تراجع أمريكي عن خيار (لبنان أولاً) لدفع المسار السوري، اسرائيل تبحث مصير 42 مستوطنة عشوائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحثت الحكومة الاسرائيلية امس مصير 42 مستوطنة عشوائية اقامها اليهود على تلال الضفة الغربية منذ اتفاق واي ريفر, وأعطت لرئيسها ايهود باراك الضوء الأخضر لإزالتها, في حين اتهمتها السلطة الفلسطينية التي طالبت بإزالة جميع المستوطنات بالسعي لافتعال أزمة عن طريق ادخال تعديلات على الاتفاقات المبرمة بين الجانبين قبل تنفيذها , مؤكدة رفضها تقديم أي تنازلات. وتوقعت مصادر عبرية عقد اجتماع بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لبحث اتفاق اطار حول التسوية الدائمة, فيما تحدثت تقارير عن تحركات امريكية لإزالة الجمود عن المسار السوري وتراجعها عن خيار (لبنان أولا) , وتوقعت اجراء اتصالات مصرية سورية بشأن التطورات. وفي القدس المحتلة اعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه ان الحكومة برئاسة باراك بحثت امس للمرة الأولى في مصير 42 مستوطنة عشوائية اقيمت في الضفة الغربية, حيث حصل باراك على موافقة الحكومة على إزالة المستوطنات المخالفة. وأوضح سنيه في تصريح لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان اللجنة الوزارية المكلفة بشؤون الاستيطان ستقرر مدى شرعية او عدم شرعية هذه المستوطنات التي اقيمت منذ التوقيع على اتفاق واي ريفر في اكتوبر الماضي. واضاف سنيه الذي سيقدم تقريرا اعده الجيش حول هذا الملف (سنصنف النقاط الاستيطانية مستخدمين خمسة تصنيفات على اساس طابعها المشروع وغير المشروع) . وكانت ميراف بارسي تسادوك, الناطقة باسم باراك, اشارت الى 41 نقطة استيطانية. وقالت ان باراك (مصمم على تفكيك نقاط الاستيطان التي يتأكد عدم مشروعيتها) . وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان قيادات الجيش تعتبر ان 11 من هذه النقاط (غير مشروعة) لانها اقيمت على اراض خاصة من دون تصريح من الادارة العسكرية. واضافت الاذاعة ان شرعية النقاط الاستيطانية الاخرى (مشكوك فيها) على اساس انه في غالبية الاحيان منحت التصاريح الرسمية لها في وقت لاحق. واعلن باراك الاربعاء الماضي انه سيرفض محاولة المستوطنين ان (يفرضوا) عليه السياسة الواجب اتباعها. وقد حاول المستوطنون في الاشهر الاخيرة توسيع مستوطناتهم بصورة غير مشروعة. من جهتها تظاهر انصار حركة السلام الآن امام مقر رئاسة الحكومة احتجاجا على اقامة المستوطنات. وعلى الفور اعترض نبيل عمرو وزير الشؤون البرلمانية في السلطة الفلسطينية على تلك الخطوة وقال ان كل المستوطنات اليهودية غير المشروعة ويجب ان تزال. واضاف ان هذا الامر ليس مستحيلا ولا خياليا خاصة ان الجانبين يسعيان لدخول مفاوضات الوضع النهائي. وفي حديث لراديو صوت فلسطين اذيع أمس اتهم عمرو الحكومة الاسرائيلية بالسعي الى افتعال ازمة عبر ادخالها تعديلات على الاتفاقات المبرمة بين الجانبين في اللحظات الاخيرة من تنفيذها. وقال ان افتعال هذه الازمات برز في أكثر من بند ومنها الانسحاب والافراج عن الاسرى والاستيطان. وأشار المسؤول الفلسطيني الى ان سياسة باراك تذكرنا بحكومة سلفه نتانياهو الذي وجه أكثر من لطمة لعملية السلام مؤكداً ان سياسة الحكومة الاسرائيلية لن تدفع السلطة الى تقديم تنازلات. وجدد رفض السلطة الفلسطينية تقديم تنازلات سواء بالنسبة للمرحلة الانتقالية أو الدائمة فى اشارة الى أن السلطة الفلسطينية تستند فى مفاوضاتها مع الحكومة الاسرائيلية الى اتفاقات محددة والى قرارات الشرعية الدولية بأكملها وليس جزءا منها. الى ذلك ذكرت صحيفة (معاريف) الصادرة أمس انه من المتوقع ان يعقد اجتماع الأيام المقبلة بين باراك وعرفات لبحث اتفاق الاطار حول التسوية الدائمة. الا انها اشارت الى ان الافراج عن المعتقلين تعتبر شرطا لهذا اللقاء. في القاهرة ذكرت تقارير سياسية ان التحرك الأمريكي بالتعاون مع الدول المعنية بعملية السلام سيركز في المرحلة المقبلة على وضع صيغة خاصة تعمل على تجنب حدوث صدام حول آليات العمل على المسار السوري, ويتوقع ان تجرى قريباً اتصالات مصرية سورية حول التطورات الجارية في المنطقة. وكشفت التقارير عن تراجع امريكي في طرح خيار (لبنان اولا) على السوريين والتي تمثل نقطة الصدام الاولى, على الرغم من تمسك رئيس الحكومة الاسرائيلية صاحب التفكير العسكري الواضح بأن تتركز المفاوضات عند استئنافها على ملف انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان, وتفعيل الدور السوري للمساهمة في تحقيق ذلك من خلال تحييد حزب الله, رغم ان الحزب اكد اكثر من مرة ان خياراته العسكرية بعد انسحاب اسرائيل من الجنوب ليست مرتبطة بالنوايا السورية. وقالت التقارير التي تلقتها القاهرة ان هناك قناعة شبه تامة لدى الاستراتيجيين العسكريين الاسرائيليين بأن لدى سوريا القدرة على شل حركة الحزب بالتنسيق مع ايران, وان هناك اعتقادا قويا بأن سوريا لن تخضع للضغوط الاسرائيلية والامريكية باعادة ترتيب اولوياتها على ضوء المطالب الاسرائيلية ببحث ملف لبنان اولا, حيث اكدت ان فتح هذا الموضوع سيكون مرتبطا بصورة مباشرة بمدى ما يتم تحقيقه من تدابير امنية مشتركة خاصة بانسحاب اسرائيل من الجولان اولا, والتمسك السوري بهذا المبدأ.

Email