التقى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك على هامش قمة الألفية في نيويورك أمس. وعقب اللقاء الذي يعد الأول من نوعه حسب مسئول اسرائيلي, قال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر الذي حضر المقابلة ان بلاده لم تستأذن أحدا قبل اللقاء وانها أكدت على تأييدها للحقوق العربية وضرورة عودتها خاصة المقدسات الإسلامية في القدس, نافيا أن يكون اللقاء تطرق إلى فكرة (سيادة أمريكية على القدس) موضحا ان الاجتماع لا يعني (اتفاق قطر مع وجهة النظر الاسرائيلية بالكامل) ! وذكرت محطة تلفزيون (الجزيرة) الفضائية القطرية ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني اجتمع أمس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك على هامش قمة الالفية في نيويورك. واضافت ان الاجتماع (لم يقتصر عليهما بل حضره من الجانب الاسرائيلي المستشار الامني لرئيس الوزراء ومن الجانب القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني) . وأكد مسئول اسرائيلي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان الهدف من اللقاء تعزيز العلاقات بين البلدين والتباحث في سبل تنميتها) . وعقب المقابلة ادلى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر بتصريح للصحفيين قال فيه (ان اللقاء كان فرصة للاطلاع على ما وصلت اليه عملية السلام خاصة بعد المباحثات الاخيرة التى تمت بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى) .. مؤكدا اهتمام دولة قطر البالغ فى التوصل الى حل سلمى سواء على المسار الفلسطينى او على المسار السورى. واوضح وزير الخارجية ان وجهة نظر دولة قطر تتركز على التوصل الى حل مع الفلسطينيين الى جانب التركيز على اهمية القدس الشريف لنا كعرب وكمسلمين.. مؤكدا ان امير قطر شدد خلال المقابلة على انه لا يمكن ان يكون هناك سلام عادل الا اذا كان هناك وضوح فى الاتفاق وسيادة فلسطينية على المسجد الاقصى والقدس الشرقية وان التوصل الى اتفاق سلام مع الجانب السورى مهم جدا لانه لا يمكن ان ينتهى الصراع بشكل كامل الا اذا تم التوصل لحلول على المسارين الفلسطينى والسورى. وقال الشيخ حمد بن جاسم فى رده على سؤال حول ما طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلى خلال المقابلة خاصة بعد تصريحاته بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليس شريكا مفاوضا جادا ومتقلبا.. ان رئيس الوزراء الاسرائيلى اوضح وجهة نظره خلال المقابلة حيال العملية السلمية.. (وان هذا لا يعنى ان نتفق مع وجهة النظر الاسرائيلية بالكامل.. ولكن الاسرائيليين يعرفون وجهة نظرنا وكل الاطراف تعرف وجهة نظر قطر بانه لا بد من استعادة المناطق الاسلامية فى القدس الشرقية) . واستطرد الوزير قائلا (انا اعتقد ان عرفات يدافع عن حق وليس عنده اى مجال للمناورة واعتقد ان الفلسطينيين وعلى رأسهم ياسر عرفات لهم حدود فى المناورة.. ولا يوجد الان طرق للمناورة.. هناك حقوق يجب ان تعاد للفلسطينيين ونحن نؤيد هذه الحقوق ان تعود لاصحابها) . ورداً على على سؤال آخر حول عدم ارتياح الجانب الفلسطينى لهذا اللقاء وانه يعتبر مكافأة لا يستحقها باراك فى هذا الوقت بالذات قال وزير الخارجية (اننا فى قطر لا نأخذ اذنا لمقابلة احد ولا نعنى ايضا الضرر او المنافسة.. ونحن لسنا طرفا مباشرا ولكن نعتبر انفسنا طرفا فى جزء من العالم العربى. وطرفا فى وجود حل سلمى سواء على المسار الفلسطينى او المسار السورى.. ولا أظن ان هناك احد يملى علينا من نقابل او لا نقابل وان هذا اصبح واضحا من خلال ممارستنا لسنوات طويلة) . وحول مبرر لقاء الامير مع رئيس الوزراء الاسرائيلى اوضح وزير الخارجية الكويتي ان المبرر الاول هو (قرارنا نحن فى قطر) .. بالاضافة الى الاطلاع على التطورات على الساحة من جميع الاطراف (لاننا نسمع قصصا كثيرة حول هذا الموضوع.. لذلك يجب ان نستوضح ونحث الاسرائيليين على الوصول الى حل ونقول ان هناك عرب جاهزون لمد يدهم لاسرائيل اذا كان هناك سلام عادل ومنصف مع العرب) . وفى رده على سؤال حول ما اذا طرح رئيس الوزراء الاسرائيلى خلال المقابلة مقترحا للامريكيين بسيادة امريكية على الاماكن المقدسة اكد وزير الخارجية انه لم يتم التطرق الى هذا الموضوع. وكانت قطر وهي الدولة الخليجية الوحيدة مع عمان التي يوجد فيها مكتب تمثيل تجاري اسرائيلي, اقامت علاقات تجارية مع الدولة العبرية في العام 1996 في عهد حكومة رئيس الوزراء العمالي شيمون بيريز الذي قام بزيارة الى الدوحة. الا ان قطر جمدت تطبيع العلاقات مع اسرائيل بعد تولي بنيامين نتانياهو اليميني رئاسة الحكومة في مايو 1996. كما رفضت في يناير الماضي استقبال باراك قبل استئناف مفاوضات السلام مع سوريا, حسبما اوردت صحيفة (الراية) القريبة من الاوساط الرسمية. واوضحت الصحيفة ان الحكومة القطرية رفضت طلبا من باراك بزيارة الدوحة, وابلغته بذلك بواسطة القنوات الدبلوماسية قبل استئناف المفاوضات بين اسرائيل وسوريا في اواسط ديسمبر الماضي في الولايات المتحدة. وذكرت الصحيفة ان قطر اتخذت هذا الموقف بسبب عدم تحقيق اي تقدم ملحوظ على مختلف مسارات عملية السلام في الشرق الاوسط. الوكالات