وقف التوغل البري وتكثيف القصف الصاروخي، حكومة عميلة لموسكو في الشيشان بعد رفض روسيا للوساطة الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلنت روسيا امس رفضها لاية وساطة خارجية في نزاعها مع الشيشان وشكلت حكومة (منفى) موالية لها تتخذ من موسكو مقرا لها. وفي وقت استمر القصف الصاروخي اليومي مسفرا عن سقوط 30 قتيلا امس, وسط تقارير عن وقف التوغل البري, جددت جروزني دعوتها لمحادثات سلام محذرة من انتشار نيران الحرب الى كل القوقاز . ولم تستبعد موسكو امكانية تصفية كل من شامل باساييف وخطاب و أعلنت وزارة الخارجية الروسية امس قبيل بدء محادثات في موسكو مع وفد الاتحاد الاوروبي, أن روسيا لن تنظر في أية وساطة خارجية في الصراع مع الشيشان. وذكرت وكالة إنترفاكس للانباء أن نائب وزير الخارجية يفجيني جوساروف ذكر أنه (من المستحيل فهم أية جهود للوساطة (من قبل الاتحاد الاوروبي) بين موسكو واحدى الجمهوريات التابعة للفيدرالية الروسية) . وجاء ذلك قبيل بدء اجتماع وفد الاتحاد الاوروبي المكون من وزيري خارجية فنلندا والبرتغال تارجا هالوتين وجيمي خوسيه ماتوس دي جاما ومفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي كريس باتن, مع وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف وفي توقيت ذي مغزى دان البرلمان الاوروبي (بشدة) في قرار صادق عليه امس في ستراسبورج التدخل العسكري الروسي في الشيشان. واعرب النواب الاوروبيون عن (قلقهم الشديد) لرفض رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين التفاوض مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وللذرائع التي قدمها لتبرير العملية العسكرية بالمصالح الروسية في مجال المواد الاولية. وطلب القرار ايضا من الحكومة الروسية والمجتمع الدولي ولاسيما المفوضية الاوروبية تقديم مساعدة انسانية للمدنيين من ضحايا القصف الجوي. كما دعا السلطات الروسية والشيشانية الى تسهيل عمل المنظمات غير الحكومية التي تعمل في المجال الانساني في منطقة شمال القوقاز ولاسيما في الشيشان. وفيما بدا استباقا لمطالبة الوفد الاوروبي بالحوار بين طرفي النزاع سارعت موسكو امس الى اضافة تعقيدات سياسية في الازمة بتشكيل حكومة شيشانية موالية لها في المنفى. و اعلنت وكالة ايتار تاس للانباء ان نوابا شيشانيين موالين لروسيا من البرلمان المنتخب عام 1996 اعلنوا امس تشكيل حكومة شيشانية في المنفى موالية للحكم المركزي في موسكو. ونقلت الوكالة عن بيان للنواب مفاده ان مالك سيد علييف عين رئيسا لمجلس الدولة وفق ترتيب السلطة الجديد في الجمهورية. و ينتظر ان يقدم علييف لائحة باسماء اعضاء المجلس الى البرلمان في القريب العاجل. ويتوقع البرلمان ان توافق موسكو على اعطاء علييف سلطات الممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشيشان. وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انكر في الاول من الشهر الجاري على الرئيس الشيشاني الحالي اصلان مسخادوف وعلى حكومته اية صفة شرعية. وعلى الفور نددت جروزني بحكومة المنفى التي اعتبرتها غير شرعية مجددة دعوتها الى الحوار المباشر بين جروزني وموسكو. وصرح المتحدث باسم الرئاسة الشيشانية سعيد سليم عبد المسلموف ان الحكومة المزعومة في المنفى , ليس لها (اية شرعية ولن يكون لها اية سلطة على الاراضي الشيشانية) . واضاف عبد المسلموف (ان النواب الشيشانيين الشرعيين الوحيدين هم الذين اختيروا العام 1997 في انتخابات جرت تحت مراقبة منظمة الامن والتعاون في اوروبا وعدد كبير من المراقبين الدوليين) واشار الى ان الرئيس الروسي بوريس يلتسين اعترف بشرعية هذا البرلمان وكذلك بشرعية الرئيس اصلان مسخادوف. وصرح مساعد المدعي العام في الشيشان محمد محمدوف ان (الشرطة تبحث) عن العديد من نواب البرلمان العائد للعام 1996 الذين قررت موسكو التعاون معهم الاسبوع الماضي (سيعتقلون في حال عادوا الى الشيشان) . واعتبر المصدر نفسه