الانتفاضة تضرب في العمق الاسرائيلي، ل 4 صهاينة في تفجير بالخضيرة بعد استشهاد 4 فلسطينيين بمذبحة مدبرة ، الاحتلال يقصف عشوائياً وحماس تهدد العدو بـ(أبواب الجحيم)

ت + ت - الحجم الطبيعي

الانتفاضة تضرب في العمق الاسرائيلي، قتل 4 صهاينة في تفجير بالخضيرة بعد استشهاد 4 فلسطينيين بمذبحة مدبرة ، الاحتلال يقصف عشوائياً وحماس تهدد العدو بـ(أبواب الجحيم) شهدت فلسطين المحتلة امس اعنف تصعيد من نوعه منذ بدء الانتفاضة, حيث اقدمت دبابات الاحتلال على ارتكاب مجزرة بشعة وجديدة بقصف وحشي لسيارتين في قطاع غزة مما اسفر عن تناثر، اجساد اربعة فلسطينيين واصابة تسعة آخرين بينهم ثلاث فتيات بزعم تعقب مسئول في حركة فتح فيما كانت المروحيات الاسرائيلية تدك رفح وخانيونس, رداً على ثلاثة تفجيرات استهدفت المستوطنات. وبعد ساعات قليلة على مذبحة غزة, انفجرت سيارة ملغومة في بلدة الخضيرة شمال اسرائيل مما ادى لمصرع اربعة اسرائيليين واصابة 50 آخرين في عملية فدائية تعتبر نقلة نوعية للانتفاضة وضربا للأمن الإسرائيلي رغم الحصار الذي يفرضه على كافة المدن والقرى الفلسطينية وسارعت تل ابيب لاتهام السلطة الفلسطينية بالمسئولية على خلفية تعهد حركة فتح بأن ردها سيكون قاسيا وسريعا, وهو الاتهام الذي تم نفيه على الفور من مكتب عرفات لكنه وجد ترحيبا سريعا من حركة حماس التي حذرت إسرائيل من المس بالرموز الفلسطينية, قائلة: ان ذلك سيفتح على العدو أبواب الجحيم. وقبيل اجتماع المجلس الامني الاسرائيلي المصغر شنت دبابات ومروحيات الاحتلال هجوماً عشوائياً واسع النطاق ضد غالبية المدن الفلسطينية خاصة رام الله والبيرة ورفح وبموازة التصعيد العسكري الاسرائيلي شن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعنف هجوم له ضد الولايات المتحدة باتهامه لواشنطن بمد تل ابيب بكافة الاسلحة التي تذبح بها الفلسطينيين, وسارعت اسرائيل لاتهام عرفات ــ الذي زار القاهرة امس مشيداً بسحب السفير المصري ـ الى انه يخطط لاستهداف المصالح الامريكية بالمنطقة لاجبار واشنطن على التدخل كي تحقق اهدافه السياسية. المذبحة الاسرائيلية الصباحية وقعت على طريق صلاح الدين الذي يربط مدينتي رفح وخانيونس في قطاع غزة حين كانت سيارتان لمدنيين فلسطينيين متوجهتين الى خانيونس ولدى مرورهما امام دبابات الاحتلال المرابطة امام مستوطنة موراج فتحت هذه الدبابات نيران مدافعها على السيارتين. وقال اللواء غازي الجبالي مدير الامن العام الفلسطيني ان اربعة مدنيين فلسطينيين استشهدوا على الفور واعتقل خامس فيما اصيب سبعة آخرون بجروح خطرة. وقال ان الاحتلال يرفض تسليم جثث الشهداء أو اسعاف الجرحى لتركهم ينزفون حتى الموت وأغلق المنطقة المحيطة بالمذبحة لتلفيق الروايات المضللة. وفي اطار هذه التلفيقات قال الجيش الاسرائيلي انه كان يتعقب أحد مسئولي فتح في القطاع (جمال عبدالرازق) وهو ابن عم الوزير الفلسطيني هشام عبدالرازق. وهو ما نفاه المجايدة بشكل قاطع مؤكداً ان كافة ركاب السيارتين هم من المدنيين فيما قالت مصادر ان بينهم فتاتين لم يعرف مصيرهما. العقيد أبو طارق مسئول الارتباط العسكري مع جيش الاحتلال ابلغ (البيان) ان المذبحة تمت بطريقة بشعة ووحشية غير مسبوقة, اذ لم يكتف الصهاينة بقذائف الدبابات ورشاشاتها بل سارعوا للاقتراب من السيارتين وامطارهما بكمية هائلة من الرصاص. وقال انه رأى مشاهد