أبو الراغب وصل العراق جواً في زيارة غير مسبوقة, مشاركة قياسية بمعرض بغداد و9 طائرات تهبط بمطار صدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالتزامن مع اضخم مشاركة عربية ودولية في معرض بغداد الذي افتتح امس ودعوة الحكومة العراقية دول العالم لكسر الحصار ورفعه من دون شروط وصل رئيس الوزراء الاردني علي أبو الراغب جواً امس الى العاصمة العراقية, في أول زيارة لمسئول عربي على هذا المستوى منذ الحظر في العام 1990 لابرام عدد من العقود التجارية والنفطية وحاملاً رسالة من الملك عبدالله الثاني للرئيس العراقي صدام حسين في خطوة تطبيعية جديدة قد تتمخض عن ترحيل المعارضة العراقية في عمان. ووصل لبغداد امس على متن طائرة طيران الامارات وفد الدولة المشارك في المعرض برئاسة معالي الدكتور محمد خلفان بن خرباش وزير الدولة لشئون المالية والصناعة وكان في استقباله وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح. وتعد هذه الرحلة الثانية لـ (الامارات) التي تحط في مطار صدام الدولي. وعادت الحركة المكثفة امس لمطار صدام الدولي في بغداد اثر هبوط تسع طائرات في يوم واحد تحمل وفوداً لــ 45 دولة و1554 شركة عربية ودولية للمشاركة في معرض بغداد الدولي الذي شهد هذا العام مشاركة قياسية, وغير مسبوقة. وقال مصدر عراقي لوكالة فرانس برس ان (14 وزيرا ومسئولا عربيا ومن الدول الصديقة شاركوا في حفل افتتاح المعرض), مؤكدا انه (اكبر عدد تشهده مثل هذه الاحتفالات) منذ ان فرض الحظر على العراق في اغسطس 1990. وتشهد هذه الدورة الجديدة للمعرض التي تتزامن مع تزايد الرحلات الجوية الى مطار بغداد متجاوزة الحظر الجوي المفروض عليها, مشاركة ثماني دول للمرة الاولى, وهي المانيا وفنزويلا والبرازيل وفنلندا والمجر ورومانيا وبلجيكا وارمينيا. وقال طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي في كلمة افتتح بها المعرض (العراق يدعو دول العالم الى تسيير رحلاتها الجوية المدنية الى العراق). ودعا رمضان الى (رفع الحصار الكامل والشامل دون اي شروط خاصة لتخفيف معاناة شعب العراق وازالة الاثار السلبية والخطيرة التي لحقت به), مؤكدا ان برنامج (النفط مقابل الغذاء) لم يحقق (الهدف الذي وضع من اجله). واوضح رمضان ان العراق صدر بموجب برنامج (النفط مقابل الغذاء) كميات من النفط الخام تبلغ قيمتها (35 مليار دولار لكن الامم المتحدة اقتطعت ما يزيد على 12 مليار دولار لتغطية نفقاتها ودفع التعويضات ولم يصل لشعب العراق خلال فترة تطبيقه من مواد وسلع سوى ما قيمته 8,2 مليارات دولار). واكد رمضان مجددا ان العراق قام بــ (تنفيذ جميع التزاماته تجاه قرارات مجلس الامن ذات الصلة رغم جورها البين والتي لم يسبق لها مثيل في التاريخ بسبب الموقف المعادي والمغرض للادارتين الامريكية والبريطانية). واتهم رمضان الادارة الامريكية والحكومة البريطانية (بتطبيق سياسة الابادة الجماعية لشعب العراق). وقال ان (الحصار ادى الى وفاة ما يزيد على مليون ونصف المليون مواطن عراقي وما زال العراق يفقد شهريا حوالي ستة آلاف طفل جراء النقص في الدواء والغذاء). وفي ظل هذه الاجواء الانفتاحية هبطت طائرة الخطوط الملكية الاردنية امس في مطار بغداد وعلى متنها رئيس الوزراء علي ابو الراغب وستة من وزرائه