أعنف عدوان إسرائيلي على غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد تلقيه التهنئة من ايهود باراك أعلن الجيش الاسرائيلي اغتيال ضابط برتبة مقدم في الامن الرئاسي الفلسطيني بصواريخ المروحيات تحت زعم تعاونه مع حزب الله اللبناني وتهريب الاسلحة, وهو ما نفته السلطة الفلسطينية وسارعت لطلب الحماية الدولية بعد تأكيد استخدام الاحتلال للقنابل الفسفورية وغاز الاعصاب المحرم دولياً في اعنف عدوان اسرائيلي على مناطق واسعة في قطاع غزة منذ تفجر انتفاضة الاقصى. وكانت ثلاث مروحيات اسرائيلية تحلق فوق قطاع غزة قبل ان تستهدف احداها وهي من طراز (أباتشي) سيارة مدنية بيضاء متجهة الى مدينة جباليا في القطاع بخمسة صواريخ دمرتها بالكامل. وقال الشهود ان قائد السيارة وهو مسعود حسين عياد (55 عاما) برتبة مقدم في امن الرئاسة الفلسطينية (القوة 17) خرج من السيارة بعد الصاروخ الاول لكن احد الصواريخ الاربعة المنفجرة اصابه بشظاياه في الرأس ليستشهد على الفور بعد تهتك احشائه الداخلية أيضاً فيما أقدمت الشرطة الفلسطينية على تفجير صاروخ خامس لم ينفجر خلال العدوان. وفي سابقة جديدة أعلن جيش الاحتلال مسئوليته عن اغتيال الشهيد عياد بزعم انتمائه وتعاونه مع حزب الله اللبناني وانه كان في لبنان العام الماضي لشراء اسلحة وانه مسئول عن هجمات عديدة ضد الجيش الاسرائيلي من ضمنها اطلاق قذائف مورتر على مستوطنات غزة. وفي وقاحة غير مسبوقة تظهر النفس الانتقامي الذي يحمله ايهود باراك اثر سقوطه المذل في الانتخابات اصدر مكتبه بيان تهنئة لجيش الاحتلال على هذه الجريمة. وقال البيان ان عملية اغتيال الضابط الفلسطيني قرب مخيم جباليا في شمال قطاع غزة يشكل (تعبيرا جديدا عن السياسة التي تقضي بمعاقبة كل الذين يتعرضون للجنود والمدنيين الاسرائيليين). وتابع البيان (انه ايضا انذار واضح الى كل الذين ينوون مهاجمة اسرائيليين) مضيفا ان على هؤلاء (ان يعلموا بأن ذراع الجيش الاسرائيلي طويلة وستطالهم وان عليهم ان يتحملوا مسئولية ما يقومون به). وكان جيش الاحتلال اختطف قبل اسبوعين ناصر عياد الملازم في قوات الـ 17 قرب مستوطنة نتساريم وهو نجل الشهيد الذي اغتيل امس. واحتشد المئات من الفلسطينيين في مكان اغتيال الشهيد عياد مرددين الموت لاسرائيل بعد اصابة عدة سيارات وتحطم زجاج نوافذ المباني المجاورة خلال قصف المروحيات. وفور اعلان نبأ هذه الجريمة طالب امين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين بعد هذا التصعيد الخطير الذي يدفع لانفجار الوضع وهو ما طالبت به أيضا وزارة الاعلام الفلسطينية في بيان اعتبر الجريمة هذه (ارهاب دولة). وأكد وزير العدل الفلسطيني فريح ابو مدين ان المزاعم الاسرائيلية بانتماء الشهيد لحزب الله هي محض افتراءات واكاذيب وانه ينتمي لحركة فتح منذ ثلاثة عقود. واصدر مدير الامن العام اللواء عبد الرازق المجايدة بيانا صحفيا اعتبر فيه (اغتيال مسعود عياد جريمة بشعة بحق الانسانية تدل على التصعيد الاسرائيلي الخطير ضد الشعب