من الملف السياسي الأسبوعي: كامل الملف في الصفحات السياسية، الافتتاحية: المعونات الامريكية.. تحقيق مصالح وهيمنة عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

المعونات او المساعدات اداة من أدوات السياسة الخارجية لاي دولة, وهي كأي اداة تعكس حجم المصالح والتوجهات السياسية للدول ضمن الادوات الاخرى كالعسكرية والدبلوماسية وغيرها.بيد ان الحديث عن المعونات الامريكية يعد تناولا مختلفا عن بقية دول العالم كون أمريكا اضحت اليوم الدولة المهيمنة على النظام العالمي الجديد على ارضية النظام الاحادي القطبية. الولايات المتحدة ترصد مليارات الدولارات من موازناتها السنوية لتغطية المعونات لقائمة من دول العالم على رأسها اسرائيل, وقد ثار جدل في الكونجرس خلال الفترة الماضية حول تخفيض موازنات المعونات في وقت تصدى فيه الرئيس الامريكي لذلك وسوف يتم حسم الامر خلال نوفمبر المقبل. ان حجم المصالح الامريكية في مساحة دول العالم ضخم لذلك تحرص واشنطن على تطويع معوناتها في خدمة سياساتها الاستراتيجية وتقرر مستوى تلك المعونات بحجم مصالحها مع هذه الدولة او تلك. اللافت للنظر ان القوى الكبرى ومنها امريكا لا تنطلق في برامج مساعداتها ومعوناتها السنوية من تقييمها للدول الفقيرة المحتاجة للمعونات بل تندرج تلك المخططات في جملة المصالح والرؤى الاستراتيجية ومردوداتها علاوة على التبعية في علاقة الدول المتلقية بالدول المانحة وهي محصلة حتمية للعلاقة بين طرفين احدهما اقوى من الاخر وطرف يحتاج للاخر. والشاهد ان الولايات المتحدة تسعى من خلال برامج مساعداتها ومعوناتها لفرض الهيمنة والتسلط والحاق الدول ضمن نفوذها واخضاعها لسيطرتها, ولا ترتبط تلك المعونات البتة بأهداف انسانية بحتة, وتلك مسألة لا ترتبط بواشنطن فقط بل هي سمة من سمات العلاقات الدولية ونمط تنتهجه معظم الدول ضمن سياسة المعونات واستحقاقاتها. الملف

Email