استئناف المحادثات على المسار الفلسطيني الثلاثاء بواشنطن ، باراك وبيريز: الانسحاب من لبنان سيكون كاملا مصالحة: الاستفتاء والمعاهدة مع دمشق في يونيو

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم امتناع واشنطن عن نفي أو تأكيد أنباء قمة جنيف المقترحة للرئيسين الأمريكي بيل كلينتون والسوري حافظ الأسد إلا ان مصادر أمريكية أشارت إلى انتزاع اتفاق لاستئناف المفاوضات بين دمشق وتل أبيب منتصف الشهر المقبل, فيما رجح مسئول في الخارجية الاسرائيلية توقيع معاهدة السلام بين الجانبين بحلول يونيو المقبل والتوصل للسلام النهائي على المسار الفلسطيني قبل نهاية العام الحالي. وأعلنت الخارجية الأمريكية استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين يوم الثلاثاء 21 مارس الجاري في إحدى القواعد الجوية الأمريكية. وفي الوقت الذي أكد فيه شيمون بيريز ان بلاده ستنسحب بشكل كامل من لبنان, عارض باراك الاحتفاظ بأي مواقع عسكرية في الجنوب اللبناني بعد الانسحاب رافضا بذلك خريطة الانسحاب التي قدمها إليه أمس رئيس أركانه شاؤول موفاز. وكانت الصحف العبرية أشارت إلى قمة مطلع الشهر المقبل يعد لها كلينتون مع الأسد في جنيف وهو ما رجحته تصريحات وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس أمس الأول. لكن ردود الأفعال الأمريكية حول هذا الأمر توزعت بين النفي والتحفظ وتجنب اعطاء اجابات واضحة. ففي الوقت الذي نفى فيه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيمس روبن هذا الأمر قال الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت ردا على أسئلة الصحافيين الليلة قبل الماضية ان بلاده ما زالت ملتزمة مع الأطراف من أجل اعادة اطلاق المفاوضات وان الرئيس يشارك أيضا والمحادثات مستمرة ولا جدوى في الوقت الحاضر من قول المزيد علنا في هذا الخصوص. وأضاف لوكهارت تحت ضغط الصحافيين ان (ليس في وسعي قول المزيد) في هذه المرحلة وانه لا ينوي (القيام بتكهنات أو مناقشة فحوى المحادثات الجارية) . وفي تصريح صحافي قال ساندي بيرجر مستشار كلينتون لشئون الامن القومي ان (الرئيس (بيل كلينتون) يعمل بلا كلل من اجل هذا الهدف. وقد اجرى محادثات مع الرئيس الاسد ورئيس الوزراء (الاسرائيلي ايهود) باراك. ولدينا الامل. لكني لا اريد ان اتكهن كيف ستتم الامور ولا عن اي طريق سنتوصل الى ذلك) . وردا على سؤال عن القمة المقترحة في جنيف اكتفى بيرجر بالقول (اننا مصممون بقوة على التوصل الى استئناف المفاوضات) . واوضح ان (التحدي المقبل هو اعادة وضع المسار السوري على الطريق الصحيح) . لكن وكالة الأنباء القطرية نقلت من جهتها عن مصادر مقربة من الخارجية الأمريكية قولها ان كلينتون حقق نجاحا كاملا في تأمين موافقة سوريا واسرائيل على استئناف مفاوضاتهما في منتصف شهر ابريل المقبل. لكنها استبعدت قمة جنيف المقترحة. وأكدت المصادر هذه ان الرئيس الأمريكي نجح في تقريب وجهات النظر بين الجانبين السوري والاسرائيلي خلال سلسلة من الاتصالات الهاتفية أجراها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مع الرئيس السوري ورئيس الوزراء الاسرائيلي الذي تعرض لضغط مركز لحمله على مبدأ الالتزام بمبدأ الانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي الموجود حاليا في سويسرا أعرب عن ترحيبه بمثل هذه القمة. إلا