الحص ينشر رسالته المخالفة لموقفه العدائي، جوسبان يواصل تصريحاته المثيرة بمساواة الوجود السوري في لبنان بالاحتلال الاسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عمد رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان للدفاع عن نفسه امام الجمعية الوطنية الفرنسية امس بشأن تصريحاته المثيرة للجدل حول المقاومة اللبنانية حيث قال انه اراد التنديد بمسلسل العنف المتعمد في لبنان دون ان يستخدم كلمة ارهاب هذه المرة , لكنه انتقد دمشق ضمنيا عندما اعتبر ان الوجود السوري في لبنان يعادل الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب, وقال ان (لبنان يجب ان يعود بلدا حرا ضمن احترام الجميع لوحدة اراضيه) . في تلميح الى سوريا واسرائيل على حد سواء, فيما نشر رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص رسالة تلقاها من جوسبان يناقض محتواها تصريحاته المثيرة للجدل. وأكد جوسبان امس انه اراد خلال زيارته للمنطقة (التنديد بمسلسل العنف المتعمد الذي يراد به اعاقة عملية السلام الهشة) وذلك في معرض رده على سؤال لرئيس المجموعة الشيوعية الان بوكيه امام الجمعية الوطنية الفرنسية. وقال جوسبان (لقد اردت من خلال كلمة اثارت جدلا التنديد بمسلسل العنف المتعمد الذي يراد به اعاقة عملية السلام الهشة) , دون ان يكرر كلمة (ارهابية) في وصف المقاومة اللبنانية. واضاف جوسبان قائلا: (لبنان يجب ان يعود بلدا حرا ضمن احترام الجميع لوحدة اراضيه, هذا الامر صحيح اليوم كما سيكون صحيحا غدا) في اشارة الى اسرائيل وسوريا على حد سواء. واعرب عن (سروره) لكون الاسرائيليون سينسحبون قريبا من جنوب لبنان حسبما تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. ومن جانبه اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ثبات سياسة بلاده الشرق اوسطية في مؤتمر صحافي على هامش زيارته الى لاهاي حيث قال (قلت في هذا الشأن كل ما يمكن ان يقال. وسياسة فرنسا في الشرق الاوسط سياسة متوازنة ومحايدة. وهي الطريقة التي تسهم بها في تحقيق السلام والتي لم تتغير) . واضاف الرئيس الفرنسي (طموحي هو ان اعمل مع الحكومة على ان يكون لفرنسا صوت قوي ومسموع يلقى الاحترام في اوروبا والعالم) . في غضون ذلك حاصر اقارب ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان منزل السفير الفرنسي في بيروت احتجاجا على تصريحات جوسبان, وتجمع العشرات من اهالي الشهداء والجرحى المعتقلين والمعاقين من جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل حول منزل السفير الفرنسي في لبنان فيليب لوكورتييه في منطقة المتحف ببيروت. وابلغت السفارة الفرنسية وفدا من المعتصمين الذين حاصروا منزل السفير تنصلها من تصريحات جوسبان في اسرائيل. ورفع المعتصمون صورا لشهداء المجازر والاسرى, وقام وفد منهم ضم رجاء شقيقة الاسير احمد عمار, وسامر شقيق الاطفائي الشهيد اثناء القصف على محطة توليد الكهرباء في الجمهور في 24 يونيو الماضي باسل يتيم, بتسليم المستشار السياسي للسفير الفرنسي انطوان ساجان مذكرة باسم المعتصمين, اضافة الى صور عن المجازر الصهيونية بحق المدنيين اللبنانيين. الجدير ذكره ان تظاهرات منددة بمواقف جوسبان نظمت امس في بلدات رياق, علي النهري, والنبي شعيب في البقاع. الى ذلك كشف رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص عن رسالة وجهها اليه جوسبان الاربعاء الماضي وقبيل توجهه الى اسرائيل يناقض محتواها ما اطلقه خلال زيارته للدولة العبرية. واكد جوسبان في رسالته على ان (تفاهم ابريل) ومجموعة المراقبة يشكلان الاداة الافضل المتوفرة: (لاحتواء تجاوزات العنف التي تهدد السكان المدنيين) , مشيرا الى ان فرنسا جادة في صون هذا التفاهم الامني الذي (اثبت عدة مرات في الماضي فائدته) . وقال (ان دعم فرنسا للبنان امر طبيعي وانها مصممة على العمل من اجل احلال سلام عادل وشامل في المنطقة) , واضاف انه (على ثقة بأنه سيتخذ هذا النهج) لدى زيارته لاسرائيل. طفلة لبنانية تحمل صورة اخرى من مصابي الاعتداءات الاسرائيلية امام السفارة الفرنسية في بيروت ـ ا.ب

Email