أعلن زعيم المعارضة السودانية بالمنفى محمد عثمان الميرغني موافقته المبدئية على مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير والداعية لعقد ملتقى تمهيدي بين الحكومة والمعارضة خلال شهر بالخرطوم فيما أعلن حزب الأمة أبرز أحزاب المعارضة الشمالية من جانبه استعداده للمشاركة في المؤتمر نفسه. وفي ملمح يمثل اختراقا في مواقف المعارضة لوحظ ان الميرغني الذي كان يخاطب الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الهيئة القيادية لتجمع فصائل المعارضة, تجنب الرفض المعتاد لعقد اللقاء التمهيدي في الخرطوم معتبرا ان الخوض في هذه المسألة (أمرا سابقا لأوانه) . لكن الميرغني الذي يتزعم أيضا الحزب الاتحادي الديمقراطي (ثاني أكبر أحزاب السودان) اشترط عقد الملتقى في اطار المبادرة المصرية الليبية المشتركة. وانتقد الميرغني موقف دول شركاء (ايجاد) في اجتماعها الأخير بأوسلو بشأن رفض الدمج بين المبادرتين (ايجاد والمشتركة). وأشار الى أن ما تم الاتفاق عليه فى اوسلو والتركيز على مبادرة الايجاد فى الحل السلمى بالسودان لايلبي ولا يعبر عن تطلعات التجمع الوطنى الديمقراطى ولا يوفر اطارا صالحا لبلوغ غايات واهداف الحل السياسى الشامل كما يراها التجمع الوطنى الديمقراطى وتعبر عنها اتفاقياته ومواثيقه. من جانب آخر جدد الميرغني مناشدته رئيس الوزراء السابق الصادق المهدى وقيادات حزب الامة لمراجعة مواقفهم من التجمع الوطنى الديمقراطى ودعاهم لتغليب المصلحة العامة على الانفعالات الشخصية والظرفية وألا يخلطوا بين الاستراتيجي من القضايا المتفق عليها تماما والمتغير منها والتى تتيح قدرا من التباين بين الفصائل المكونة للتجمع الوطنى الديمقراطى. وأكد الميرغنى ان موقف التجمع الوطنى من الحل السياسى الشامل (واضح ويتمثل فى الثوابت المتمثلة في تحقيق الديمقراطية التعددية والوحدة التى تستلزم مشاركة جميع ابناء الوطن فى تجسيدها واقعا ملموسا يقوم على الثقة المتبادلة وتحقيق السلام العادل والشامل فى كل ربوع البلاد وايقاف الحرب والدمار حتى نتفرغ للتنمية واعادة الاعمار) . وكانت هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي قد بدأت اجتماعاتها صباح أمس بحضور السفير محمد رفيق خليل مدير إدارة السودان بوزارة الخارجية المصرية ومعظم أعضاء الهيئة ومندوبي التجمع الوطني بالداخل, علي السيد وجوزيف كيلو وأعضاء الأمانة التنفيذية وبعد الجلسة الافتتاحية عقدت جلسة مغلقة مع السفير المصري, وبعد ذلك عقدت جلسة أخرى لأعضاء هيئة القيادة والأمانة التنفيذية استمرت لمدة نصف ساعة.. وتواصلت الجلسات حيث عقدت جلسة مسائية. من جانبه أصدر حزب الأمة أمس بيانا أعلن فيه موافقته على المشاركة في المنتدى الوطني الذي اقترحه عمر البشير سواء عقد (داخل او خارج السودان) . وحدد الحزب في بيانه ان الاجتماع التمهيدي ينبغي ان يقر اعلان مبادىء للحل السياسي وجدول اعمال وتاريخ ومكان انعقاد مؤتمر المصالحة. ودعا الحزب الى (ربط تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية بالتوصل الى حل سياسي) مشيرا ضمنا الى ضرورة اعادة النظر في موعد اكتوبر المحدد مسبقا لتنظيم هذه الانتخابات. وانتقد الامين العام لحزب الامة عمر نور الدايم موقف التجمع الوطني الديمقراطي من التوصل الى اتفاق, متهما التجمع بالتآمر ضد الامة ومنددا بالتجمع بوصفه (اداة) في يد الجيش الشعبي لتحرير السودان, بزعامة جون قرنق. واعلن التجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم احزاب المعارضة السودانية والمتمردين الجنوبيين يوم الجمعة الماضي موافقته على المشاركة في المنتدى ولكن شرط ان يقتصر على التجمع وعلى الحكومة وان يتم خارج السودان. وكان حزب الامة انسحب من التجمع في اواخر السنة الماضية. ودعا نور الدايم في تصريح نقلته يومية (الصحافي الدولي) احزابا شمالية اخرى الى ترك التجمع الوطني والابتعاد عن المتمردين الجنوبيين, واعادة النظر في موقفها في اطار (حل سياسي شامل) . ويناقش اجتماع التجمع الذى شارك فيه معظم فصائل المعارضة السودانية ويمثل فيها جون قرنق رئيس القيادة العسكرية الموحدة نيال دينج نيال نائب الدكتور جون قرنق المستجدات على الساحة السياسية داخل السودان وخارجه وجهود الحل السياسى الشامل والجهود التى تبذلها مصر وليبيا واريتريا فى هذا المجال ومسار وخطط تحرك التجمع الوطنى فى المرحلة المقبلة. كما يناقش الاجتماع اوراق العمل والتقارير المقدمة من اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثانى للتجمع الوطنى الديمقراطى والمقرر انعقاده الشهر المقبل وتقارير اللجان المتخصصة ورسالة الفريق البشير لرئيس التجمع الوطنى والدعوة الموجهة من القيادة الليبية لهيئة القيادة للاجتماع فى طرابلس الى جانب النظر فى اجتماع اوسلو الذى عقده شركاء الايجاد فى الاسبوع الماضى.