مقتل 60 مدنياً من النساء والأطفال، صواريخ روسية على قصر الرئاسة الشيشاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تحول خطير للنزاع الدائر في الشيشان قصفت القوات الروسية امس محيط القصر الرئاسي في جروزني بالصواريخ, مما اسفر عن مقتل 60 شخصا واصابة 150 على الاقل معظمهم من النساء والاطفال, وفيما لزمت روسيا الصمت عن هذا التطور العسكري قالت انها تريد اقامة(نظام شرعي)في الشيشان واعربت عن استعدادها للحوار مع القوى السياسية في الجمهورية لكن بشروط منها نزع سلاح المقاتلين الذين يدعون للانفصال عن روسيا. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان 45 شخصا معظمهم من النساء والاطفال قتلوا امس عندما قصفت القوات الروسية محيط القصر الرئاسي في جروزني. واضاف ان 27 شخصا قتلوا في قصف اصاب عيادة للولادة تبعد حوالي 25 مترا عن القصر في وسط جروزني اضافة الى 17 شخصا آخرين في السوق المركزي الذي يبعد 40 كلم عن القصر كما قتل سائق حافلة. ولم تصب الصواريخ القصر الذي تحطم زجاج نوافذه اضافة الى زجاج المباني الواقعة في دائرة قطرها مئة متر. واكد المتحدث باسم الرئاسة سعيد سليم عبد المسلموف ان الرئيس اصلان مسخادوف لم يكن في القصر عند حصول القصف. وسقطت خمسة صواريخ في وسط العاصمة الشيشانية على عيادة للولادة, والسوق المركزي حيث كان يحتشد نحو 200 شخص, وسقط ثالث على مبنى فارغ يبعد عشرة امتار عن قصر الرئاسة. ولم يكن ممكنا معرفة مكان سقوط الصاروخين الاخرين اللذين سمع دوي انفجارهما في العاصمة. وكانت النار لا تزال مشتعلة في حافلة وسيارتين امام عيادة الولادة حيث مددت جثث 27 شخصا. وارتفعت سحابة سوداء من الدخان فوق السوق قرب ساحة الحرية, وهي المكان الذي يشهد حركة اكثر من غيره في العاصمة. وتعاني فرق الانقاذ من صعوبات في عملها نظرا لانقطاع التيار الكهربائي. وهي المرة الاولى منذ اندلاع النزاع في الخامس من سبتمبر الماضي التي يستهدف فيها القصر الرئاسي مباشرة. وتتمركز القوات الروسية على مسافة تتراوح بين 10 و 15 كلم عن جروزني. وقالت مراسلة لرويترز في جروزني ان صواريخ انفجرت على بعد نحو 50 مترا منها0 واضافت انها احصت عشرات الجرحى وبعض القتلى في مستشفى بوسط المدينة0 وقال ناجون من الانفجارات ان صواريخ اصابت السوق الرئيسية للمدينة. وذكرت مراسلة رويترز ماريا ايزمونت (اصابت ثلاثة صواريخ السوق المركزية) . واضافت كنا في المستشفي المركزي بالمدينة كان به الكثير من الجثث. كان هناك نساء واطفال 300 على الاقل0 هناك الكثير من القتلى والجرحى. في كل دقيقة يجلبون المزيد والمزيد منهم. وقالت ايزمونت ان هناك ايضا تقارير عن ضرب ضاحية صناعية بالصواريخ. وقال المتحدث الشيشاني مولوي اودوجوف ان صاروخا اصاب مسجدا في ضاحية كالينين فقتل 13 شخصا وهم يصلون وتابع ان المسئولين الشيشان يعتقدون ان الصواريخ من طراز سكود سطح ـ سطح. وفيما لزمت وزارة الدفاع الروسية الصمت عن هذا القصف قال متحدث شيشاني ان 60 شخصا على الاقل قتلوا في منطقة السوق واصيب 150 اخرون. وفي تطور متصل قالت وكالة انترفاكس ان ممثل الشيشان في موسكو ميربيك فاشاجاييف قد اعتقل. من جهتها قالت وكالة اسوشيتدبرس نقلا عن شهود عيان ان الانفجارات وقعت بسبب قنابل القتها طائرات روسية. