أمهات يروين بالدموع قصص استشهاد ابنائهن

ت + ت - الحجم الطبيعي

علم فلسطيني.. بطاقة عضوية في حركة (السلام الان) الاسرائيلية مخضبة بالدماء هي كل ما يذكر منى ابراهيم بابنها (14 عاما) الذي استشهد برصاصة في الرأس اطلقها قناص اسرائيلي الشهر الماضي. قالت بصوت خنقته الدموع (انه أصغر ابنائي ومحبوبي الذي لم أكن أرفض له طلبا. (أحب بلده وآمن بالسلام. كل ما اراده هو ان يعيش في سلام ولذلك انضم الى شبيبة حركة السلام الان. لكنه الان ميت.. ياليتني مت معه). ومنى ابراهيم فلسطينية من بلدة البيرة بالضفة الغربية واحدة من ثلاث امهات دعتهن جماعة فلسطينية نسائية ليتحدثن امس الاول عن استشهاد اطفالهن برصاص القصف الاسرائيلي. واستشهد نحو 170 فلسطينيا خلال الانتفاضة التي تفجرت بعد جولة قام بها ارييل شارون الزعيم اليميني المتشدد مع مئات من حراسه وانصاره في الحرم الشريف بالقدس. وطبقا لجماعات حقوق انسان دولية فان كثيرا من الوفيات كانت بين اطفال وشبان دون الثامنة عشرة من اعمارهم. وتخلل تقديم الكلمات الذي استمر ساعة بكاء وتنهدات من جمهور الحاضرات امتزج بدموع الامهات. وتقول منى ان ابنها محمد شارك بالفعل في الانتفاضة لكنها تقسم انه لم يكن بيده حجر عندما اطلق الرصاص عليه. وقالت منى متحدثة عن ابنها دون وعي وكأنه حي (قال الصبية الذين كانوا معه انه كان يحاول ان يجذب بعيدا زميلا له اصيب. قلت له مرات كثيرة جدا.. يا محبوبي ارجوك لا تذهب الى القتال ابقى معي. بل حبسته في المنزل ثلاثة ايام. ثم استشهد احد زملائه واغضبه ذلك كثيرا. في اليوم الثاني رأيته على شاشة التلفزيون يقذف حجارة). وبعد ايام سقط محمد شهيداً في المكان نفسه. وتتذكر منى كل تفاصيل ذلك الصباح المشؤوم. وتقول: (استيقظ مبكرا وارتدى افضل ما لديه. ورجاني كثيرا ان يخرج حتى سمحت له لكني شعرت بأمر ما سيىء طوال اليوم. (بعد الظهيرة هرولت الى الشوارع اناديه. واندفعت نحو طفل يسأل عن منزل محمد نبيل وصرخت اسأله (محمد مات) واومأ الصبي برأسه في صمت). علية الحوامدة فلاحة تعيش على مشارف البيرة تعلق صورة لابنها ماجد مزينة بخريطة فلسطين على صدر جلبابها التقليدي. وروت كيف ان ابنها (12 عاما ) كذب عليها وتقول انه كان ذاهبا لرؤية اصدقائه في رام الله. لكنه ذهب بدلا من ذلك الى القاء الحجارة على الاسرائيليين. وقالت (ماجد جعلنا لا نصوم في ذلك اليوم لانني لم اكن على ما يرام واغراني وقال لي.. ستتذكرين هذا اليوم يا امي. ثم خرج ولم يرجع ابدا. (اشعر وكأن قلبي قد اصبح حجرا). وحل الغضب محل الحزن على صوت علية الحوامدة عندما تحدثت عن مزاعم الاسرائيليين بأن الفلسطينيين مسئولين عن موت اطفالهم لانهم يحرضونهم على العنف. وقالت (نعبد اطفالنا انهم ثروتنا. كيف يمكن لأحد ان يظن اننا نلقي بهم ليموتوا. انهم يخرجون لأنهم محبطين من الحياة الشنيعة التي يعيشونها. الفلسطينيون ليسوا حيوانات. حتى الحيوانات تهتم بصغارها). وروت انعام حمودة (50 عاما) وام لتسعة بنغمة عاجزة كيف ان ابنها رائد (30 عاما) فقد حياته في اشتباكات خارج رام الله. وقالت (لقد كان رجلا ناضجا لكن ذلك لا يعني انني احببته اقل من اخوانه الاصغر.. كان سمكريا ماهرا له زوجة واطفال كان يعبدهم. كان لديه كل شيء يعيش من اجله لكنه لم يستطع ان يتحمل ان يرى الاسرائيليين يقمعون الفلسطينيين. واضافت (استشهد من اجل الاقصى رغم انه لم يره ابدا...ارجو ان يأتي اليوم الذي يستطيع فيه الفلسطينيون الذهاب الى المسجد في اي وقت حتى يكون لاستشهاد رائد معنى). ــ رويترز

Email