مبارك يلتقي الامير عبدالله والباز ينقل رسالة الى باراك، مصر، كل مسارات التفاوض مهددة، كلينتون يرفض التخلي عن جهود دفع السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون انه لن يتخلى عن جهوده لتحريك عملية السلام بعد فشل جولة مبعوثه دينس روس للمنطقة فيما حذرت مصر التي تقود تحركا دبلوماسيا مع السعودية لانقاذ عملية السلام بعد فشل روس من خطورة استمرار الوضع في المنطقة على هذا الشكل وقالت ان كل مسارات التفاوض مهددة , وذلك بعد مباحثات اجراها الرئيس المصري حسني مبارك مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي بدأ جولة تشمل دمشق وبيروت. وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى للصحفيين على اثر الاجتماع الذي عقده مبارك مع الامير عبد الله ان الموقف الفلسطيني واضح بالنسبة لمصر, ومن الواضح ان هناك احباطا كبيراً على الجانب الفلسطيني, كما ان هناك جمودا على المسار السوري, وهناك وضع حرج جدا على المسار اللبناني. واعتبر ان عملية السلام كلها مهددة كما ان هناك وعودا كثيرة من الجانب الاسرائيلي. واذا استمر الامر على هذا الشكل فان النتيجة بالطبع ستكون سلبية. واعلن موسى ان زيارة (ولي العهد السعودي) تأتي كجزء من التشاور العربي على اعلى مستوى لدراسة ما هو جار في العالم العربي وعملية السلام, وانها تصب في خانة التنسيق العربي في هذه المرحلة المهمة وفي لحظة من اللحظات الحرجة في مسيرة السلام. وقال موسى للصحفيين إن زيارة الامير عبدالله هى موضع ترحيب رسمى وشعبى وان هناك رغبة مشتركة فى لم الشمل والتوصل الى ما فيه خير الامة العربية. واعتبر أن الزيارة جاءت فى وقتها تماما, مشيرا الى انه سيجري على هامش هذه الزيارة مباحثات مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل تتناول امورا مختلفة تهم البلدين. وكان دبلوماسي عربي في الرياض اشار امس الأول الى ان السعودية تساهم في مساعي الولايات المتحدة الرامية الى اقناع سوريا بالعودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل. وتأتي مباحثات القاهرة في الوقت الذي حمل فيه اسامة الباز المستشار الرئاسي المصري رسالة من مبارك إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك للحيلولة دون توقف السلام بعد جموده. وقبيل تسليمه باراك رسالة مبارك التي لم يكشف مضمونها قال الباز للصحفيين ان زيارته تأتي في اطار سعي مصر لدفع مسيرة السلام والحيلولة دون توقفها أو تعثرها. وحول جولة روس مؤخرا بالمنطقة واعلانه فشلها وهل يتوقع جولات أخرى لمسئولين أمريكيين قال الباز اننا لم نبلغ بأي ارتباط محدد من الجانب الامريكي. موضحا ان توقف الجهود الامريكية ولو لفترة معينة ليس معناه ان الساحة تكون خالية بالعكس فمصر موجودة بالمنطقة وهى دولة مقبولة من جميع الاطراف ولنا مصلحة قومية فى ان تشهد كافة المسارات تحركا نشطا لان توقف المفاوضات لمدة اشهر يرجع العملية الى الوراء واسرائيل تعلم تماما خطورة هذا الاحتمال. وعلى المسار التفاوضي الآخر أكد الباز مشروعية مقاومة حزب الله في الجنوب اللبناني ما لم يتعرض لأهداف مدنية اسرائيلية, ومادام حزب الله ملتزما بتفاهم ابريل 96 لا يمكن ان نصفه بأنه ارهابي. وأوضح أن سوريا لا تعارض اى انسحاب اسرائيلى من لبنان بل على العكس لأن الانسحاب الاسرائيلى من لبنان يحكمه قرار مجلس الامن رقم 425 فالمسألة لا تحتاج الى تفاوض او اى شىء اخر ولكن يجب ان تستوعب اسرائيل وتدرك انها لن تستطيع ان تتحرك على مسار فى غيبة المسار الثانى لان هناك تلازما وترابطا بين المسارين السورى واللبناني. ومن ناحية اخرى لابد ان تعرف اسرائيل انها لن تستطيع أن تدق أسفينا بين الشعبين السورى واللبنانى لان مصالحهما واحدة. وأوضح بيان لرئاسة الحكومة الاسرائيلية أمس ان باراك اطلع الباز على وضع مفاوضات السلام على المسارين الفلسطيني والسوري وأكد له تصميمه والتزامه بالسعي إلى تحقيق تقدم مع السوريين وفي خط مواز مع الفلسطينيين. واضاف البيان ان الباز اشاد بجهود رئيس الوزراء الاسرائيلي لاحراز تقدم على المسارين وأكد ان مبارك يثق تماما في باراك وجديته ونواياه. في غضون ذلك اعلن كلينتون انه لن يتخلى عن جهوده الرامية إلى تحريك عملية السلام وان مغادرة موفده روس يجب الا تعتبر دليل فشل. وقال كلينتون للصحفيين في البيت الأبيض: لقد أحرزنا تقدما كبيرا ومازالت أمامنا بعض العقبات يجب تذليلها ونحن نعمل بجدية اكثر من اي وقت مضى. واضاف لن استسلم, واشار كلينتون الى عودة الموفد الامريكي روس في ختام مهمة فاشلة في المنطقة قائلا من الخطأ اعطاء عودته اهمية اكبر, واوضح ان روس عاد ليجتمع معي لنرى الى اين وصلنا. إلى ذلك نفى باراك التقارير التي تحدثت عن ان مفاوضات المسار السوري ستستأنف في أواخر مارس بموجب صيغة أمريكية جديدة, وقال بيان لمكتبه ليس لدينا معلومات عن استئناف المحادثات ومن ثم ليس لدينا بالتأكيد معلومات عن موعد لاستئناف المحادثات. كما نفت الولايات المتحدة من جانبها ان اعلانا سيصدر قريبا عن تحقيق تقدم نحو استئناف محادثات السلام السورية الاسرائيلية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبن لا صحة لهذه الشائعات او التقارير او الاقوال بان بيانا سيصدر قريبا عن تحقيق انفراج على المسار السوري0 اتمنى لو كان ذلك صحيحا لكنه ليس كذلك.

Email