عرفات يطلب تفويضا أردنيا بشأن القدس ، واشنطن اقترحت 3 مدن داخل المدينة المقدسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت الجهود العربية على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه أمس لدعم الحق الفلسطيني في القدس, فيما يعتزم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مطالبة الأردن بمنحه تفويضا كاملا حول المقدسات الاسلامية في المدينة المقدسة والتي تتولى عمان الاشراف الديني عليها. واجتمع عرفات الى العاهلين المغربي والأردني في الرباط أمس, قبل أن يعقد جلسة مباحثات مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في تونس مساء, وذلك في الوقت الذي اجتمع الرئيس المصري حسني مبارك مع ادوارد ووكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي الذي توقع اتفاقا نهائيا بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل 13 سبتمبر المقبل, الموعد المقترح لاعلان الدولة الفلسطينية, والذي تراجع عنه عرفات أمس قائلا ان القمة العربية ستحدد هذا الموعد. واجتمع مبارك أيضا مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالاسكندرية. فيما بحثت السعودية والمغرب عقد اجتماع خاص للجنة القدس. في غضون ذلك كشفت مصادر بواشنطن عن اقتراح أمريكي جرى تداوله في قمة كامب ديفيد بأن تكون القدس ثلاث مدن داخل المدينة الواحدة. وقبيل قمة الرئيس المصري حسني مبارك وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني التقى الأخير عرفات في الرباط التي زارها الرئيس الفلسطيني وأطلع الملك محمد السادس على تطورات العملية التفاوضية مع اسرائيل. وأكد العاهل الاردنى على اهمية القدس بالنسبة للاردن وللفلسطينيين وللعالمين العربى والاسلامى.. وفي عمان ذكرت مصادر مطلعة ان عرفات سيزور العاصمة الأردنية قريبا لمطالبة عبدالله الثاني باعلان سياسي يؤكد انه يمنح الرئيس الفلسطيني تفويضا كاملا بشأن الأماكن المقدسة في القدس والتي تتولى الحكومة الأردنية الاشراف الديني عليها ودفع رواتب موظفيها. وكشفت المصادر في هذا الاطار ان عرفات فشل خلال اتصالات سرية مع زعماء عرب تأمين مساندتهم له حال تقديم أي تنازلات حول القدس وانه أبلغ أحد الزعماء العرب انه إذا أقدم على هذه التنازلات فسيتم قتله وأفراد أسرته فأجابه الزعيم العربي: وهل تريد قتلنا نيابة عنك؟! وقبيل وصوله الرباط التي غادرها إلى تونس كان عرفات دعا عقب زيارته صنعاء لعقد قمة عربية عاجلة ليطرح أمامها موضوع اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال عرفات (علينا الآن أن نضع هذا الموضوع (اعلان الدولة) موضع التقرير والتنفيذ إلا اذا رأى اخواننا العرب في القمة العربية المقبلة رأيا آخر) . وتؤكد المصادر ان ما يحول دون عقد القمة العربية الشاملة الآن, على الرغم من التحديات الخطيرة هو رفض السعودية والكويت مشاركة العراق في القمة. من جانب آخر اكد مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشئون الشرق الاوسط ادوارد ووكر الذي التقاه الرئيس المصري حسني مبارك أمس ووزير خارجيته عمرو موسى ان الاسرائيليين والفلسطينيين سيتوصلون الى اتفاق نهائي قبل 13 سبتمبر, الموعد الذي يحدده الفلسطينيون لاعلان دولة مستقلة. وحث موسى من جهته واشنطن على ان يبقى (دورها محايدا) في عملية السلام وذلك في ختام اجتماعه مع ووكر في برج العرب شمال مصر المحطة الاولى لجولة عربية يقوم بها المسئول الامريكي. وردا على سؤال حول ما يمكن ان يحصل في حال تم الاعلان عن دولة فلسطينية, قال ووكر ان (الجهود الدبلوماسية المبذولة حاليا تهدف الى التوصل الى اتفاق كامل يتعامل مع كافة هذه الامور قبل هذا التاريخ) . واعتبر ان لدى الاطراف حاليا فرصة