ان هؤلاء النواب مطلوبون (لتواطئهم اثناء الاحتلال الروسي وللمساعدة على الاعتداءات وعمليات الابادة) . وكان انتخاب برلمان العام 1996 اعتبر في يومها كمهزلة بينما كانت الشيشان تخوض حربا ضد القوات الروسية. الى ذلك قال نائب رئيس الوزراء الشيشاني كازبيك ماكاشيف في مؤتمر صحافي عقده في جروزني (رغم القصف على قرانا سنواصل دعوة القادة الروس الى بدء محادثات سلام ونأمل بحصول لقاء بين الرئيسين الروسي والشيشاني اصلان مسخادوف) . كما اعرب الرئيس الشيشاني عن الامل بان (تتم تسوية المشاكل العالقة بين روسيا والشيشان على طاولة المفاوضات) . واضاف ان الرئيس الشيشاني حذر في رسائل بعث بها الى رؤساء الجمهوريات الواقعة في شمال القوقاز وزعماء الاقاليم الروسية في روستوف وستافروبول وكراسنودار من ان نيران الحرب ستطال شعوبهم اذا وقعت مجابهات شاملة في الشيشان . وانتقد ماخاشيف بعض القادة في شمال القوقاز الذين ينتظرون (على حد قوله) مباركة الكرملين بعقد مؤتمر عام لزعماء المنطقة . واعرب عن اعتقاده بأن امكانيات التوصل الى حل سياسي لم تستنفد بعد مجددا التأكيد على استعداد القيادة الشيشانية للمفاوضات مع روسيا . على الصعيد العسكري ذكرت تقارير أن القوات الروسية أوقفت امس تقدمها في الشيشان وقامت بتحصين مواقع في أراض تحتلها تقول موسكو إنها ستشكل جزءا من حزام أمني لحماية باقي أنحاء روسيا. وذكرت وكالة إيتار ـ تاس للانباء أن القصف المدفعي لاهداف في الشيشان استمر أثناء ليلة الاربعاء الخميس بينما قام الجنود بحفر خنادق على طول نهر تيريك الذي يمتد 20 كيلومترا شمال العاصمة جروزني. وتقول القوات الروسية أنها تسيطر الان على ثلث الجمهورية وأنها لم تلق سوى مقاومة ضعيفة نسبيا منذ بدء العمليات البرية أواخر الاسبوع الماضي. وقال الكولونيل فاليري مالينوف قائد العمليات في الشيشان امس ان القوات الفيدرالية ستتجنب الاشتباك مع المقاتلين الشيشان. وفي جروزني اعلنت قيادة خلية الازمة في الرئاسة الشيشانية ان القصف الصاروخي الذي تعرضت له احدى القرى الواقعة غرب الشيشان ادى بعد ظهر امس الى سقوط 30 قتيلا وجرح 32 آخرين. وافاد المصدر نفسه ان الطائرات الروسية اطلقت عددا من الصواريخ على قرية اليستانجي في اقليم فيدينو على مقربة من الحدود مع داغستان. واوضح ان الصواريخ سقطت وسط القرية ودمرت حوالي ستين منزلا. الى ذلك اظهرت لقطات تلفزيونية حصلت عليها (رويترز) خارج منطقة الشيشان حافلة محترقة بها جثث ركاب مغطاة بالدماء قتلوا على ما يبدو في انفجار. وحصل تلفزيون ( رويترز) على اللقطات من مصور هاو في نازران عاصمة منطقة الانجوش المجاورة. وكان رئيس الوزراء الروسي نفى قبل ساعات ان تكون القوات الروسية هاجمت حافلة مليئة باللاجئين الفارين من المنطقة. وقال المصور الذي التقط الفيلم لرويترز امس ان اللقطات صورت قبل ثلاثة ايام, واضاف ان 11 لاجئا قتلوا وجرح 17 اخرون في الحافلة التي كانت ضمن قائلة لاجئين متوجهة صوب بلدة شلكوفسكوي على حدود الشيشان الشرقية مع داغستان. وتابع ان الحافلة التي كانت الاخيرة من اربع حافلات في القافلة دمرت بقذيفة اطلقتها دبابة روسية. من جهة اخرى قال وزير الداخلية الروسي ميخائيل روشايلد امس انه لايستبعد (تصفية جسدية) للقائدين الاسلاميين في القوفاز شامل باساييف وخطاب. وذكر الوزير الروسي عن الاسلاميين اللذين شنا هجوما على داغستان في اغسطس وسبتمبر الماضيين, اذا عرفنا اماكن تواجدهما, فسوف تتخذ كافة الاجراءات لاعتقالهما, واحتمال تصفيتهما جسديا. واكد الوزير (اتخاذ جميع الاجراءات الضرورية لتحديد اماكن الرجلين اللذين يبدو انهما موجودان في الشيشان حيث انسحبت القوات التابعة لهما بعد فشل عملياتهما في داغستان. وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين صرح في الرابع من الشهر الحالي ردا على سؤال حوال تصفيتهما جسديا انه يجب اعتقالهما واحالتهما الى المحكمة التي ستحدد جرمهما. ـ الوكالات

Email