اختتام القمة الإسلامية بإقرار مقاطعة شاملة لإسرائيل ، اتهام واشنطن ضمنيا بمنع مجلس الامن من حماية الفلسطينيين ، تكليف أمـير قطـر ببذل مساع حميدة بين الكويت والعراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتم مؤتمر القمة الإسلامي التاسع أعماله في الدوحة الليلة الماضية بدلا من اليوم كما كان مقررا, باقرار بيان ختامي أشاد بالانتفاضة البطولية للشعب الفلسطيني, مطالبا مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية ، في المذابح التي ارتكبتها اسرائيل وازالة المستوطنات, وداعيا إلى مقاطعة شاملة لاسرائيل ومتوعدا بمقاطعة أي دولة تنقل سفارتها للقدس. كما اتهم البيان ضمنيا واشنطن بمنع مجلس الأمن من تحمل مسئولياته في حماية الفلسطينيين. كما دعا إلى احترام سيادة العراق في قرار عنون بـ (الحالة بين العراق والكويت) بدلا من الصياغة السابقة التي تشير إلى آثار الغزو العراقي للكويت. وكلف أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ببذل مساع حميدة لحل الخلافات بين العراق والكويت. وترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وفد الدولة إلى القمة. وتناول البيان الختامي للمؤتمر عقب جلستين مسائتين احداهما مغلقة على ضرورة استخدام الطاقات الاسلامية لدعم النضال الفلسطيني والانتفاضة البطولية لتحقيق كامل الاهداف الفلسطينية, مشددا على وقف الاستيطان الصهيوني مطالبا مجلس الامن بازالة المستوطنات وفقا لقراره 465 واحياء اللجنة الدولية لمنع الاستيطان في القدس طبقا لقرار مجلس الامن ,446 وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني, ودعا المؤتمر الى تشكيل لجنة تحقيق دولية للمذابح الاسرائيلية التي ادت الى سقوط اكثر من مئتي شهيد وما يزيد على عشرة آلاف جريح وتشكيل محكمة جنائية دولية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين وهي نفس التوصية التي صدرت عن القمة العربية بالقاهرة, ودعا المؤتمر الى مقاطعة اسرائيل وقطع العلاقات معها بما فيها اقفال البعثات والمكاتب وقطع العلاقات الاقتصادية ووقف جميع اشكال التطبيع. وشدد المؤتمر على مسئولية الأمم المتحدة تجاه قضية فلسطين وحماية الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته وعاصمتها القدس, داعيا الى الاعتراف بها فور اعلانها. وأوصى المؤتمر بممارسة الضغوط على المحافل الدولية والأمم المتحدة لحمل اسرائيل على اطلاق الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وانهاء أسلوب العقاب الجماعي. وطالب البيان الختامي جميع دول العالم بالالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 478 (1980) الذي يدعو إلى عدم نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى مدينة القدس, ودعا إلى الطعن قانونا في صحة القانون الذي أقره الكونجرس الأمريكي في هذا الشأن لكون هذا القانون يفضل طائفة دينية على غيرها مما يناقض الدستور الأمريكي القائم على المساواة بين الطوائف. ودعا إلى قطع العلاقات مع أية دولة تنقل سفارتها للقدس أو تعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل. ودعا المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى حمل اسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومنعها من اجراء أي تغيير جغرافي أو سكاني في مدينة القدس الشريف, والزامها برفع الحصار عن القدس. وطالب مجلس الأمن بالزام اسرائيل باخضاع منشآتها النووية للتفتيش, واعلان نبذ التسلح النووي, وأشاد المؤتمر بصمود العرب السوريين في الجولان وبصمود لبنان حكومة وشعبا ومقاومة. واقر البيان دعوة العراق والامم المتحدة الى حوار شامل بدون شروط مسبقة تمهيدا لرفع العقوبات المفروضة على العراق مؤكدا عدم وجود اي موانع لتسيير الرحلات الجوية الى العراق داعيا الى حل سريع لمشكلة الاسرى والمفقودين الكويتيين وتحقيقا لعلاقات حسن الجوار شدد على ضرورة احترام أمن دولة الكويت واظهار توجهات العراق السلمية تجاه الكويت واحترام سيادة العراق وكلف المؤتمر امير قطر بوصفه رئيس القمة التاسعة بذل مساعيه الحميدة بالتشاور مع العراق والكويت لتوفير الارضية لحل الخلافات بين العراق والكويت. وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حذر في كلمته قبل تلاوة البيان الختامي من التصعيد الاسرائيلي الاخير داعيا الى تحرك سريع لمواجهته. واقترح أمير قطر ارسال وفد وزاري إلى الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لاجراء الاتصالات الفورية لوقف العدوان الاسرائيلي وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وكان البيان الختامي قد اتهم واشنطن ضمنيا بمنع مجلس الأمن من ممارسة مهامه في حماية الشعب الفلسطيني. وحث واشنطن على تمكين المجلس من القيام بدوره. إلى ذلك يؤكد قادة العالم الإسلامي في اعلان الدوحة تضامنهم مع الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة ورفع الاحتلال عنه, ويدين البيان اسرائيل لرفضها القرارات الدولية ويؤكدوا عزمهم على متابعة ما جاء في بيان (انتفاضة الأقصى), الذي دعا لمقاطعة الكيان الصهيوني, وان القمة الحالية تشكل منعطفا جديدا في تاريخ الأمة الإسلامية. كما يؤكد اعلان الدوحة ضرورة العمل على نصرة القضايا الاسلامية والدفع بحقوق الأقليات المسلمة. واتفق القادة على انشاء سوق اسلامية مشتركة والتركيز على القطاعات ذات السمة الدولية. وأدان اعلان الدوحة الارهاب بكل أشكاله, وأعتبر القادة فى بيانهم مبادرة الحوار بين الحضارات التى أسس لها الرئيس الايرانى محمد خاتمي رؤية عالمية جديدة لبناء نظام جديد ومتكافىء وتعهدوا بمواصلة الجهود الحثيثة من أجل نشر الصورة الحقيقية للاسلام بوصفه دين التسامح. وتلقت منظمة المؤتمر الإسلامي تبرعات من السعودية (10 ملايين دولار) الكويت (ثلاثة ملايين) قطر (ثلاثة ملايين) ماليزيا (مليون) وكانت الامارات قد قدمت مليونا أمس الأول. وقبل ختام القمة أعرب باراك في واشنطن عن أسفه للدعوات التي أطلقتها بعض الدول خلال القمة لمقاطعة اسرائيل واعلان الجهاد ضدها. وزعم اثر لقائه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون (ان حلا تفاوضيا يكون أنسب لحل نزاع دولي). أما الفلسطينيون فقد أكدوا انهم حصلوا على ما يريدون, وقال الرئيس ياسر عرفات لـ (البيان) ان (قرارات القمة الاسلامية أقوى من القمة العربية الطارئة لان استمرار انتفاضة الأقصى وانهمار دماء الشهداء بغزارة فرضا على الجميع اتخاذ مواقف أقوى وأكثر وضوحا). الدوحة ــ موفدا (البيان) صالح الجسمي وجمال المجايدة

Email