التفكير بما حدث في كامب ديفيد وبما تم انجازه والعدد البسيط من الامور التي لم يتم انجازها وطريقة التطرق اليها. وحول موضوع نقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس, قال موسى ان (هذا الموضوع شائك للغاية) واكد على (أهمية استمرار عملية السلام واستمرار دور الراعى الامريكي محايدا بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ومحاولة التقريب بينهما وهو ما يستوجب ألا تكون هناك أي خطوة يمكن أن تؤثر بالسلب في هذا المسار بما في ذلك التعبير الشائع عن الاجراءات أحادية الجانب) . واضاف ان (موقف مصر في ما يتعلق بالقدس معروف وهو أن القدس لا تزال محلا للتفاوض ويجب عدم ازعاج هذا التفاوض) وطالب بـ (الابقاء على دور الراعي الامريكي فى اطاره المشرف على مفاوضات صعبة بين طرفين مما يستدعي ابقاء الامر على ما هو عليه) . وامتنع ووكر عن التعليق على تصريحات موسى. وفي ختام محادثاته مع موسى, اجتمع ووكر بالاسكندرية مع الرئيس المصري حسني مبارك في قصر رأس التين قبل أن يغادر مصر اليوم متوجها الى الرياض. في غضون ذلك قام مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا باجراء اتصالات تليفونية مع عدد من قادة المنظمات العربية الأمريكية أطلعهم خلالها على بعض ما حدث في مؤتمر كامب ديفيد الأخير وتقييم الإدارة الأمريكية له. ونقلت وكالة أنباء الامارات عن مصدر قوله إن المسئول الامريكى بين ان الامور قسمت فى كامب ديفيد الى اربع مجموعات اساسية وهى الارض والهوية والحدود والامن.. واللاجئين واخيرا القدس مشيرا الى ان الفلسطينيين اصروا على ان توافق اسرائيل على الانسحاب الى حدود 1967 تماشيا مع قرارى مجلس الامن 242 و 338 حيث حدث تقدم بهذا المجال خصوصا عندما اثيرت مسألة الحدود الغربية والشرقية. وقال المسئول الامريكى حسب المصدر ان اكثر موضوع حدث فيه تقدم كان موضوع غور الاردن حيث دخل الجانبان فى تفاصيل دقيقة اما موضوع اللاجئين فقد كان موضوعا صعبا جدا مشيرا الى ان الجانبين دخلا فى آلية بحث على جميع النقاط وهى اعادة تسكين واستيعاب عن طريق بناء منازل للاجئين وحق العودة واعادة التوطين والتعويضات لكن لم يكن هناك اتفاق حول جميع هذه القضايا الا ان الجانب الفلسطينى اصر ان تعترف اسرائيل بمسئوليتها عن قضية اللاجئين. وتحدث المسئول عن الاقتراح الامريكى فقال ان الادارة الامريكية اقترحت ان تكون القدس مدينة بثلاث مدن (مدينة لشئون البلدية ومدينة للشئون السياسية ومدينة للشئون الدينية). واضاف ان الجميع كانوا يتعاملون مع القدس فى هذا الاتجاه مشيرا الى ان مشاكل القدس قد قسمت الى اربعة عوامل وهى البلدة القديمة والحرم الشريف والاحياء القريبة والتى تقع خارج سور القدس واخيرا الاحياء البعيدة والتى يمكن ضمها للقدس. على صعيد آخر صرح مصدر في الرياض بأن ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز بحث مع العاهل المغربي الملك محمد السادس إمكانية عقد اجتماع خاص للجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الاسلامي لبحث مستقبل المدينة بعد فشل قمة كامب ديفيد بين الفلسطينيين والاسرائيليين. جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الامير عبد الله أمس بالملك محمد السادس لتهنئته بالذكرى الاولى لجلوسه على العرش. ويشار إلى أن العاهل المغربي يرأس لجنة القدس خلفا لوالده الراحل الملك الحسن الثاني. وكان عرفات أبلغ الصحفيين بعد محادثات مع العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يرأس اللجنة انهما دعوا إلى عقد اجتماع للجنة القدس واتفقا على التشاور فيما بينهما لتحديد موعد للاجتماع في أقرب وقت ممكن. القاهرة ـ أحمد رجب ، عمان ـ ماهر أبو طير والوكالات

Email