يعجز الكلام عن وصفها لمدى بشاعتها, مشيرا الى أنه رأى أسنان اثنين من المدنيين الفلسطينيين خارج الفم واجزاء من الرأسين والدماغ ملتصقة بسقف السيارة. وفور ذلك اعلن مسئول عسكري كبير في حركة فتح ان (الاحتلال سيدفع ثمن هذه المذبحة غاليا ولن نجعله يعرف طعم الراحة). وقال لــ (البيان) رافضا الكشف عن اسمه (تعامل فتح مع الاحتلال بدأ في ظل معطيات ومعادلات جديدة ستجعله يفر من ارضنا المحتلة وسيسمع العالم كله رداً قريبا وسريعاً وقاسيا سيكون درسا من فتح لن ينساه الجيش الاسرائيلي). وبعد ساعات من تحذير فتح انفجرت سيارة ملغومة في بلدة الخضيرة جنوب حيفا مما اسفر عن مصرع اربعة واصابة 50 اسرائيليا بجروج ولم تنسب اية جهة مسئولياتها عنه. وقال شهود ان حافلة كانت هي الاشد تضررا من الانفجار الذي وقع في ساعة الذروة المسائية في احد شوارع الخضيرة الرئيسية. وهرعت عربات الاسعاف الى مسرح الحادث فيما اغلقت الشرطة المنطقة وشرعت في البحث عن اي عبوات ناسفة اخرى. وذكرت الشرطة انها تشتبه بأن حركة حماس تقف وراء الهجوم. وصرح شاهد عيان لراديو اسرائيل بقوله: (لقد كان امرا مروعا.. فقد طارت الحافلة في الهواء.. وانشطرت وتسبب الانفجار ايضا في اندلاع حريق بمتجر قريب. ورجحت مصادر إسرائيلية تفجير السيارة عن بعد بينما كانت تقف بجوار الحافلة رغم حدوث تضارب حول ما إذا كان التفجير استشهاديا أم عبر سيارة مفخخة. وفي أول تعقيب له على الانفجار اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي الحادث (عملا همجيا استهدف المدنيين العزل) على حد تعبيره. ونقل راديو اسرائيل عن باراك تهديده بأن اسرائيل ستعاقب منفذي الهجوم.. كما كرر دعوته إلى أحزاب المعارضة بتشكيل حكومة طوارئ وطنية. وحمل باراك ــ كعادته ــ الرئيس الفلسطيني كامل المسئولية عن الحادث بهدف التغطية على العمليات الاجرامية التي تقوم بها اسرائيل ضد الفلسطينيين العزل. وعلى الفور أعرب مسئول فلسطيني رفيع المستوى عن دهشته لتصريحات باراك التي حمل فيها السلطة الفلسطينية مسئولية الانفجار. وقال المسئول في بيان وزع من مكتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات: (نحن نستغرب هذه الاقوال .. ونعتقد أن هذه المزاعم هي من أجل تبرير استمرار العدوان الاسرائيلي المستمر على الاراضي الفلسطينية). وأضاف: (لقد أعلنت السلطة الفلسطينية في السابق أن لا علاقة لها من قريب أو بعيد بحادث انفجار كفار دروم إلا أن الجانب الاسرائيلي لم ينتظر وقام أمس الأول بقصف المدن الفلسطينية في قطاع غزة). وأشار البيان إلى أن تصريح باراك يثبت (النية المبيتة للجيش الاسرائيلي لتنفيذ خطته المعدة سلفاً لضرب السلطة الفلسطينية ومحاولة تركيع الشعب الفلسطيني). ورحبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بعملية الخضيرة. وقال الدكتور محمود الزهار الناطق الرسمي باسم حماس في تصريح صحفي انه لا يعرف ما إذا كانت كتائب عز الدين القسام, الجناح العسكري للحركة, تقف وراء العملية (رغم أننا نرحب بها). وأضاف أنه (لو أن حركة حماس هي التي نفذت العملية, فسيتم الاعلان عن ذلك من قبل جناحها العسكري), مشيرا إلى أن ما حدث كان متوقعاً لان هذه (حرب) شنها الاسرائيليون واعتدوا فيها على كل المقدسات والارواح وارتكبوا فيها مذابح). وقالت مصادر فلسطينية ان القوات الاسرائيلية قصفت بصورة مكثفة مدن رام الله