أن المتحدث باسم الخارجية السويسرية في برن, ليفيو زانولاري, علق بقوله (ليس لدينا حتى الان دلائل محددة حول ما إذا كان سيكون هناك لقاء) . لكن وزير الخارجية السويسري جوزف دايس أكد في وقت لاحق استعداد بلاده لاستضافة قمة بين كلينتون والأسد وبحضور القادة الاسرائيليين أو بدونه. ما ذكرته المصادر الأمريكية أكده نواف مصالحة نائب وزير الخارجية الاسرائيلي الذي أشار إلى تفاؤل كبير باستئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية خلال الشهر المقبل والتوصل لاتفاق خلال شهرين. وأضاف مصالحة: ومن المؤكد ان يعقد لقاء قمة بين الرئيسين حافظ الأسد وبيل كلينتون ولا نعرف ما إذا كان سينضم إليهما ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي أم لا. وأشار إلى ان كل لقاء سوري أمريكي هو ايجابي لانه يخدم عملية السلام. وقال: نحن نفضل أن تكون هناك لقاءات مباشرة بين ايهود باراك والرئيس الأسد لمساعدة الأمريكيين لان السلام كما نتوقعه دائما هو محادثات بين الأطراف بعضها بعضا. ونفى مصالحة وجود محادثات سرية مباشرة بين سوريا واسرائيل وقال: لم تكن هناك محادثات من هذا النوع لكن هناك محادثات مستمرة عن طريق الأمريكيين لتضييق الفوارق وتقريب وجهات النظر. وانتقد مصالحة تصريحات الوزير الاسرائيلي حاييم رامون أمس حول تشاؤمه من امكانية استئناف المفاوضات وعقد السلام مع سوريا وقال: ان رامون وجميع الوزراء بدأوا يفكرون في الشهر الأخير ويتشككون في عملية السلام وامكانية توقيع اتفاق قبل حلول الصيف لانه بهذا الوقت تقترب الانتخابات الأمريكية وانه خلال شهر يوليو سيكون كثير من الاسرائيليين خارج البلاد. وقال مصالحة الذي كان يتحدث للاذاعة الاسرائيلية نتوقع أن تكون عملية السلام حتى شهر مايو. ومن ثم الاستفتاء الشعبي في يونيو وكلما اقتربت هذه المواعيد ولم تتجدد المحادثات السورية الاسرائيلية علنا فكثير من الوزراء يتشاءمون. وأضاف: السلام إذا لم يكن خلال شهر أو شهرين فلن يكون هناك سلام والتوقيت مرتبط بتدخلات أمريكية. وألمح نائب وزير الخارجية الاسرائيلي إلى ان هناك فصلا وربطا بين المسارين السوري والفلسطيني في المفاوضات مع اسرائيل. وأوضح ان الفصل بسبب انهما مساران مختلفان وأما الربط فلأن ايهود باراك لا يستطيع التوقيع على معاهدتين للسلام في شهر واحد لكن المحادثات في أمريكا ستكون مثمرة فيها يجرى محاولة بناء الثقة بين الوفدين الاسرائيلي والفلسطيني. وقال مصالحة: أتوقع أن يكون في نهاية هذا العام اتفاق مع الفلسطينيين. وفيما يتعلق بالمسار اللبناني وطبقا لما أذاعته وكالة الأنباء الفرنسية صرح وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شيمون بيريز أمس ان الجيش الاسرائيلي سينسحب بشكل كامل من لبنان بحلول يوليو بدون الاحتفاظ بمواقع وراء الحدود الدولية. وذكرت الاذاعة الحكومية الاسرائيلية ان (بيريز استبعد تماما استمرار اي وجود عسكري في جنوب لبنان شمال الحدود (الاسرائيلية) وذلك خلال لقاء جمعه بالصحافي البريطاني باتريك سيل) الذي كتب السيرة الذاتية للرئيس حافظ الاسد والقريب منه. واضاف بيريز ان (اسرائيل لن تحتفظ باي (منطقة امنية) في جنوب لبنان) . وقالت الاذاعة ان بيريز ادلى بهذا التوضيح اثر اقتراح رئاسة اركان الجيش الاسرائيلي خطة تقضي بالاحتفاظ بمواقع اسرائيلية داخل الاراضي اللبنانية, تبعد