أولبرايت تلتقي قرنق اليوم و(التجمع) يتمسك بالمبادرة المشتركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت الولايات المتحدة صراحة رفضها للجهود التي تبذلها مصر وليبيا لحل الأزمة السودانية سلميا, بعد ساعات من أحدث التزام للمعارضة السودانية بالمبادرة التي طرحتها ليبيا وانضمت إليها مصر لاحقا . وجاء الرفض الأمريكي الصريح على لسان وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت في تصريحات أدلت بها في نيروبي عشية لقائها المرتقب مع قائد الفصيل الرئيسي الذي يقاتل في جنوب السودان العقيد جون قرنق, وقالت أولبرايت بعد لقاء مع الرئيس الكيني دانيال آراب موي ان الولايات المتحدة تدعم بشكل حصري جهود الدول الاعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر (ايجاد) لتحقيق السلام في السودان. وتضم ايجاد كلا من جيبوتي واريتريا واثيوبيا وكينيا واوغندا والسودان ونظريا الصومال التي لا تتمتع بحكومة مركزية منذ 1991. ويرأس الرئيس الكيني مجموعة فرعية تضم اربع دول تسعى الى ايجاد حل سلمي للحرب في السودان. وتضم هذه المجموعة اوغندا واريتريا واثيوبيا والبلدان الاخيران يتواجهان في حرب. وقالت اولبرايت التي تختتم في كينيا جولتها الافريقية التي قادتها الى ست عواصم نظن ان العملية التي تقوم بها ايجاد هي الوسيلة الفضلى للتقدم . وأضافت بوضوح: نحن لا ندعم أي جهود اخرى يقترحها البعض مثل مصر وليبيا. وقالت وكالة فرانس برس التي أوردت تصريحات أولبرايت ان هذه الأخيرة ستلتقي اليوم السبت في العاصمة الكينية معارضين سودانيين عدة بينهم جون قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان. واوضحت اولبرايت للصحافيين في ختام لقاء مع الرئيس الكيني نظن ان عبر دعمنا لجهود ايجاد ولا سيما جهود كينيا يمكننا ان نأمل بان يتم اجتياز مراحل كبيرة تسمح بتخفيف فظائع الحرب والمجازر والعبودية التي يشهدها السودان. واكدت وزيرة الخارجية الامريكية مجددا المهم اننا نبذل كل ما في وسعنا لدعم جهود ايجاد. ويشهد السودان منذ اكثر من 16 عاما حربا اهلية بين الشمال والجنوب وتحاول ليبيا ومصر ايضا ان تجمع بين حكومة الخرطوم وحركات المعارضة وحركة قرنق على طاولة المفاوضات. وطرحت الدولتان في هذا الاطار مبادرة مشتركة قبلت بها الخرطوم جزئيا قبل أكثر من شهرين وسمت أعضاء وفدها لمحادثات تمهيدية كان يفترض ان تنطلق بالقاهرة الشهر الجاري. ولم تفرغ المعارضة السودانية بعد من تسمية أعضاء وفدها لهذه المحادثات التي افترضتها المبادرة لتفضي إلى انطلاق حوار شامل. ويبدو ان خلافات حالت دون تشكيل هذا الوفد خلال اجتماعات هيئة قيادة تحالف المعارضة (التجمع الوطني) التي انهت للتو اجتماعات دامت ثلاثة أيام بالقاهرة. وفي البيان الختامي الذي وزع أمس عبر الفاكس أكد (التجمع الوطني) الذي يضم المعارضة الشمالية وحركة قرنق التزامه بالمبادرة المصرية الليبية للحل السياسى فى السودان والعمل على تحقيق التكامل بينها وبين مبادرة الايجاد. وعبر التجمع الوطنى فى بيانه عن تقديره لدول الايجاد وكافة الدول الشقيقة والصديقة والجهات التى تدعم نضال الشعب السودانى وجهودهم المتواصلة لوضع حد لمعاناة اهل السودان. واكد التجمع تمسكه بالمبادرة المصرية الليبية باعتبارها (المبادرة الجامعة التى تضم كل اطراف النزاع فى السودان) . وطالب البيان حكومة السودان باتخاذ التدابير المعنية لبدء الحوار, مؤكدا ان هدف التجمع من الحل السياسى الشامل ليس اقتسام السلطة او المشاركة فيها وانما هو تحقيق المقاصد التى يسعى اليهاالشعب السودانى وعلى رأسها ارساء الديمقراطية والوحدة والسلام بالارادة الحرة لاهل السودان ووفقا لمقررات مؤتمر القضايا المصيرية للتجمع الوطنى بأسمرا والذى عقد عام 1995. واكد التجمع الوطنى الديمقراطى فى بيانه الختامى تأجيل محادثات الايجاد الى ما بعد 15 نوفمبر المقبل. واعتبر البيان ان رد حكومة الخرطوم على المبادرة المصرية الليبية لم يتخذ التدابير اللازمة لتهيئة المناخ الملائم للحوار وفقا لاعلان طرابلس . واشار الى انه تقرر تأجيل تسمية اعضاء وفد التجمع الوطنى الى اللجنة التحضيرية للحوار الى اجتماع هيئة القيادة للتجمع الوطنى القادم فى منتصف نوفمبر المقبل فى كمبالا. وجاء في البيان ( بعد البحث والمناقشة تبين أن النظام الحاكم بالخرطوم فى الوقت الذى اعلن قبوله للمبادرة المصرية الليبية شن حملات عسكرية على قوى التجمع فى الجبهة الجنوبية والشرقية واطلاق الحملات الاعلامية ضد قيادات التجمع الوطنى الديمقراطى بمفردات يعف التجمع الوطنى عن ترديدها او الرد عليها) . وحسب البيان فان السلطات السودانية ( مارست الوانا من القهر على قيادات المعارضة السياسية والنقابية والصحفية والطلابية والنسوية فى الداخل مما يؤكد بوضوح عدم مصداقية نظام الخرطوم فى تعامله مع موجبات الحل السياسى الشامل للمشكلة السودانية) . وكلف التجمع الوطنى اللجنة الخماسية بتنفيذ عدد من المهام وعرضها على اجتماع هيئة القيادة القادم وهى مراجعة مشروع مبادىء الحل السياسى الشامل للمشكلة السودانية وتقديمه فى صورته النهائية ومتابعة الجهود لتحقيق التكامل او التنسيق بين المبادرة المصرية الليبية المشتركة ومبادرة الايجاد. و كانت هيئة قيادة التجمع الوطنى الديمقراطى قد بدأت اجتماعاتها بالقاهرة مساء يوم الثلاثاء الماضى برئاسة محمد عثمان الميرغنى رئيس التجمع وبحضور الصادق المهدى رئيس حزب الامة ورئيس الوزراء السابق, دينج الور ممثل جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ووممثلين لحوالى 13 حزبا سياسيا بالسودان. واستمع المشاركون فى الاجتماع الى تقرير من لجنة المبادرة المصرية الليبية المشتركة وموقف النظام الحاكم بالخرطوم من هذه المبادرة, كما تناول الاجتماع تطورات الاوضاع بشأن الحل السياسى الشامل ومواقف النظام منها.

Email