب الأحمر. ويتمحور الدليل الحاسم الجديد حول بلورات بالغة الصغر عثر عليها في حجر نيزكي بحجم حبة البطاطس اكتشف عام 1984 في المنطقة القطبية الجنوبية. ويقول الفريق الدولي ان البلورات متماثلة تماماً مع تلك التي تخلفها كائنات مجهرية ارضية تعرف بالجراثيم (المغنوتكتيكية) وبما ان منشأ الحجر النيزكي من المريخ فإنه لا يمكن الا افتراض ان البكتيريا نفسها عاشت على المريخ. والبلورات مثار الجدل مصنوعة من مركب من الحديد والاكسجين يدعى (المغنتيت) او اكسيد الحديد الأسود وقد تمثل هدف فريق العلماء في اثبات ان البلورات المغنتيتية من مخلفات كائنات حية وليست ترسبات ناتجة عن عمليات كيماوية بسيطة. وتبدي بلورات اكسيد الحديد التي تخلفها البكتيريا على الأرض ست خاصيات بارزة تميزها عن بلورات المغنتيت ذات المنشأ غير البيولوجي. ودأب الباحثون طيلة الفترة الماضية على البحث عن البصمة البيولوجية التي تحسم الامر بشأن هوية البلورات المكتشفة والآن اعلن كل من ايمر فريدمان وجاك فيرشوس وكارمن اسكاسوس ومايكل ونكلهوفر انهم عثروا اخيراً على الحلقة المفقودة في سلسلة البراهين الماضية. ويكمن الدليل الحاسم النهائي في ترتيب البلورات في الحجر النيزكي, فالبلورات التي تخلفها البكتيريا على الأرض تشكل سلاسل مميزة, ويقول الدكتور ايمر فريدمان من مركز ابحاث ايمز التابع لناسا انهم استخدموا طريقة جديدة في التصوير المجهري الالكتروني لاثبات انتظام البلورات المريخية وفق سلاسل نمطية لا يمكن الا للكائنات الحية انتاجها. ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن الدكتور فريدمان قوله: (تنطبق على هذه البلورات جميع معايير السلاسل المتشكلة حيوياً وبالنسبة لي شخصياً فإن هذا دليل حاسم ونهائي على ان جراثيم مريخية عاشت في القدم في هذا النيزك قبل ملايين السنين).

Email