اضافة للعشرات من اعضاء مجلسي الاعيان والنواب ورجال الاعمال والاعلام في زيارة غير مسبوقة منذ بدء الحصار قوبلت بتقدير الرئيس العراقي صدام حسين. في تصريح له قبل مغادرته, اكد ابو الراغب ان هذه الزيارة (تأتي توثيقا للتضامن الاردني العراقي في مجمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية), كما شدد على موقف الاردن المطالب برفع الحصار الدولي عن العراق. واضاف انه ينقل رسالة من العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى الرئيس العراقي صدام حسين لم يفصح عن مضمونها. وكان وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف سلم عاهل الاردن رسالة من صدام الليلة قبل الماضية اعرب فيها صدام عن تقديره لجهود الاردن لرفع المعاناة عن الشعب العراقي. من جانبه, اكد وزير الاعلام الاردني طالب الرفاعي ان (الزيارة ذات طابع سياسي وشعبي وتعبر عن رسالة تضامن واضحة من الشعب الاردني الى الشعب العراقي). وينتظر ان تسفر هذه الزيارة التي تستمر يومين عن تدعيم العلاقات الاردنية العراقية خاصة في مجالي التعاون النفطي والتجاري. وسيرأس ابو الراغب الجانب الاردني في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي لم تجتمع منذ عام 1989 كما يتوقع ان يستقبله صدام حسين. ومن أبرز الموضوعات التي ستبحث خلال الزيارة تجديد اتفاق النفط بين البلدين للعام 2001 والذي يحظى بموافقة الامم المتحدة, وفقا لما صرح به وزير الطاقة الاردني وائل صبري الذي اشار الى انه لم يتم الاتفاق بعد على اسعار توريد النفط العراقي للعام المقبل. واشار وزيرالطاقة الاردني من جهة اخرى الى ان البلدين سيبحثان في سبل تنفيذ وتمويل مشروع يهدف الى نقل النفط العراقي الى الاردن عن طريق مد خط انابيب بطول 750 كيلومتراً بين الحديثة (في العراق) الى معامل تكرير شركة مصفاة النفط الاردنية قرب عمان. وتقدر كلفة المشروع بــ350 مليون دولار. من جانبه, اكد وزير التجارة والصناعة الاردني واصف عازر ان عمان وبغداد اتفقتا مبدئيا على زيادة المبادلات التجارية بينهما التي تقدر في اطار برنامج الامم المتحدة (النفط مقابل الغذاء) بــ 1,4 مليار دولار منذ بدء تطبيقه نهاية 1996. وترغب بغداد استئناف الرحلات الجوية المدنية المنتظمة بين عمان وبغداد, مؤكدة ان قرارات الامم المتحدة لا تحول دون ذلك. وحول تلك النقطة, قال ابو الراغب الاثنين الماضي لوكالة فرانس برس (ان هذا الموضوع يتم بطريقة مؤسسية وسنسعى ان نقوم به عن طريق الامم المتحدة). وكان الاردن قدم طلبا رسميا في سبتمبر الماضي للامم المتحدة للسماح له بتنظيم هذه الرحلات. وأوضح دبلوماسيون ان الاردن الذي يصارع مع نمو اقتصادي بطيء يعاني من ضغوط اقتصادية كبيرة لتحسين علاقاته مع العراق. ولكن مسئولين قالوا ان العراق الذي يساعده ارتفاع اسعار النفط في موقف قوي وعلى دراية قوية بوضع الاردن الذي يواجه تعثر عملية السلام في الشرق الاوسط التي فشلت في تحقيق مكاسب والتي يهدد انهيارها بالقضاء على امال تحقيق رخاء اقتصادي. وذكرت مصادر اردنية قريبة من العراق ان بغداد تريد انتزاع المزيد من ابو الراغب اضافة الى قائمة طويلة من المطالب مثل ترحيل شخصيات معارضة تقيم في عمان ومقاطعة شركات اردنية للتجارة مع اسرائيل. ــ الوكالات

Email