الفلسطينيون يستعدون لحرب استنزاف ضد الاحتلال, 6 شهـداء وعرفات يؤكد مقتل عملية السلام وباراك يهدد بالذراع الطويلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت حركة فتح الفلسطينية أمس رفع حالة الاستنفار لمواجهة اجتياح اسرائيلي مرجح لمناطق السلطة الفلسطينية وذلك بعد ليلة من القصف المدفعي والجوي الاسرائيلي لمقار الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة, واستعدت للبدء بحرب استنزاف ضد الاحتلال وسط تواصل المواجهات بين أبطال (انتفاضة الاستقلال), ودبابات الاحتلال أسفرت عن ستة شهداء وعشرات الجرحى, وقد أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قتل بالقصف عملية السلام, ودعت السلطة الفلسطينية لمؤتمر دولي جديد للسلام برعاية الأمم المتحدة. وفي محاولة لتبرير مهاجمة مقار (فتح) زعم باراك انه كان يتوجب عليه أن يفعل ما بوسعه لحماية أرواح الاسرائيليين. وأصدر مكتب باراك بيانا عقب اجتماعه بالمستشار الألماني جيرهارد شرويدر قال فيه (عرفات لا يظهر أي مؤشرات على ما إذا كان يعتزم انهاء العنف وفقا لالتزاماته بتحقيق تقدم في عملية السلام). واعتبر في وقت لاحق أن تلك الاعتداءات هي للتذكير بأن الذراع العسكرية الطويلة للجيش الاسرائيلي يمكن أن تكون أكثر إيلاماً. وكانت دبابات الاحتلال ومروحياته قصفت طوال الليلة قبل الماضية وحتى فجر أمس مقار حركة فتح في نابلس ورام الله والبيرة بالضفة اضافة لمقر حرس عرفات (القوة 17) في قطاع غزة. وعلى اثر ذلك أعلنت فتح أمس رفع مستوى حالة التأهب والتعبئة العامة في صفوفها لمواجهة أي اجتياح اسرائيلي محتمل بمناطق السلطة. وكانت الصحف العبرية ذكرت أمس ان قادة فتح انتقلوا إلى العمل السري وباتوا ينامون في مخابئ مجهولة بعد توزيع الشرطة الفلسطينية الأسلحة على عناصر الحركة تمهيدا للبدء في حرب استنزاف ضد الاحتلال الاسرائيلي. وقال بيان للحركة التي يتزعمها عرفات ان (فتح تعلن عن رفع مستوى الاستنفار والتعبئة العامة في صفوفها لمواجهة العدوان الاسرائيلي, وتتوجه الى كافة قياداتها وكوادرها وابنائها في كافة المواقع بتحمل مسئولياتهم والتصدي لأي عدوان او غزو اسرائيلي والدفاع عن جماهير شعبنا). واضاف البيان الذي تلقته وكالة فرانس برس (ان حركة فتح تهيب بجماهير شعبنا البطلة توخي الحيطة والحذر الشديدين وابداء المزيد من الوحدة والتلاحم الوطني, وان تسود روح التعاون الوطني لمواجهة العدوان الاسرائيلي). واكدت فتح ان (الانتفاضة الشعبية الباسلة سوف تستمر وتتصاعد لمجابهة العدوان حتى يتم دحر الاحتلال الاسرائيلي الغاشم). واوضحت انها (تحذر الحكومة الاسرائيلية وقوات جيشها الاحتلالي من مغبة التمادي في هذا العدوان الغاشم الذي يتعرض له ابناء شعبنا والذي لن يمر دون رد مؤلم ورادع من حركة فتح). ونقلت صحيفة (يديعوت احرونوت) أمس نقلا عن مصادر أمنية اسرائيلية قولها ان الفصائل الفلسطينية شكلت لجانا مشتركة تتلقى التمويل من السلطة الفلسطينية لشن حرب الاستنزاف. وخاض أبطال انتفاضة الاستقلال أمس يوما جديدا من المواجهات مع دبابات