الفلسطيني). وقال البيان (ان هذا العمل تصعيد خطير ومخطط له مسبقا وهو دليل واضح على استمرار الغطرسة الاسرائيلية متمثلة بسياسة ارهاب الدولة والاغتيالات الهمجية). واضاف بيان الامن العام (اننا نحمل الجيش الاسرائيلي كامل المسئولية عن هذه الجريمة البشعة التى تدل على عدوانية واجرام الجيش الاسرائيلي وهى دليل واضح على عدم احترام ابسط معايير حقوق الانسان والقوانين والاعراف الدولية). وسارعت حركة حماس الى مطالبة السلطة الفلسطينية بسرعة توزيع السلاح على الشعب بعد هذا التصعيد الاجرامي فيما نقلت رويترز عن مسئول في حركة فتح قوله (سنثأر لاغتيال عياد وسيدفع الصهاينة ثمن جرائمهم). وكان الجبالي اصدر بيانا امس حول ما يشبه المجزرة الجماعية التي ارتكبتها دبابات الاحتلال بقصفها الشامل والمكثف لمخيم خانيونس لاكثر من ست ساعات مما اسفر عن اصابة 90 بينهم العديد من الحالات الخطرة اكد فيه استخدام الاحتلال قنابل فسفورية ادت الى تدمير واحراق اكثر من 30 منزلا وتشريد المئات من ساكنيها فيما انهار بعضها فوق اصحابها. كما اكد البيان استخدام الجيش الاسرائيلي خلال القصف غاز الاعصاب المحرم دوليا ما أدى لاصابة اكثر من 40 فلسطينيا بحالات هيستيرية وتشنجات واختناقات خطرة. واضاف جنود الاحتلال امس الى جرائمهم هذه جريمة جديدة حين استهدف قناص من بندقيته المزودة بكاتم صوت الطفل الفلسطيني بلال توفيق عياد (14 عاما) من مخيم البريج بغزة فأرداه شهيداً بعد اصابته في الصدر قبل مفرق الشهداء (نتساريم). ولم تكتف مروحيات الاحتلال باغتيال الشهيد عياد بل زادت بقصف عدة مواقع للشرطة الفلسطينية في جباليا وبيت لاهيا ما ادى لاصابة خمسة عسكريين ومدنيين. واندلعت معارك مسلحة عنيفة بعد ذلك قرب معبري المنطار ونتساريم بين المسلحين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الذين استخدموا الصواريخ ومدافع الدبابات ورشاشاتها الثقيلة قبل ان تمتد المعارك الى المناطق المحاذية لمستوطنة غوش قطيف ونفيه دوكاليم ودير البلح ورفح حيث اعترف الجيش الاسرائيلي باصابة أحد جنوده خلالها. واكد شهود ان (المواجهات تجددت بعد ظهر امس في مخيم خانيونس وقام الجيش الاسرائيلي على اثر ذلك بقصف المخيم بالاسلحة الثقيلة وقذائف الدبابات مما اسفر عن اصابة اكثر من 43 مواطناً بالاعيرة النارية وشظايا الصواريخ حسبما اكدت مصادر طبية في مستشفى خانيونس). كما انفجرت الاشتباكات المسلحة في مدينة الخليل التي اعاد جيش الاحتلال حصارها وفرض حظر التجول داخلها. وازاء هذا التصعيد يبدو أن باراك تراجع عما كان اعلن قبل ساعات حول التوصل لاتفاق مبدئي لتشكيل حكومة موسعة بين حزبي العمل والليكود على اساس الاتفاق المرحلي مع الفلسطينيين والتفاوض على كافة المسارات بالاستناد الى القرارين 242 و338 مع السماح بتوسيع المستوطنات القائمة. وقالت الاذاعة العبرية ان باراك وضع شرطين جديدين يتعلقان بقيام الدولة الفلسطينية وقبول اخلاء المستوطنات وهو ما اعتبره حزب الليكود محاولة لنسف فكرة الائتلاف الحكومي.

Email