بابا الفاتيكان يطلب الصفح عن الحروب الصليبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في محاكاة لطقس الجلوس على كرسي الاعتراف الكنسي يستعد بابا الفاتيكان ليوم الاعتراف التاريخي بالذنب وطلب الصفح والعفو عن خطايا الكنيسة الأوروبية ووقوفها وراء الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش واضطهاد المفكرين الأحرار . و في الثاني عشر من مارس الحالي, يعتزم البابا (79 عاما) الاعتراف بالذنب في إعلان يسمى (ميا كولبا) خلال ترؤسه لقداس في الفاتيكان, مما سيعد يوما تاريخيا للكنيسة. ويعتزم الفاتيكان أن ينشر سلفا قبل هذا الموعد التاريخي وثيقة مكونة من 40 صفحة معنونة باسم التذكر والمصالحة: الكنيسة وأخطاء الماضي. كما تنوي الكنيسة بصورة واضحة أن تفتح صفحة جديدة في تاريخها بالاعتراف بالذنب ومعاقبة ذاتها تكفيرا عن خطاياها. وكان بابا الفاتيكان أوربان الثاني في عام 1095 قد دعا شخصيا في خطاب اتسم بالتعصب إلى الشروع في حملة مسلحة لتحرير القدس من الاسلام. وأدت هذه الدعوة إلى اندفاع موجات من الاصولية المسلحة من جميع ربوع أوروبا نحو المشرق والقدس خاصة على مدار مائتي عام. ووصل إجمالي عدد الحملات الصليبية إلى ست حملات. غير أن عدد المسلمين واليهود الذين قتلوا خلال تلك الغزوات مازال غير معروف. ولا يمحى من ذاكرة التاريخ شهر يوليو 1099 حيث قتل الغزاة الصليبيون 70 ألف شخص في أعقاب استيلائهم على القدس آنذاك. ومهدت دعوة أوربان الثاني المسرح لقرون من العداء بين المسلمين والمسيحيين. ويشير علماء لاهوت من الكنيسة في الوقت الراهن بإيجاز إلى هذه الحروب الصليبية بأنها كانت (جنون في إراقة الدم) . ويضع أولئك العلماء اللاهوتيون وحشية محاكم التفتيش في نفس إطار الحروب الصليبية. فكان قلع الاظافر والسحل والاعدام على الخوازيق هي الوسائل التي كانت تستخدمها الكنيسة لحمل كل من ينشق عن تعاليمها على العودة إليها مرة أخرى. وكان بابا الفاتيكان إينوسينس الرابع قد أعطى الضوء الاخضر رسميا في عام 1252 بضرورة انتزاع (الاعترافات) من المنشقين المزعومين عن الكنيسة من خلال التعذيب. وكان مفتشو محاكم التفتيش يحملون لقب (دوميني كانز) أي (كلاب الرب) في القرنين الخامس عشر والسادس عشر حيث قتل عدد لا يحصى من الناس بهدف الحفاظ على ما كان يوصف (بنقاء الكنيسة) . وتشير تقديرات إلى أن عدد القتلى آنذاك بلغ ما يتراوح بين عشرة آلاف وثلاثة ملايين قتيل. وكتب أحد المؤرخين الكنسيين قائلا (يمكننا فقط تسجيل هذه الحقبة بشعور عميق بالخزي والذعر. ليس بوسعنا حتى البدء في تفهم ذلك, إلا ان بابا الفاتيكان بولس الثاني سيخص اليهود بقسم كبير من طلبه الصفح ويبرئهم من خطيئة تسليمهم المسيح إلى بيلاطس حاكم الرومان ويسقط عنهم الاتهام. د.ب.أ

Email