بضع مئات من الامتار عن الحدود الدولية. واكدت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك رفض أمس خطة انسحاب عسكري قدمها رئيس الاركان الجنرال شاؤول موفاز وتقضي بالاحتفاظ بمواقع عسكرية داخل الاراضي اللبنانية تبعد بضع مئات من الامتار عن الحدود الدولية. وافادت الاذاعة ان باراك الذي يضطلع ايضا بمهام وزير الدفاع قال خلال لقاء جمعه بموفاز أمس (اعلن عن معارضته خطة الانسحاب التي قدمها الجيش والتي تقترح الاحتفاظ بمواقع عسكرية على بعد مئات الامتار داخل الاراضي اللبنانية) . واكد الناطق باسم وزارة الدفاع افي كالستاين لوكالة فرانس برس ان الاجتماع انعقد فعلا, موضحا ان (درس خطة الجيش لم ينته بعد وسيستمر خلال الاسبوع المقبل) . وردا على سؤال لوكالة فرانس برس, اكدت ميراف بارسي-تزادوك الناطقة باسم رئيس الوزراء مجددا القرار الذي اتخذته الحكومة في الخامس من مارس ويقضي ب(اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي على الحدود الدولية قبل حلول يوليو) , مشيرة ضمنيا الى انه لن يكون هناك وجود اسرائيلي في لبنان بعد هذا التاريخ. واضافت ان (الجيش الاسرائيلي سيتخذ بعد الانسحاب كل الوسائل اللازمة للسهر على امن) شمال اسرائيل. وقد قدم رئيس الاركان الاسرائيلي وكبار القادة العسكريين أمس خطة انسحاب عسكري احادي الجانب من جنوب لبنان اطلق عليها اسم (فجر) تطبيقا لقرار الحكومة الاسرائيلية في الخامس من مارس الانسحاب من الجنوب اللبناني اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بهذا الشان مع بيروت او دمشق. واعلن الخبير العسكري عمير عورين لوكالة فرانس برس ان (الخطة التي وضعتها ادارة التخطيط في الجيش تعكس تخوف الجيش من ان يواصل حزب الله الشيعي اللبناني او المنظمات الفلسطينية الموالية لسوريا هجماتها على اسرائيل بعد انسحاب احادي الجانب) . وقال المراسل العسكري لصحيفة (هآرتس) ان (الاستخبارات العسكرية مقتنعة بان انسحابا احادي الجانب لن يجلب الهدوء على الحدود وان هجمات على شمال اسرائيل ستليه والجيش الاسرائيلي سيستمر في التدخل في لبنان بشكل او بآخر) . وكان الجنرال موفاز حذر شخصيا عدة مرات من مواصلة هجمات حزب الله بعد انسحاب عسكري اسرائيلي. واعتبرت احدى مؤسسات حركة (الامهات الاربع) التي تتزعم منذ سنتين حملة من اجل انسحاب اسرائيلي احادي الجانب من جنوب لبنان ان (مخاوف الجيش ليست غير مبررة ولكن الاحتفاظ بمواقع في الاراضي اللبنانية قد يعود بالضرر علينا) . واعلنت راشيل بن دور لوكالة فرانس برس أمس انه (من الاساسي ان ينسحب الجيش تماما من لبنان مهما كانت الاخطار وذلك لاعطاء فرصة لاتفاق سلام يضمن الحدود الشمالية) . أما بالنسبة للمسار الفلسطيني فقد اعلنت وزارة الخارجية الامريكية أمس ان المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين للتوصل الى اتفاق سلام نهائي ستستأنف في 21 مارس في قاعدة جوية امريكية. واوضح الناطق باسم الوزارة جيمس روبن ان مفاوضين من الجانبين سيلتقون في قاعدة بولينج الجوية في واشنطن اعتبارا من الثلاثاء المقبل في محاولة لحل الخلافات العالقة بغية احترام استحقاق الثالث عشر من سبتمبر المحدد للتوصل الى اتفاق نهائي بين الطرفين. واضاف الناطق في بيان ان (الولايات المتحدة ستعمل مع الطرفين لتسهيل تحقيق تقدم) . غزة ماهر إبراهيم

Email