والبيرة بالضفة الغربية ردا على ما يبدو على انفجار الخضيرة شمالي إسرائيل. وشمل القصف مواقع للسلطة الفلسطينية في رام الله وذكرت معلومات انه أوقع شهيدا في رفح بقطاع غزة. وقالت الانباء الواردة من الضفة الغربية ان اشتباكات وقعت في وقت سابق بين مسلحين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي بالقرب من مستوطنة بتسوجوت في الضفة الغربية. وأفادت المصادر الفلسطينية ان الجيش الاسرائيلي رد على مصادر النيران بإطلاق قذائف دبابات متمركزة عند مداخل مدينة البيرة وقد سمع دوي انفجارات في مدينة البيرة كما شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من بعض المباني. وأضافت ان خمسة فلسطينيين أصيبوا على الاقل جراء هذا القصف وتم نقلهم إلى المستشفيات وأن جروح أحدهم خطيرة. وكان حسين الشيخ امين عام فتح في الضفة الغربية اكد ان العدوان الاخير على قطاع غزة اعطى الحركة الضوء الاخضر لمهاجمة الاهداف المدنية والعسكرية الاسرائيلية بأية طريقة وفي أي مكان. الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي التقى نظيره المصري في القاهرة امس اكد خلال خطاب له في افتتاح المؤتمر الطارىء للجان التضامن العربية مع الانتفاضة ان الاحتلال خطط لقصف غزة منذ ثمانية شهور مؤكدا زيف الادعاءات الاسرائيلية حول وجود قتلى في تفجير حافلة المستوطنين قرب كفاردروم. وكانت ثلاث مروحيات اسرائيلية من نوع اباتشي شنت امس غارات مكثفة على مدينتي دير البلح وخانيونس في القطاع عقب انفجارين هائلين احيطا بالتعتيم استهدفا مستوطنتي كيسوفيم وغوش قطيف بعد تفجير ثالث تبنته حركة حماس الليلة قبل الماضية. وقال عرفات للصحفيين (اخطر ما في الموضوع ان هذه الاسلحة التي تستخدم هي اسلحة امريكية, طائرات هليكوبتر امريكية, طائرات مقاتلة امريكية, دبابات امريكية, مصفحات امريكية, صواريخ امريكية, قذائف امريكية وقنابل امريكية). واستطرد (هذا الكلام يتحمل مسئوليته امريكا الراعي الاساسي لعملية السلام لان جزءا من اسلحتها تستخدم في محاولة ابادة للشعب الفلسطيني). تزامن ذلك مع اتهام رئيس الاستخبارات الاسرائيلية عاموس مالكا لعرفات بالسعي للتعرض للمصالح الامريكية ليدفع واشنطن الى ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية. واشار عرفات في خطابه الى انه تحدث مع الرئيس المصري حسني مبارك حول موضوع الادوية والتموين المصري المحجوز على الحدود بين فلسطين ومصر. وقال ان اسرائيل لا تريد ادخال كل هذه المواد ووضعت القيود نفسها على التبرعات العينية والطبية القادمة من الاخوة العرب عبر الحدود الاردنية. واضاف (حتى الاكل ممنوع.. ظنا منهم اننا سنركع لهم.. ولكننا لا نركع الا لله وحده ولن نركع لأحد). واكد انه يعلن (من القاهرة) بكل وضوح ان العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لن ينال من تصميمه على هدف العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. في السياق نفسه ذكرت وكالة أنباء إنترفاكس أن عرفات طلب امس من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوساطة في أزمة الشرق الاوسط. وفي رسالة إلى بوتين, حث عرفات زعيم الكرملين على المساعدة في وضع (نهاية للعدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني) ودعا روسيا إلى تنشيط دورها كوسيط للسلام في الشرق الاوسط. غزة ــ ماهر ابراهيم والوكالات

Email