شارون رئيساً للوزراء في اسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

اشارت توقعات محطتي التلفزيون الاسرائيليتين العامة والخاصة والتي تعتمد على استطلاع الناخبين لدى الخروج من صناديق الاقتراع الى فوز الارهابي زعيم اليمين الاسرائيلي ارييل شارون على خصمه رئيس الوزراء المستقيل ايهود باراك، بأغلبية ساحقة حيث حصل على 5.59% مقابل 5.40% من مجموع أصوات الناخبين. وكانت المقاطعة العربية قد نجحت في تدني المشاركة في الانتخابات الى نسبة غير مسبوقة بلغت 62% وهي الادنى في تاريخ الانتخابات الاسرائيلية التي حولها ارييل شارون الى استفتاء حول مصير القدس واعد خطاب تهدئة للعالم رغم بلورته خطة عسكرية غير تقليدية لقمع الانتفاضة التي اشعلت يوم غضبها امس بعشرات الجرحى واصابة جنديين اسرائيليين وسط دعوة احد ابرز قادتها مروان برغوثي العواصم العربية لرفض استقبال الزعيم الليكودي. فقبل ساعتين من اقفال صناديق الاقتراع مساء أمس بلغت نسبة المقترعين 58% . وفيما يتوقع ظهور النتائج النهائية غير الرسمية صباح اليوم اعلن الفلسطينيون على الفور رفضهم التفاوض مع شارون على أساس برنامجه الانتخابي لكن ياسر عرفات قال انه يحترم خيار الشعب الاسرائيلي املأ في استمرار عملية السلام وقال احمد عبدالرحمن امين عام رئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني ان الفلسطينيين يرفضون التحاور مع زعيم اليمين الاسرائيلي على اساس البرنامج السياسي الذي اعلنه خلال حملته الانتخابية. وصرح نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات قائلاً: (سنتعامل مع شارون الذي انتخبه الشعب الاسرائيلي). واضاف: (ما يهمنا هو الالتزام باتفاقيات السلام التي وقعناها مع الحكومات الاسرائيلية). لكن وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه وصف انتخاب شارون بأنه اكثر الاحداث حماقة في تاريخ اسرائيل. وقال ان سياسات شارون المتشددة ستقتل عملية السلام. واقر زعيم حزب ميريتس اليساري يوسي ساريد احد اقرب حلفاء باراك بهزيمة الاخير امام شارون, في تصريح للمحطة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي. وقال ساريد (لقد رفضت اغلبية الاسرائيليين طريقنا, على شارون الآن ان يطبق مقترحاته). وقال حاييم يافين المعلق المخضرم في القناة الاولى للتلفزيون (انه يمثل انقلاباً وضربة قاضية). واطلق انصار شارون في مقر حملته الانتخابية اهازيج البهجة, وفي المقابل بكى النشطاء في معسكر باراك وتعانقوا لمواساة بعضهم البعض بعد اعلان نتائج الانتخابات حسب التوقعات. واستبق وزير الخارجية الامريكي كولن باول ظهور النتائج الرسمية موجهاً الدعوة الى الهدوء في اسرائيل والأراضي الفلسطينية وأعلن انه سيزور المنطقة نهاية الشهر الجاري.وشجع باول كل قادة المنطقة على التحلي بضبط النفس وضمان عدم حصول استفزازات خلال الفترة الحساسة التي ستلي فترة الانتخابات في اسرائيل. وينذر انتخاب شارون بفترة من الاضطراب القوي في عملية السلام ومنطقة الشرق الاوسط برمتها, ويتوقع الفلسطينيون والدول العربية الأسوأ نظراً الى ماضي شارون الدموي الارهابي. وقال شارون ان اول ما سيفعله هو تشكيل حكومة وحدة وطنية, مما يعني انه سيدعو حزب العمال للمشاركة في السلطة. .وفي اشارة الى ثقته بالفوز كشفت صحيفة (معاريف) العبرية ان شارون اعد خطاب النصر لالقائه باللغة الانجليزية عبر شاشات التلفزة يتضمن رسائل تطمين وتهدئة للعالم وخصوصاً للفلسطينيين. لكن صحيفة (معاريف) ذاتها كشفت في المقابل انه اعد خطة عسكرية لقمع الانتفاضة بالتشاور مع ضباط احتياط في جيش الاحتلال. وقالت (معاريف) ان الخطة هذه تحظى بتأييد ضباط في مناصب كبيرة بجيش الاحتلال وتضمن (فرض طوق عام متواصل على المناطق الفلسطينية وربط بقاء هذا الطوق بوقف الفلسطينيين اطلاق النار). وينوي شارون اصدار امر بتكثيف عمل الوحدات الخاصة وتعزيز الحراسة على محاور الطرق وتكثيف الامن في النقاط الاستراتيجية في المستوطنات التي تخضع للسيطرة العسكرية. وسيطلق شارون, اذا انتخب حرية قادة المناطق وسيسمح بردود اعنف ضد الفلسطينيين, وقال مصدر كبير شارك في هذه النقاشات: (ان الحديث لا يدور عن خطة ستؤدي الى حرب او اسقاط عرفات بل ستجري تغييرات في عمل الجيش واجهزة الامن اذا انتخب شارون). ونقلت الصحيفة عن مقرب من شارون قوله ان الاخير (يفضل ايضاً أساليب غير تقليدية يفاجئ فيها الفلسطينيين) في اشارة الى تهديد حياة قادة الانتفاضة والسلطة الفلسطينية. وكان السفير المصري لدى اسرائيل محمد بسيوني الموجود في القاهرة رجح امس ان يلجأ شارون إلى تطوير السلاح البحري والقدرات النووية الاسرائيلية.الوكالات

Email