اخلاء البرلمان واغلاق 3 مؤسسات حساسة ، الجيش الباكستاني يضغط على الرئيس ويخطط لاستبداله

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالتزامن مع اغلاق ثلاث مؤسسات حساسة واعداد (ملف اسود) بمخالفات رئيس الوزراء المعزول نواز شريف كشفت مصادر مطلعة في اسلام اباد عن ملامح المخرج من المأزق الذي يعانيه الانقلابيون العسكريون في باكستان المتمثل في الضغط على الرئيس رفيق تارار للاستقالة وتعيين بديل له ويتولى البرلمان لاحقا حجب الثقة عن شريف واختيار رئيس وزراء جديد . ومن الاسماء البارزة بحسب المصادر لخلافة شريف اعجاز الحق نجل الرئيس السابق ضياء الحق الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب الرابطة الاسلامية الذي دعا امس البرلمان لاختيار بديل لرئيس الوزراء المعزول. وكان قائد الانقلاب برويز مشرف التقى الرئيس الباكستاني تارار للمرة الثانية امس ولم يرشح اي شيء عما دار خلال لقائهما, وسرت شائعات في اسلام اباد تم نفيها على الفور بان الرئيس استقال وتزامن ذلك مع انباء ذكرت ان وسيم سجاد رئيس مجلس الشيوخ يستعد للعودة من المانيا وبموجب الدستور فإن رئيس مجلس الشيوخ سيتولى منصب الرئاسة لدى شغره. وكان الجيش استولى على مبنى البرلمان وافرغه من موظفيه واعضائه لقطع الطريق امام اي تحرك نيابي في اجتماع النواب اليوم والشيوخ بعد غد. ويواصل الانقلابيون مشاوراتهم مع سائر الاحزاب والهيئات القانونية لقطع الطريق امام اجراء قانوني قد يتخذه شريف كما اكدوا انهم لن يصدروا البيان المنتظر. وكشفت المصادر ايضا عن اقدام الجيش على اغلاق ثلاث مؤسسات حساسة هي: مكتب التحقيقات الفدرالي, المخابرات العامة ولجنة المحاسبة التابعة لرئاسة الوزراء والتي اعتقل رئيسها السيناتور سيف الرحمن الساعد الايمن لشريف حيث تمت مصادرة وثائقه ومستندات من الشركات التابعة لرئيس الوزراء المعزول لاعداد (ملف اسود) بقضايا فساد متهم بها. وكانت تقارير صحفية ذكرت انه تم تجميد ارصدة عائلة شريف في البنوك وبدء تحقيق في اموره المالية حيث كان من اقطاب الصناعة قبل تحوله للسياسة. وكان المتحدث باسم الجيش راشد قرشي قال انه جرى اعتقال العديد من كبار ضباط الجيش المؤيدين لشريف اضافة لاكثر من 400 من زعماء حزب الرابطة الاسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء المعزول ومنع عشرين صحافيا من مغادرة البلاد. واعلنت الشرطة لاحقا عن اعتقال وزير الداخلية شودرى شوجات ووضعه رهن الاقامة الجبرية. ونفى قرشي اي احتمال لانقلاب آخر او تراجع عن توجه الجيش كما نفى ان يكون ما حدث مخططا له موضحا ان الجيش تحرك تلقائيا بعد تجاوزات شريف ويؤكد سلامة الوضع الديمقراطي في البلاد. وازاء تقارير عن نقل شريف الى معقله في لاهور حذر عدد من اعضاء الحزب من ان حياة زعيمهم في خطر اثر تعرضه لتهديدات وضغوط لحمله على الاستقالة. وقالت مصادر اسرية ان شريف بحث الوضع السياسي مع والده محمد دون اعطاء تفصيلات. وخرجت امس الاول مظاهرة صغيرة في كراتشي لتأييد نواز شريف قمعتها الشرطة واعتقلت 12 من المشاركين الثلاثين كما خرجت مظاهرة ضئيلة اخرى في لاهور. من جهته اعتبر فضل الرحمن رئيس جمعية علماء الاسلام واسعة النفوذ ان شريف تسبب بهلاك مؤسسات البلاد في اطار تعطشه للحصول على سلطات غير محددة, واشار الى ان مناصريه سيقيمون صلاة شكر اليوم الجمعة على قيام الانقلاب. في الاطار ذاته اعتبر الامين العام لجمعية علماء باكستان ك. م. ازهر ان الجيش اضطر للتدخل وان وطنيته فوق الشبهات وتحركه مبرر تماما. وفي هذه الاثناء بدأت واشنطن اتصالات مع قادة الانقلاب العسكري وسط اعتبار الرئيس الامريكي ما حدث بأنه انتكاسة جديدة للديمقراطية الباكستانية. من جهته دعا امين عام الامم المتحدة كوفي عنان خلال زيارة لكوسوفو الى عودة باكستان للحكم المدني في اقرب وقت ممكن, معرباعن امله في امتناع الجيش عن القيام بخطوات اخرى تزيد التوتر. كتب ـ عمر العمر

Email