بوش وبلير يبحثان العقوبات الذكية ضد العراق, بكين تتهم أمريكا بالتضليل وانتهاك ميثاق مجلس الأمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تأكيد الاجتماعات الامريكية البريطانية رسمياً لبحث العقوبات الذكية على بغداد الهادفة لتشديد الرقابة على التسلح وتخفيف معاناة الشعب العراقي تصاعدت امس حدة المعركة الكلامية بين واشنطن وبكين التي رفضت مزاعم امريكية بمساعدتها في تحسين قدرات الدفاع الجوي العراقية, واصفة هذه الاتهامات بأنها (فارغة) وان وراءها (أهدافاً غير معلنة) لصرف الانتباه عن الغارات الاخيرة التي اعتبرتها انتهاكا لميثاق مجلس الامن. وفي الوقت الذي قصفت فيه الطائرات الامريكية امس مواقع للمضادات الجوية العراقية شمال البلاد, اكدت صحيفة الواشنطن بوست ان غالبية الصواريخ في هجوم الجمعة الماضي اخطأت اهدافها وهو ما يناقض الروايات الامريكية البريطانية عقب العدوان مباشرة. وعشية المحادثات المرتقبة اليوم في واشنطن بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع الرئيس الامريكي جورج بوش ونائبه ديك تشيني اكد المتحدث باسم الخارجية الامريكية اجتماع مسئولين من الجانبين امس الاول الاربعاء في العاصمة الامريكية لبلورة موقف جديد من العقوبات المفروضة على العراق. وقال المتحدث ريتشارد باوتشر ان الان جولتي مسئول وزارة الخارجية البريطانية لشئون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اجرى مباحثات مع مساعد وزير الخارجية الامريكي ادوارد ووكر. واضاف قوله ان الهدف من المباحثات التي جاءت بين اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في وقت سابق من الشهر الحالي واجتماع قمة في وقت لاحق من هذا الاسبوع هو (اجراء تحديد اكبر) للافكار التي تدرسها لندن وواشنطن. والمأزق الذي تواجهه الدولتان هو ايجاد سبيل يمنع الحكومة العراقية من اكتساب اسلحة دمار شامل ويبدد في الوقت نفسه مخاوف ان يعاني العراقيون من نقص في الادوية والاغذية وهو ما اصطلح على تسميته (العقوبات الذكية). لكن أبرز تفاعلات الغارات الامريكية البريطانية الاخيرة على بغداد كان اشتداد الخلاف الامريكي الصيني وتراشق التصريحات الساخنة بين بكين وواشنطن. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية زو بانجزاو امس للصحفيين ان اتهامات الولايات المتحدة للصين بمساعدة بغداد على بناء انظمة اتصالات لتحسين قدراتها الدفاعية الجوية تمثل محاولة (لتضليل الرأي العام وتشتيت الانتباه). وقال زو (إن الصين بوصفها عضوا دائماً في مجلس الامن الدولي حرصت على الدوام على تنفيذ قرارات مجلس الامن). وقال المتحدث الصيني ان القصف الذي شنته الطائرات الامريكية والبريطانية ضد العراق هو (أعمال عسكرية أحادية الجانب تنتهك تماما ميثاق الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن). وقال ان إثارة مسألة المساعدات الصينية للعراق محاولة (فارغة) لتحويل الانتباه عن القصف وأن وراءها (أهدافاً غير معلنة). غير أن المتحدث لم ينف مباشرة التقارير بأن مدنيين وفنيين عسكريين صينيين يساعدون في إقامة أنظمة ألياف بصرية يمكن أن تحسن من قدرات تنسيق الدفاع الجوي العراقي. وقال المتحدث (إننا نصر على أن المسألة العراقية ينبغي حلها في إطار الامم المتحدة. إن أي استخدام أحادي للقوة غير مقبول). وقال أنه برغم الخلاف فإن الصين ستواصل العلاقات الدبلوماسية العادية مع الولايات المتحدة. وكانت الولايات المتحدة طلبت امس الاول توضيحات من الصين بشأن وجود تقنيين صينيين يعملون, على حد قولها, في شبكة المضادات الجوية العراقية وهو ما يعتبر خرقا لعقوبات الامم المتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر (لقد اثرنا هذه القضية الخاصة مع الصينيين ونحن في انتظار الرد). ورفع طلب التوضيحات امس الاول خلال حفل تقديم سفير الصين الجديد لدى الولايات المتحدة يانج جياشي اوراق اعتماده لوزير الخارجية الامريكي كولن باول. ويأتي هذا الطلب بعد الغارات الجوية التي شنتها طائرات امريكية وبريطانية الاسبوع الماضي على مواقع عسكرية عراقية بالقرب من بغداد. وكانت وزارة الدفاع الامريكية اكدت آنذاك ان هذه الغارات شنت مساء الجمعة, وهو يوم العطلة الاسبوعية للمسلمين, لتفادي سقوط ضحايا بين الصينيين العاملين في المواقع المستهدفة. كما بررت الوزارة الغارات لان الصينيين في صدد بناء شبكة الياف بصرية تحت الارض ترجح انها قد دعمت بشكل ملحوظ المضادات الجوية العراقية. ونفت بغداد وبكين وجود صينيين في المواقع المذكورة. ــ الوكالات

Email