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تمارس فيه موسكو لعبة اطلاق التصريحات المتضاربة حول نيتها اجتياح جروزني. فقد قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات قبيل مغادرته هلسنكي لحضور اجتماع الاتحاد الاوروبي أي ان عمليات عسكرية مقبلة ستتخذ بناء على الوضع القائم, واضاف انه لم يقرر بعد ما اذا كان يتوجب على القوات الروسية دخول جروزني ام لا. ومن جانبه قال وزير الدفاع ايجور سيرجييف امس ان القيادة العسكريةالروسية لاتخطط لاقتحام العاصمة الشيشانية لكنه اوضح قائلا: سنقوم باقتحام جروزني في حالة الضرورة التي تقتضيها مهمة القضاء على الارهابيين فقط. واوضح سيرجييف الذي شارك امس الاول في اجتماع عقده الرئيس الروسي بوريس يلتسين للقادة العسكريين والأمنيين ان المرحلة الثانية من العملية العسكرية الروسية واسعة النطاق في شمال القوقاز تتمحور حول مهمة القضاء على عصابات قطاع الطرق. واضاف ان مهمة اقامة حزام أمني حول الشيشان وتطبيع الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية هناك انجزت بنجاح. اما نائب وزير الدفاع الروسي فلاديمير توبوروف فقد قال امام الصحافيين في موسكو ان الروس سيدخلون جروزني عاجلا ام اجلا, سواء بقوات عسكرية او لاقامة سلطة روسية. واضاف يقول كل شيء يتوقف على الوضع وعلى الموجودين في جروزني ملمحا الى ان موقف السلطة الشيشانية سيحدد الطريقة التي سيدخل فيها الروس عاصمة جمهورية الشيشان الانفصالية. واكد توبوروف تصريحات صادرة عن قيادة الاركان الروسية تؤكد عدم شن اي هجوم كثيف وعنيف ضد جروزني. واوضح ان وحدات القوات الفدرالية تعلمت التحرك في مجموعات صغيرة. واذا حددنا هدفا كهذا سيكون لنا ما يكفي من الخبرة لتجاوز الصعوبات التي تطرحها جروزني. ونقلت وكالة انباء ايتار تاس عن ممثل الحكومة الروسية للشيشان نيكولاي كوشمان تأكيده ان منطقة جروزني (التي لا تضم المدينة بحد ذاتها) ستصبح قريبا تحت اشراف القوات الفدرالية. ويشدد العسكريون والسياسيون الروس منذ ايام عدة على رغبتهم في تجنب وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم ويلجأون الى عمليات قصف كثيفة على نقاط المقاومة الشيشانية قبل ارسال قوات لتطهير البلدات. في غضون ذلك نقل التلفزيون الروسي الخاص ان تي في عن قائد الاركان الروسي اناتولي كفاشنين قوله ان عدد القوات الفدرالية المشاركة في العملية العسكرية في الشيشان يصل الى 90 الف عنصر. واوضح المصدر ذاته ان عدد القوات الروسية اكثر بثلاث مرات من العدد الذي شارك في الحرب السابقة مع جمهورية الشيشان الانفصالية في 1994-1996. ولم تنف وزارة الدفاع في اتصال هاتفي معها, هذه المعلومات. واكتفى الناطق باسم الوزارة بالقول اذا قال الجنرال كفاشنين ذلك فهذا صحيح. على صعيد متصل اعلن وزير الخارجية ايجور ايفانوف في مدريد امس ان روسيا تريد اقامة نظام شرعي في الشيشان والقضاء على المجموعات الارهابية التي تعيش في الجمهورية. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني ابيل ماتوتيس نحن على طريق اقامة نظام شرعي وليس نظاما تابعا لروسيا لان الشيشان جزء من روسيا وستبقى كذلك. واوضح انه يوجد عشرون الف رجل مسلح في الشيشان والكثير من الارهابيين والعصابات الذين يحملون اسلحة متطورة جدا. وقال ايضا ان الحكومة الروسية تبقى مع ذلك منفتحة على حل سياسي من اجل وضع حد للصراع الشيشاني. واضاف انها منفتحة على حوار مع كل القوى السياسية في الجمهورية الانفصالية في حال تم احترام بعض الشروط. واوضح ان من بين هذه الشروط خصوصا احترام وحدة وسيادة اراضي روسيا ووضع حد لتحركات المجموعات الارهابية التي تقيم في الشيشان ـ الوكالات

Email