الاحتلال ورشاشاتها الثقيلة كان أعنفها قرب معبر المنطار شرقي مدينة غزة أسفرت عن استشهاد الفتى شادي عوض نمر عودة (17 عاما) برصاصة في الرأس, فيما دخل حازم موسى أبو دف (22 عاما) حالة الموت السريري بعد اصابة مماثلة. كما استشهد محمد خزاع حلس (23 عاماً) بالقرب من المعبر حسب مصادر طبية أكدت اصابة العشرات في هذه المواجهات جراح ثلاثة منهم خطرة للغاية. وذكر شهود عيان أن دبابات إسرائيلية قصفت أمس المباني القريبة من معبر المنطار وقيادة المنطقة العسكرية الشرقية الحدودية الفلسطينية. وقال مصدر أمني فلسطيني (إن زخات من أسلحة أوتوماتيكية وأخرى من عيار 500 و800 ملليمتر أطلقت باتجاه المتظاهرين الفلسطينيين والمباني القريبة مما أسفر عن إلحاق أضرار مادية بالغة في الممتلكات). كما اندلعت مواجهات في مدينة خانيونس اسفرت عن اصابة ثمانية فلسطينيين بجروح. فيما اصيب صباح أمس فلسطيني واحد اثر صدامات بين مجموعات من العمال الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين عند معبر بيت حانون الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل. وفي الضفة الغربية أعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس انضمام الشرطي سليم المطرية (34 عاما) إلى كوكبة الشهداء بعد أن قضى متأثرا بجراحه خلال مواجهات في قرية الخضر القريبة من بيت لحم, فيما أصيب 12 آخرون اثنان منهم في حال الخطر. وذكرت الاذاعة العبرية ان مستوطنة عفرات القريبة من بيت لحم تعرضت لزخات من الرصاص الفلسطيني من دون تبيان عدد الاصابات. في غضون ذلك تفقد عرفات أمس آثار الدمار الذي أحدثه القصف الاسرائيلي الليلة قبل الماضية. وقال عرفات للصحفيين وهو يمسك بإحدى شظايا صاروخ لاو أطلقت على مقر قوات الـ17 التابع لقوات الحرس الخاص للرئيس الفلسطيني في خانيونس, ان إسرائيل (قتلت كل اتفاقات عملية السلام التي تمت في طابا والقاهرة وواي ريفر وواشنطن .. وعليها أن تعلم أن مثل هذه الضربات ضد أطفالنا وشيوخنا ونسائنا ومدننا ومؤسساتنا لن تؤثر علينا). وأضاف (هذا (في اشارة للقصف) لن يهز شعرة على جبين طفل فلسطيني). وفي سؤال لعرفات عن الرد الفلسطيني على هذه الاعتداءات قال (سنتصرف بما يمليه علينا الضمير والشجاعة والموقف الفلسطيني). إلى ذلك عقد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء) مهندس اتفاقات أوسلو أمس في رام الله مؤتمرا صحفيا استبعد خلاله العودة للمفاوضات الا في حال استنادها للشرعية الدولية. ودعا إلى وضع آلية جديدة للمفاوضات من خلال مؤتمر دولي بمشاركة الأمم المتحدة حاضنة وراعية الشرعية الدولية والشاهدة عليها بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين بحكم مصالحهم وبحكم الالتزام بالسلام العالمي, وبمشاركة فلسطين وسوريا ولبنان واسرائيل وأطراف عربية أخرى كمصر والأردن والدول العربية المؤثرة. ورحب رئيس المجلس التشريعي بفكرة تشكيل حكومة طوارئ فلسطينية مشكلة من مختلف القوى والفصائل الوطنية والإسلامية. القدس المحتلة ــ غزة ــ عبدالرحيم الريماوي وماهر إبراهيم:

Email