السلطة تتهم اسرائيل بانتهاك اتفاق شرم الشيخ، باراك يريد (ممرا آمنا) الى المفاوضات النهائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اصطدم اتفاق شرم الشيخ بين السلطة الفلسطينية واسرائيل بأول عقبة كبيرة له امس, بافشال اسرائيل مفاوضات افتتاح المعبر الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتأجيله للمرة الثانية واصرار حكومة ايهود باراك على اخضاعه لسيطرتها الامنية وجعله ممرا امنا الى مفاوضات الحل النهائي, وفرض دمج تطبيق بنوده بتلك المفاوضات , بعد الفشل في تضمينها اتفاق شرم الشيخ, في وقت تظاهر المستوطنون في مشهد تمثيلي بازياء فلسطينية تصور الفلسطينيين وياسر عرفات على انهم ارهابيون وتطالب بعدم فتح الممر الآمن. وقد حمل الفلسطينيون الليلة قبل الماضية الاسرائيليين مسؤولية فشل المفاوضات التي كان من المفترض ان تسمح لهم, اعتبارا من صباح امس, بعبور طريق طولها 44 كيلومترا تربط قطاع غزة بترقومية في منطقة الخليل (جنوب الضفة الغربية) عبر الاراضي الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية. وبحسب الجدول الزمني لاتفاق شرم الشيخ, فانه كان من المفترض فتح هذا الممر الجمعة الماضية, ولكن لما اصطدم المفاوضون بعائقين, تقرر التأجيل. وقد جهدت حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الذي جعل من الاحترام الدقيق للاتفاقيات الموقعة مبدأ رئيسيا لسياسته, للتقليل من اهمية هذا التأجيل. واكد وزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي ان (الامر لا يشكل ازمة, وقرار تأجيل فتح الممر اتخذ بالاتفاق المشترك مع الفلسطينيين) , وقال انه لا بد من حصول اتفاق (في غضون الايام القليلة المقبلة) . اما وزير الشؤون المدنية الفلسطيني جميل الطريفي الذي يرأس فريق المفاوضين الفلسطينيين, فيرى الامور بطريقة مختلفة. وقد اكد لوكالة فرانس برس ان (المباحثات فشلت بسبب الاسرائيليين الذين لا يريدون تطبيق اتفاق شرم الشيخ) . يذكر ان فتح هذا الممر هو اجراء مهم بالنسبة الى الفلسطينيين على الصعيدين العملي والرمزي معا, انطلاقا من تقسيم المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية. فعلى الصعيد العملي, سيسمح فتح الممر لسكان قطاع غزة بالانتقال بحرية الى الضفة الغربية للمرة الاولى. وفي الوقت الحالي, على المقيم في غزة والراغب في الانتقال الى الضفة الغربية ان يحصل من الاسرائيليين على تصريح خاص ـ يتم اصدار هذه التصاريح بالقطارة ولفترة محددة جدا ـ او الانتقال عبر مصر والاردن. اما سياسيا فان على السلطة الفلسطينية ان تقيم تواصلا في اراضيها قضت به اتفاقيات اوسلو في 399½ ولا غنى عنه بالنسبة لقابلية حياة كيان فلسطيني. وكان باراك جدد الخميس الماضي اثناء زيارته الى ترقومية رغبته برؤية هذا الممر مفتوحا امس ولكنه اشار ايضا الى ان اسرائيل (لا تتساهل ابدا) بالنسبة الى (امنها وسيادتها) . وازاء هاتين المسألتين تصطدم المباحثات. فالاسرائيليون يريدون بالفعل المحافظة على حقهم في توقيف اي فلسطيني مطلوب من قبلهم اثناء سلوكه الممر. وبالاضافة الى ذلك يطالبون, ويبدو ان حجر العثرة الرئيسي يكمن هنا, بان يقوموا بانفسهم بتسليم البطاقات الممغنطة الخاصة الى الفلسطينيين الذين يحتاجون اليها لسلوك هذه الطريق, بينما يريد الفلسطينيون ان تكون هذه المهمة من اختصاصهم. والتبرير الاسرائيلي لهذه الناحية ذو صفة امنية اولا, اذ انهم يؤكدون رغبتهم في تجنب وقوع هذه البطاقات بين ايدي اناس غير مرغوبين. ولكنهم يريدون ايضا وبوضوح ان يظهروا حدود هذا الاجراء, فهذه الطريق (لا تشكل ممرا ذا حصانة) على حد تعبير بن عامي. ويرى المراقبون ان مماطلة اسرائيل في فتح الممر تستهدف فرض دمج تنفيذ الانسحابات المقررة وبنود الاتفاق مع مفاوضات الحل الدائم. ونقلت صحيفة القدس عن مسؤول فلسطيني قوله (إننا لا نريد أن يظل الفلسطينيون في انتظار تسلم بطاقاتهم بينما يحقق معهم مسؤولو جهاز شين بيت الاسرائيلي الامني) . وقال أعضاء فريق التفاوض الفلسطيني انه من غير المقبول أيضا أن تستمر إسرائيل في المطالبة بأن يكون لها الحق في اعتقال الفلسطينيين المسافرين عبر الممر. من جهة اخرى تظاهر مئات المستوطنين اليهود احتجاجا على الافتتاح المزمع للممر الفلسطيني قائلين انهم يخشون ان يعرض امنهم للخطر, وحمل المتظاهرون بجوار الطريق الذي يمر في كريات جات بجنوب اسرائيل لافتة كتب عليها (لا ممر امنا للارهابيين) ووقف بعض المتظاهرين يمثلون انهم فلسطينيون مسلحون يرتدون الكوفية العربية ويحملون بنادق وهمية ويلوحون بالاعلام الفلسطينية. ـ الوكالات

Email