اسرائيل هددت عرفات بتهجير فلسطينيي، القدس شهيدان والاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية إلى غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع استمرار المواجهات بشهيدين وعشرات الجرحى ودفع جيش الاحتلال بالمزيد من مدرعاته القتالية الى قطاع غزة جدد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المطالبة بالحماية الدولية التي جدد ايضا ايهود باراك رفضه لها, فيما كشف عن اتصالات سرية جارية بين الجانبين للتوصل لتفاهمات جديدة, وتهديد واشنطن لعرفات بوقف الدور الأمريكي في السلام بينما هددت إسرائيل بتهجير فلسطينيي القدس الشرقية, فيما عرض الفلسطينيون قبول ضم اسرائيل لثلاثة تجمعات استيطانية مقابل 60 كيلو متراً مربعاً تضاف لقطاع غزة وحدوث تقدم فيما يخص اللاجئين وحائط البراق. وتجددت المواجهات امس في مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ما أسفر عن شهيدين أحدهما طفل قرب معبر المنطار في قطاع غزة الذي سارعت سلطات الاحتلال لاعادة إغلاقه. وقال الشهود ان (الجيش استقدم تسع مدرعات قتالية ونشرها على طول الطريق بين مستوطنتي نتساريم وكفار دروم في جنوب القطاع). واكد صحفيون من تلفزيون فلسطين كانوا يراقبون عملية نشر المدرعات انهم تعرضوا لاطلاق نار من احدى هذه المدرعات دون ان يصاب احد بأذى. ورغم اصدار السلطة الفلسطينية امس المزيد من تعليمات تقييد إطلاق النار الا ان صحيفة (معاريف) العبرية نقلت عن تقرير استخباري امريكي ان اجهزة أمن فلسطينية ضالعة بشكل مباشر في المواجهات وبتوجيه من ياسر عرفات). ورغم ذلك اشارت الصحيفة الى اتصالات سرية جارية بين الجانبين لضمان استمرار شبكة الامان التي منحها حزب شاس لحكومة ايهود باراك.. وقالت انه في حال نجاح الاتصالات سيصار لعقد قمة ثلاثية برعاية الرئيس الامريكي بيل كلينتون أواخر ديسمبر أو بداية يناير المقبل. وفي هذا الاطار كشفت مصادر حزبية مطلعة لــ (البيان) ان الدكتور صائب عريقات في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة بحث مع الادارة الامريكية موضع تبادل الاراضي مع اسرائيل بتفاصيل جديدة. وقالت المصادر ان عريقات اكد على موافقة السلطة الفلسطينية على مبدأ التبادلية وان تحتفظ اسرائيل بالسيطرة والسيادة الكاملة على ثلاثة تجمعات استيطانية كبيرة مقامة على اراضي الضفة الغربية وهي ارئيل, غوش عنصيون, محيط القدس مقابل تعديل حدود قطاع غزة بزيادة (60) كيلو متراً نحو الشرق واقتطاعها من اراضي النقب وضمها الى القطاع. واشارت المصادر الى ان حلحلة في غالبية الموضوعات التفاوضية قد جرت مؤخراً ومن ذلك موضوع الاعتراف بحق عودة اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها والسيطرة على حائط البراق (المبكى) في الحرم القدسي الشريف. وجاء في بيان صحفي صدر امس عن مكتب عريقات, ان الاخير (التقى مع قناصل الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وجنوب افريقيا حيث سلمهم رسائل خطية من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى الرؤساء (الامريكي) بيل كلينتون و(الفرنسي) جاك شيراك و(الجنوب افريقي) ثامبو مبيكي). واضاف البيان ان الرئيس عرفات دعا (في رسائله كلا من الرئيس الامريكي بيل كلينتون والرئيس الفرنسي جاك شيراك بصفة بلاده رئيسا للاتحاد الاوروبي والرئيس مبيكي بصفة بلاده رئيسا لدول عدم الانحياز بذل كل جهد مستطاع لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني استنادا لميثاق جنيف الرابع لعام 1947) المتعلق بحماية الشعوب الخاضعة للاحتلال. وفي المقابل جاء في بيان صدر اثر الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء الاسرائيلي ان (رئيس الوزراء اكد مجددا ان اسرائيل تعارض في الوضع الراهن وصول مراقبين دوليين). واضاف باراك (لم يطرأ تغيير على موقفنا الذي يعتبر بأنه لا يمكن لمثل هؤلاء المراقبين ان يساعدوا في تطبيق الاتفاقات بمجرد توقيعها كما الحال بالنسبة للاتفاقات السياسية التي ابرمت في الماضي). وكان مسئول فلسطيني كبير كشف لـ (البيان), أن الأوضاع على الساحة الفلسطينية تشهد تعقيدات كثيرة ومخاطر أكثر. وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هددتا عرفات قبل أيام لمنع اعلانه الدولة الفلسطينية , وكشف أن الولايات المتحدة أبلغت عرفات بأنها ستتخلى بالكامل عن الوساطة في عملية السلام , إذا ما أعلن عرفات الدولة باعتبار ذلك تصرفا منفرداً. كما هدد باراك الرئيس الفلسطيني بأنه سيضطر لاتخاذ المزيد من الإجراءات العنيفة بشكل لم تشهده الأراضي الفلسطينية من قبل, وكشف المصدر لـ (البيان) عن أن باراك يهدف في المرحلة الحالية إلى الإستيلاء الكامل على القدس الشرقية, واخضاع المواطنين العرب فيها لحمل الجنسية الإسرائيلية وفق مشروع القانون الذي اقترحه ايهود أولمرت رئيس البلدية الاسرائيلية للقدس أو يكون البديل في حال رفض هؤلاء المواطنين للجنسية الإسرائيلية الطرد خارج الحدود , وهو ما يعني تكرار مأساة 48 مرة أخرى. وتوقع المسئول, أن تشهد الأراضي الفلسطينية خلال الأيام المقبلة مزيدا من العدوان الإسرائيلي , وقال : لم يعد أي شئ مستبعداً, بدءا من قصف كل مقار السلطة الفلسطينية, وحتى تصفية القيادات الفلسطينية بمن فيهم عرفات نفسه. القاهرة ــ احمد رجب, غزة ــ ماهر ابراهيم

Email