باراك ينفي محاولاته الانضمام لقمة جنيف ، مبارك: السلام السوري الاسرائيلي وشيك ، تل ابيب تتوقع اتفاق الاسد وكلينتون على الحدود

ت + ت - الحجم الطبيعي

نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تقارير عن محاولاته الانضمام لقمة جنيف بين الرئيسين الامريكي بيل كلينتون والسوري حافظ الاسد الذي يصر على رفض مصافحته والتي رجحت تل ابيب ان تسفر عن اتفاق حول الحدود السورية الاسرائيلية واستئناف المفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق سلام، قال الرئيس المصري حسني مبارك انه بات وشيكا فيما حذر مسئول بالخارجية الامريكية من وجود عقبات جوهرية واجرائية قد لا تؤدي إلى اتفاق. وكانت صحيفة (يديعوت احرونوت) العبرية ذكرت ان مسئولين امريكيين بذلوا جهودا حثيثة من وراء ستار لاقناع الرئيس السوري بحضور باراك قمة جنيف ومصافحته كبادرة حسن نية وهو ما رفضه الاسد. وسارع المتحدث باسم مكتب باراك لنفي ذلك بقوله: رئيس الوزراء لم يطلب الانضمام إلى هذه القمة ولا يعتزم القيام بذلك. واعلن مسئول اسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس طلب عدم ذكر اسمه: ان نتائج هذه القمة غير اكيدة لان الهوة بين المواقف الاسرائيلية والسورية مازالت كبيرة. لكن الوكالة نفسها نقلت عن المستشار القانوني للخارجية الاسرائيلية آلن بيكر قوله انه مقتنع بان الرئيسين كلينتون والاسد سيتفقان على خط الحدود, بين سوريا واسرائيل, وان المفاوضات بين الجانبين (ستستأنف بعد ذلك) . كما اكد وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين من جهته انه (يمكن صنع السلام) مع الدول العربية (هذا العام) . وقال بيلين في مؤتمر صحافي قبل بضعة ايام من القمة التي ستعقد في جنيف بين الرئيسين السوري حافظ الاسد والامريكي بيل كلينتون (يمكننا صنع السلام هذا العام) , مضيفا (اعتقد ان آفاق السلام جدية جدا) . واضاف (اعتقد ان الخلافات مع سوريا صغيرة والامر يحتاج الى قرار جرىء لتجاوزها اكثر من عقل خلاق) . كلينتون من جانبه كان متفائلا بهذه القمة خلال لقاء مع شبكة التلفزة الامريكية (اي بي سي) الليلة قبل الماضية, ورغم انه تفادى التعليق حول امكانية الاتفاق الوشيك بين دمشق وتل ابيب الا انه اشار إلى ان الاسد نادرا ما يغادر سوريا وان قمة جنيف ما كانت ستعقد لو لم يكن هناك سبب وجيه لعقدها. وقال كلينتون لمحاوره: اعتقد انه يمكن افتراض انني لن اضيع وقته, لقد حان الوقت لنتحادث بشأن ما يتطلبه في اعتقادنا استئناف هذه المحادثات والتحرك للوصول إلى حل. واضاف: حاليا انا في موقع يسمح لي بان اقدر ما يتطلبه الامر من الطرفين للوصول إلى اتفاقية, وتابع بخصوص لقائه مع الرئيس السوري: سأبلغه رأيي الصريح فيما يتعلق بأين تقف واين يمكن ان نذهب في اعتقادي. غير ان الرئيس المصري حسني مبارك بدا اكثر ثقة بقرب التوصل إلى سلام سوري اسرائيلي بحسب صحيفة (واشنطن بوست) التي نشرت امس مقابلة معه, والتي اكد خلالها ان اتفاق السلام بين الجانبين اصبح وشيكا. واعتبر مبارك ان القضايا التي لا تزال تنتظر حلا (لن تكون معقدة جدا) , مشيرا الى ان ابرام اتفاق سلام بين اسرائيل وسوريا سيؤدي على الارجح الى التوصل الى اتفاق مماثل مع لبنان. واضاف ان باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع اجريا اتصالات خلال الاشهر الاخيرة عن طريق (موفدين خاصين) ووسطاء امريكيين وبريطانيين. وعبر مبارك عن اقتناعه بعد اتصالاته مع باراك والشرع ان الرجلين يرغبان في التوصل الى اتفاق سلام وان لديهما افكارا متماثلة حول المبادىء الاساسية للاتفاق. ورأى مبارك ان قبول الرئيس السوري التوجه الى جنيف للقاء الرئيس الامريكي يعني انه يعتقد بوجود فرصة كبيرة لتحقيق تقدم في عملية السلام وفي استئناف المفاوضات مع اسرائيل. وقال مبارك انه كون انطباعا من لقاءاته المنفصلة مع الاسد وباراك ان الرجلين مصممان على التوصل الى اتفاق وان افكارهما متطابقة حول المبادئ الاساسية. واوضح ان نقاط الخلاف الرئيسية ما زالت سياسية او اجرائية, اي من سيتخذ الخطوة الاولى لانهاء حالة الحرب وكيف ستتم صياغة الاتفاق لاقناع معارضي السلام في البلدين. واضاف الرئيس المصري ان (المشكلة تكمن في الاجراءات التي يجب اتخاذها وهذا ليس امرا سهلا. فباراك يواجه مشاكل داخلية والاسد ايضا لديه مشاكله الداخلية, سيكون هناك توتر وآمل ان ينجحا في تجاوز كل هذا) . وردا على سؤال عن صحة الرئيس السوري الذي يبلغ من العمر 69 عاما, قال مبارك (انه لا يستطيع ان يمارس رياضة السكواش او الجولف وغيرها ولكنه يستطيع الجلوس والتفاوض وهو متيقظ جدا) . واوضح انه التقى في فبراير الماضي في دمشق الاسد الذي كان خلال لقائهما الذي استمر ساعتين يبحث في ادق التفاصيل في السياسة السورية. غير ان مسئولا بالخارجية الامريكية قال لوكالة (اسوشيتدبرس) تعليقا على تصريحات مبارك انه مازال هناك عقبات جوهرية واجرائية في طريق التوصل إلى اتفاق, محذرا من الافراط في التفاؤل. وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قالت انه تم احراز تقدم بين سوريا واسرائيل مؤخرا وبمساعدة الوسيط الامريكي دينس روس. ومن بين القضايا التي قيل أنه تم فيها إحراز تقدم, ترسيم الحدود وتطبيع العلاقات ونشر خبراء أمن أمريكيين وفرنسيين في منطقة مرتفعات الجولان وانسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان وحقوق في مصادر المياه. وبموجب مقترح أمريكي, تنسحب إسرائيل بشكل كامل من مرتفعات الجولان وحتى حدود ما قبل حرب يونيو ,1967 وتتخلى سوريا لاسرائيل عن السيطرة على منطقة صغيرة شمال بحيرة طبريا, ومقابل ذلك تقوم إسرائيل بتسليم سوريا مساحة صغيرة من الارض في جنوب شرق مرتفعات الجولان. وفي دمشق عبرت سوريا عن املها في أن يحمل كلينتون إلى الاسد تعهدا اسرائيليا بالانسحاب إلى خط الرابع من يونيو عام 1967. ـ الوكالات

Email