مطالب فلسطينية بحماية دولية تتجاوز الوعود (الفارغة) ، ثلاثة شهداء واتجاه اسرائيلي لتفجير جبهة لبنان بدأ بتدمير معقل لحزب الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

انضم إلى كوكبة الشهداء أمس ثلاثة شبان وعشرات الجرحى سقطوا برصاص الاحتلال الاسرائيلي وسط تصاعد مطالب الفلسطينيين بنشر قوات دولية فورا لحمايتهم من الاعتداءات الاسرائيلية, وأكد مسئولون فلسطينيون أمس، ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيشدد على هذا المطلب في لقائه الخميس المقبل مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وانهم يريدون اجراءات دولية تتجاوز الوعود (الفارغة) بارسال قوة حماية دولية إلى الأراضي المحتلة وهو ما كررت واشنطن وتل أبيب رفضه أمس, بالتزامن مع توجه إسرائيلي لتفجير الجبهة اللبنانية بدأ بهبوط مروحيات اسرائيلية في جنوب لبنان وتفجير غامض لمنزل أحد قيادات حزب الله اللبناني. ففي غزة استشهد الفتى محمد نواف التعبان (17 عاما) من سكان دير البلح برصاص الجيش الاسرائيلي عند مفترق دير البلح قريبا من مستوطنة كفاردروم بقطاع غزة وأصيب خلال المواجهات على مختلف المحاور حوالي 35 فلسطينيا منهم واحد اصابته خطيرة حيث تلقى رصاصة في الصدر ويخضع الآن لعلاج في مستشفى الشفاء بغزة ووصفت حالته بالحرجة جدا. وأعلن عن استشهاد الشاب وجدي حداد (15 عاما) من سكان قلقيلية اثر اصابته برصاصة في القلب أطلقها تجاهه قناص من الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات عصر أمس. وكذلك استشهاد محمد مصطفى الجزار من سكان مدينة رفح متأثرا بجراحه التي أصيب بها قبل اسبوعين ونقل إلى احدى الدول العربية لاستكمال العلاج. وفي جنين بلغ عدد الاصابات 11 وفي حلحول ثمانية. وعلى صعيد المطالبة بنشر قوة دولية قال نبيل شعث وزير التخطيط بالسلطة الفلسطينية في مؤتمر صحفي بروما (اننا بحاجة لحماية دولية فورية من الأمم المتحدة التي يجب أن ترسل قوة سلام دولية إلى حدود إسرائيل). واعترف شعث بأن حدة العنف تراجعت بعد لقاء الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شيمون بيريز في غزة لكنه أكد (ان مشكلات أمنية كبيرة لا تزال قائمة). وقال الوزير الفلسطيني ان (الاسرائيليين يشنون حربا حقيقية بالبنادق والصواريخ والمدفعية الثقيلة والرشاشات وهناك عشرة آلاف فلسطيني أصيبوا بجروح بينهم ألفان جروحهم خطرة اضافة إلى مئتي قتيل). وأضاف ان (الاستخدام المفرط للقوة والوحشية من قبل اسرائيل لا سابق له حتى في عهد شامير ونتانياهو). ودعا شعث أوروبا كلها إلى التدخل لدى اسرائيل من أجل (التوقف عن قتل الفلسطينيين) مشددا على ان الوقت قد حان (لكي تلعب أوروبا دورا في كبح العنف الاسرائيلي). وقال نبيل أبو ردينة مستشار عرفات ان آمال الفلسطينيين تتجاوز اعطاء الوعود الفارغة. وقال لرويترز ان الفلسطينيين في حاجة إلى أكثر من ضمانات. وأضاف ان الفلسطينيين يريدون قوة دولية لتحل محل قوات الاحتلال الاسرائيلي وليس لتفصل بينهم وبين الاسرائيليين. وفيما بدا انه اعتراف خجول قال ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الرئيس عرفات يبذل جهودا لوقف العنف لكن النتائج على الأرض لا تشير إلى تراجع العنف متهما اياه بخرق اتفاق شرم الشيخ وملوحا بتنصل اسرائيل من هذا الاتفاق الذي لم تلتزم به أصلا. وقال باراك للصحفيين (لا يوجد مثل هذا الطلب. وان وجد طلب بوجود قوات دولية سنعارض ذلك تماما). واضاف (وجود جيش دولي او مراقبين دوليين لن يساعد في ايجاد حل للصراع بل قد يجعله اكثر سوءاً). وعلى الجانب الفلسطيني ذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية أمس ان عرفات يسعى خلال لقائه بعد غد الخميس نظيره الأمريكي بيل كلينتون في واشنطن لكسر الاحتكار الأمريكي لعملية السلام. ومن جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمام أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله أمس ان (الرئيس عرفات سيؤكد بوضوح لكلينتون ان أي حل لا يضمن القدس الشريف كعاصمة للدولة الفلسطينية سيكون مرفوضا من جانب الفلسطينيين). وأضاف عريقات (سيكون بحث موضوع القوات الدولية لجلاء الاحتلال وتشكيل لجنة تحقيق دولية نقاطا جوهرية على جدول أعمال اللقاء بين عرفات وكلينتون). في غضون ذلك حفلت الصحف العبرية أمس بتقارير عن دفع جيش الاحتلال نحو التصعيد الشامل في المنطقة عبر الحديث عن قرب انفجار الجبهة اللبنانية واعتزام حزب الله ادخال عناصر بجنسيات أجنبية لشن سلسلة تفجيرات استشهادية تستهدف تجمعات سكانية وبنايات عالية. وقالت (هآرتس) ان الجيش اعلن الاستنفار في مرتفعات الجولان واعلن اغلاق جبل الشيخ مجددا وتزويد سكان المستوطنات هناك بالاسلحة والمعدات الحربية المختلفة. وفي هذا الاطار ذكرت مصادر امنية اسرائيلية ان جيش الاحتلال اعتقل امس سورياً تسلل الى فلسطين للانضمام الى الانتفاضة. وقال مصدر امني (صرح بأنه سوري ويبلغ من العمر 30 عاما وانه حضر للانضمام الى الفلسطينيين في صراعهم). واوضح الجيش الاسرائيلي انه يتحرى صحة التقرير. واضافت ان الرجل الذي كان مسلحا بمديتين عبر من سوريا الى مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل قبل شروق الشمس والقي القبض عليه بعد الظهر بعد مطاردة بدأت عند العثور على اثار اقدامه. وعلى صعيد التصعيد الاسرائيلي هبطت مروحيات عسكرية اسرائيلية في جنوب لبنان بالتزامن مع تدمير منزل احد عناصر حزب الله جنوب بعلبك. وقال الرئيس اللبناني العماد اميل لحود في بيان ان ما حدث (عمل حربي واعتداء عسكري على لبنان يندرج في سلسلة الاعتداءات التي ترتكبها اسرائيل ضد لبنان). واضاف البيان: (اعطى الرئيس لحود التوجيهات اللازمة الى وزارة الخارجية والمغتربين لاعلام الامم المتحدة بهذا الاعتداء الاسرائيلي. واكد البيان ان المروحيتين الاسرائيليتين هبطتا في بلدة القنطرة على نهر الليطاني واقلعتا بعد فترة وقال متحدث باسم حزب الله ان انفجارا مجهول المصدر دمر منزل ضياء الموسوى خبير المفرقعات بالحزب. ونفى الحزب تقارير حول وجود الشيخ حسن نصرالله الأمين العام للحزب لحظة الانفجار. القدس ـ بيروت ـ (البيان) والوكالات

Email