من الملف السياسي الأسبوعي، كامل الملف في الصفحات السياسية، الافتتاحية: روسيا...السلطة الضائعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت الازمة الروسية مأزقا جديداً بالضربات العسكرية التي تشنها قواتها على الشيشان مستهدفة بعض المراكز والمنشآت الهامة والمواقع الاستراتيجية في وقت تشير التقارير الى استعدادات جارية لشن حرب برية شاملة ضد الشيشان لعزلها تماما عن الاقاليم المجاورة ومعاقبتها على دعم ثوار داغستان . ويقول بعض المحللين ان الروس ربما يكونون قد استفادوا من تجربة الناتو في حرب كوسوفو التي اعتمدت على الضربات الجوية اولا قبل الدخول في حرب برية, سيما وان الروس يحتفظون بذكرى سيئة لحرب الشيشان في عام 96, حيث تورطت موسكو انذاك في المستنقع الشيشاني وكانت خسائرها كبيرة. المأزق الروسي اكبر من الشيشان وداغستان, لان البلاد تعيش في ازمات سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية, ويتعرض اقتصادها للتدمير اليومي على يد مافيا الفساد التي اخترقت رموزا بارزة في الكرملين والقيادة الروسية وباتت تهدد النظام السياسي برمته. ان الانفجارات الاخيرة التي طالت موسكو مؤخرا وأدت لسقوط العديد من الضحايا الابرياء قد أثارت معها العديد من التساؤلات حول هذه الاختلالات الامنية التي هزت النظام وخلقت رعبا لدى المواطن الروسي الذي بات يتساءل عن حجم مسؤولية الدولة ومؤسساتها الامنية وحول الجهات المتورطة في هذه الاعمال البشعة.. وان كانت بعض الاطراف تشير بالبنان الى الجماعات الاسلامية في الشيشان وداغستان وتحملها مسؤولية ما يجري فان غير قليل من المحللين السياسيين يتوقعون ان تكون بعض رموز السلطة الى جانب مافيا الفساد هي المتورطة في مثل هذه الاعمال الارهابية بغرض تصعيد الاوضاع وتوتيرها لاعلان الطوارئ بالبلاد والغاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة لتفويت فرصة الوصول للسلطة على احزاب المعارضة والقوى السياسية الطامحة لتغيير الاوضاع. ويستدل هؤلاء المحللون على مثل هذا الطرح بالقول ان الشيشان لم يلجأوا اثناء الحرب السابقة مع موسكو رغم ضرواتها الى القيام بتفجيرات داخل موسكو لاضعاف القوات الروسية فكيف يمكن لهم الان القيام بذلك؟ والشاهد انه لا يمكن الجزم بأي من هذه التحليلات والتوقعات كون الازمة الروسية عميقة ولها ابعاد وخلفيات كبيرة تتعلق بطبيعة وتركيبة النظام السياسي وفلسفته السياسية والايديولوجية, ولكن من المؤكد ان العنصر الخارجي ليس ببعيد عما يجري من تطورات على الساحة الروسية. الملف

Email