المعارضة تعلن سقوط (همشكوريب) والخرطوم تنفي ، معارك طاحنة بشرق السودان غداة انشقاق (التجمع)

ت + ت - الحجم الطبيعي

اندلعت معارك طاحنة في شرق السودان بين القوات الحكومية وقوات المعارضة قبل ان يجف مداد قرارات الأخيرة لتفعيل الحل السياسي. وتبادل الجانبان الاتهام بشأن المسئولية عن بدء المعارك التي نشبت غداة اعلان انشقاق حزب الأمة عن حلفائه في (التجمع الوطني الديمقراطي) وهو تحالف فضفاض يضم أحزاب المعارضة الشمالية والفصيل الرئيسي الذي يقاتل في جنوب البلاد. ففي الخرطوم أكد الجيش السوداني أمس انه صد هجوم قوات المعارضة على منطقة همشكوريب ومناطق اخرى في ولاية كسلا جنوب البلاد. وفي بيان بثته الاذاعة ذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة ان قواتها ألحقت (خسائر فادحة) بالمهاجمين الذين وصفوا بانهم مجموعة من المتمردين يساندهم خونة ومأجورون وتستخدم الحكومة هذه العبارة للاشارة الى المعارضة الشمالية المسلحة. واضاف البيان ان المعارك مستمرة, مشيرا الى ان الهجمات شنت امس الأول على مركز همشكوريب ومراكز حدودية اخرى. همشكوريب عاصمة اقليمية لولاية كسلا القريبة من الحدود مع اريتريا. وفي وقت لاحق وصف الناطق الرسمي باسم الجيش الفريق محمد عثمان ياسين الهجوم بأنه عمل محدود وسوف يحسم في أسرع وقت. وقال ان حركة التمرد ترسم لها التحركات من جهات معادية للسودان, نعلمها تماما ولا تريد للسودان استقرارا, وتتوهم هذه الجهات ان القوات المسلحة ستكون مشغولة بالأعياد, ولكن القوات المسلحة دائما متيقظة ومستعدة. وأضاف ان التمرد والقوى التي تسانده لا تريد للسودان وفاقا ولا اتفاقا, وهذا العمل يهدف لاجهاض تحسن علاقات السودان مع دولتي اثيوبيا واريتريا, وقال ان هذا العمل لا يؤثر على عملية الوفاق في السودان. وحيا الناطق الرسمي انسحاب حزب الأمة من التجمع الوطني الديمقراطي المعارض وناشد بقية الأحزاب التعقل والانضمام لحظيرة الوطن. وأشار إلى ان هذا العمل لن يؤثر على تحسن علاقات الخرطوم مع أديس أبابا وأسمرة. وفي أسمرة اعلن زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق أمس الأول ان القوات الحكومية السودانية تشن منذ نحو 48 ساعة عملية برية وجوية واسعة النطاق ضد جميع المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في جنوب السودان. واوضح قرنق ان هذه العملية بدأت الخميس ويشارك فيها ما لا يقل عن لواءين او ثلاثة ألوية تدعمها المدفعية. وقد بدأت بهجوم كبير على الجبهة الشرقية جامعة بين القصف الجوي وانتشار قوي على الارض. واشار قرنق في مؤتمر صحافي في العاصمة الاريترية ان هذا الوضع لا يزال مستمرا منذ ثمانية واربعين ساعة. لقد قصفوا جبال النوبة (وسط البلاد) وقصفوا مدرسة فقتلوا الاطفال واساتذتهم. انهم يقصفون في كل مكان. ويستهدفون حتى المواشي في الحقول. وقال قرنق ان هجوم نظام الخرطوم تحول إلى مهانة للقوات الحكومية. من جهته, قال اللواء عبد الرحمن سعيد رئيس القيادة العسكرية الموحدة لقوات المتمردين ان قواته استولت في هجوم مضاد شنته فجر أمس الأول على حاميتين احداهما همشكوريب. واضاف اللواء سعيد ان رجاله اسروا قائد القوات الحكومية في هذه المدينة واستولوا على ترسانة هائلة من الاليات والاسلحة والذخائر. وفي موقف مغاير حمل زعيم (التجمع الوطني) محمد عثمان الميرغني القوات الحكومية مسئولية البدء بالهجوم وكان الميرغني يتحدث في مؤتمر صحافي في اسمرة في ختام اجتماعات الهيئة القيادية لـ (التجمع) . وعبر الميرغني عن أسفه للهجوم لأنه جاء (أثناء لقائنا من أجل السلام) . ووجه الميرغني شكوى إلى كل من مصر وليبيا قائلا ان القيادة العسكرية للتجمع الوطني الديمقراطي قد التزمت بقرار هيئة القيادة لاعطاء الفرصة للمبادرات لتجري مجراها, الآن النظام يخرق هذا الاتفاق غير المكتوب, وأرجو ان ينقل ما حدث على قوات التجمع إلى الرئيس أسياسي أفورقي, وقد التزم التجمع بكل الاجراءات لتطبيع العلاقة بين اريتريا والسودان, بل أيدنا ذلك, وقد استقبل الشعب السوداني الوفد الاريتري الذي ذهب إلى الخرطوم استقبالا كبيرا ومشرفا تأكيدا للصلات والعلاقة بين البلدين والشعبين, وقد سعدت بالتحدث إليهم في أحد هذه اللقاءات, وقال الميرغني: نحن نسعى للسلام والنظام يحرك قواته لضرب قوات التجمع. الخرطوم أسمرة البيان

Email