كلينتون التقى الشرع بالبيت الابيض وبحثا دفع السلام، واشنطن تبدد قرب استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بددت واشنطن امس الامل باستئناف قريب لمفاوضات المسار السوري رغم توقعات اسرائيل باطلاقها خلال اسابيع قائلا ان استئنافها يحتاج مزيدا من الجهد والعمل وذلك في ختام اللقاء الثنائي الذي عقد امس بين الرئيس الامريكي بيل كلينتون ووزير خارجية سوريا فاروق الشرع في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض وتزامن هذا مع تلويحات اسرائيل بالتراجع عن اعلانها الانسحاب من جنوب لبنان . واكدت الولايات المتحدة في ختام لقاء كلينتون والشرع الذي لم يعلن عنه سابقا انها لا تزال مستعدة للمساهمة في استئناف مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض مايك هامر في ختام اللقاء الثنائي الذي استغرق ساعة لا يزال ينبغي بذل مزيد من الجهد, العملية جارية. واضاف ان كلينتون والشرع بحثا سبل (الدفع في اتجاه) استئناف المفاوضات. وقال هامر ان الاجتماع بين كلينتون والشرع كان بناء على طلب الادارة الامريكية ورفض الكشف عن الخطوط العريضة للقاء او اعلان ما اذا كان الرئيس الامريكي قدم مقترحات في محاولة لاطلاق المفاوضات المتوقفة منذ العام 1996. وكان الشرع الذي لم يدل بأي تصريح لدى خروجه من البيت الابيض التقى الاسبوع الماضي في نيويورك وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت على هامش اعمال الجمعية العامة. من جهته دعا وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي في كلمة القاها امام الجمعية العامة للامم المتحدة امس سوريا الى استئناف المفاوضات من دون تأخير, واضاف اقول للقادة السوريين كفى ترددا لقد حان الوقت للتحدث. وتابع ليفي: ان اللقاءات والمناقشات ليست تضحيات سياسية بل هي ضرورات اساسية مناشدا السوريين (ألا يضيعوا مجددا) الفرصة المتمثلة في المناخ الجديد السائد منذ انتخاب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. من جهة ثانية اعلن داني ياتوم مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لشؤون الدفاع والسياسة الخارجية امس ان المفاوضات بين اسرائيل وسوريا المعلقة منذ فبراير 1996 ستستأنف خلال الاسابيع المقبلة. واشار ياتوم في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية الى ان دمشق تفهم ان ثمة فرصا ينبغي الافادة منها. إلا ان صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية افادت ان الرئيس السوري حافظ الاسد يشدد مطالبه المتعلقة بالاراضي, واضافت ان الاسد يطالب ايضا بكببوتز (مستوطنة) عين جيف الواقع على الضفة الشرقية من بحيرة طبرية. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر رسمية في القدس ان السوريين يريدون ان يكون لهم وجود على طول الضفة الشرقية من بحيرة طبرية وهذا ما يعيق (استئناف) المفاوضات. واوضحت الصحيفة ان اسرائيل ابلغت بالمطالب السورية الجديدة من قبل ممثلين من الادارة الامريكية. ونفى ياتوم مزاعم يديعون احرونوت وقال لم يكن هناك على الاطلاق مثل هذا المطلب, كما لم تتم مطلقا مناقشة مثل هذا الموضوع ولن نوافق بتاتا على مثل هذا الامر اذا ما طرح على مائدة البحث. وفي سياق الاشارات المتضاربة قال ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي انه لن يقبل بأي اتفاق مع سوريا لا يحسن وضع اسرائيل الامني. واضاف في تصريحات اذاعها الراديو الاسرائيلي صباح امس انه لم يتم التوصل بعد الى صيغة تفسح المجال امام استئناف مفاوضات السلام مع سوريا. ونفى مكتب باراك ما اذاعته القناة الثانية الليلة قبل الماضية بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي مستعد لاعادة مرتفعات الجولان كاملة واكد مكتب باراك انه لم يتحدث سوى عن حلول وسط مؤلمة, وقال باراك انه لم يتم بعد التوصل الى صيغة الانقاذ لاستئناف المفاوضات مع سوريا. ونقلت يديعوت احرونوت عن خبراء قولهم ان الحديث عن استئناف محتمل للمفاوضات الاسرائيلية السورية جعل من العقارات في الجولان مصدرا جيدا للاستثمار اذا ما اخذ بعين الاعتبار انه يمكن لمالكي تلك العقارات ان يتوقعوا تعويضات مالية اذا ما انسحبت اسرائيل من الجولان. وفي دمشق دعا د. فايز الصائغ مدير الوكالة السورية للانباء (سانا) في افتتاحية صحيفة الثورة الرسمية واشنطن الى ضبط ايقاع السلام مؤكدا على بارقة امل لاستئناف المفاوضات في وقت قريب. وعلى الصعيد اللبناني لوحت اسرائيل امس بالتراجع عن اعترافها الانسحاب من جنوب لبنان اذا استمرت المواجهات هناك, وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه للاذاعة الاسرائيلية امس ان الدولة العبرية قد تعيد النظر في انسحاب جنودها من جنوب لبنان حال استمرار المواجهات. واعلن سنيه للاذاعة العامة خلال زيارة قام بها الى ما تسميه اسرائيل بـ (المنطقة الامنية) والتي يحتلها الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان ان الوضع باق على ما هو عليه ويحتمل ان نعيد النظر في عزم الحكومة سحب قواتها من المنطقة في السابع من يوليو 2000. وقال اننا نعمل جاهدين كثيرا لتغيير الوضع في اشارة الى المعارك العنيفة الدائرة منذ بضعة ايام في جنوب لبنان. واضاف نأمل ان نكون خلال صيف العام الفين في خضم المفاوضات مع سوريا, وقال ان هذا ما نعتزمه. واختتم حديثه بالقول ان اسرائيل تستبق انسحابا احادي الجانب من جنوب لبنان. ـ الوكالات

Email