ترحيل أبو مرزوق إلى إيران، الأردن يعتقل قادة حماس،انباء عن وساطة سورية وقطرية للتسوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

صعد الاردن امس المواجهة مع حركة المقاومة الاسلامية(حماس)امس حيث اعتقل اثنين من قيادييها وقام بترحيل الثالث خارج البلاد, وحرص الطرفان رغم التهديدات المبطنة على عدم وصول المواجهة الى نقطة اللاعودة في الوقت الذي خرجت فيه مظاهرات بالاراضي الفلسطينية تندد بقرار الاعتقال وفيما رحبت اسرائيل باعتقال زعيمي حماس واشارت مصادر اردنية الى مؤشرات على وساطة سورية وقطرية لتسوية الازمة فيما ناشد الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ احمد ياسين العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بالتدخل. واعتقلت السلطات الاردنية امس خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وابراهيم غوشة الناطق الرسمي للحركة اثر وصولهما صبيحة امس الى مطار الملكة علياء الدولي, بالاضافة الى اربعة مرافقين, فيما اعادت الدكتور موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي الى طهران على ذات الطائرة كونه لايحمل الجنسية الاردنية. واحيط المطار منذ ساعات الفجر الاولى بحزام امني اذ اصطفت عشرات سيارات مكافحة الشغب على جانبي الطريق المؤدي الى المطار, فيما منع مؤيدو حماس من الاسلاميين والنقابيين من دخول المطار. وقالت مصادر اردنية انه تم نقل المعتقلين بواسطة مروحية لتفادي اي مشاكل امنية على الطريق غير ان السلطات الاردنية لم تؤكد هذه الانباء, مشيرة الى ان نقل قيادات حماس تم بواسطة طرق آمنة. وعلمت (البيان) ان رجال الامن الاردني تصرفوا بلباقة وأدب مع قيادات حماس حيث تم اقتيادهم دون وضع الاصفاد في ايديهم. واعلن مسؤول اردني رفيع المستوى انه تم امس بالفعل ابعاد موسى ابو مرزوق الى الجهة التي قدم منها وهي طهران على متن نفس الطائرة التي اقلته صباحا. واوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه انه (حيث ان موسى ابو مرزوق كان قد ابرز لدى وصوله الى مطار عمان وثيقة سفر فلسطينية صادرة من مصر, فانه تم ابعاده الى الجهة التي قدم منها, وهي ايران) . واضاف المصدر نفسه انه اذا كان ابو مرزوق (تقدم بجواز السفر اليمني الذي يحوزه لدى وصوله, لكان من حقه ان يختار الجهة التي يرغب في التوجه اليها) . وكان المدعي العام الاردني قد اصدر قرارا بابعاد ابو مرزوق بعد وقت قصير من وصوله الى عمان. ودافع الاردن عن قراره امس حيث اكد نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام ايمن المجالي ان امر الاعتقال صادر عن المدعي العام وان الامر الان بيد القضاء. وقال ان الحكومة حريصة على الامن وانها ستتصدى لاي تنظيم يحاول العبث بالامن وستتخذ بحقه الاجراء اللازم وانها لن تساوم في الدفاع عن الوطن وخاصة في هذه المرحلة بالذات لانها لاتريد ان تقع بأخطاء الماضي. واكد ان الحكومة لم تعمل من اجل التصعيد بل على العكس كانت مرنة وابلغت حماس بأمر الاعتقال معربا عن اعتقاده بأن اصرار قادة حماس على العودة يعتبر رسالة تصعيد. وقال ان هذا القرار هو قرار سيادي اردني ولادخل لاية جهة به مؤكدا ان الاردن دولة قانون وان الحكومة تريد التهدئة ولكن الامر يعود للطرف الاخر فاذا اراد التصعيد فنحن جاهزون للتصعيد. واكد وزير الاعلام الاردني ان الحكومة تريد ان تبقى علاقاتها جيدة مع الحركة الاسلامية والاحزاب الوطنية وتعمل من اجل بقاء البلد والدفاع عنه. من جهته اكد مسؤول اردني رفيع المستوى ان صلابة الحكومة الاردنية في موقفها انما تعود الى ان قرار قادة حماس بالعودة الى الاردن كان بمثابة تحد لهيبة الدولة الاردنية وللقانون. وقد رفض مدعي عام محكمة امن الدولة العليا الذي تقدمت به هيئة الدفاع عن قادة حماس للافراج عنهم بكفالة لحين بدء محاكمتهم. من جانبها حذرت حماس السلطات الاردنية من تداعيات قرارها ووصفته بأنه غير مبرر, وفي بيان لها امس اكدت الحركة ادانة (الاجراء الاردني غير المبرر بحق الحركة ورموزها في عمان, ونحمل السلطات الاردنية ـ المسؤولية الكاملة عن هذه الاجراءات) . واعتبرت الحركة ان هذا القرار يمثل اجراء تصعيديا جديدا من جانب الحكومة الاردنية. غير ان الحركة اتجهت الى التهدئة في بيان ثان وزعته عقب اجتماع لها بغزة بقيادة الشيخ احمد ياسين واتجهت بالمناشدة الى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بالتدخل من اجل الافراج عن قيادييها ودعت حماس الحكومة الاردنية الى اعادة النظر في اجراءاتها. كما ناشدت العاهل الاردني (التدخل استمرارا لسياسة والده الراحل في تعزيز الوحدة الوطنية داخل الاردن ووحدة الشعبين الشقيقين الاردني والفلسطيني) . وناشد البيان (كافة ملوك ورؤساء وامراء وشعوب الامة العربية التدخل للافراج عن الاخوة المعتقلين واعادة موسى ابو مرزوق الذي تم ابعاده لتعود الامور الى ما كانت عليه سابقا في الاردن الشقيق) . وقال الشيخ ياسين فى تصريحات مساء امس ان اعتقال مشعل وغوشة ليس نهاية المطاف. واكد على ان ليس من سياسة حماس المواجهة مع اى طرف بل ابقاء خطوط الاتصال مفتوحة معه. وفي نابلس تظاهر امس المئات من طلبة جامعة النجاح الوطنية كبرى الجامعات الفلسطينية بالضفة الغربية احتجاجا على اعتقال قادة حماس. وطالب الطلبة فى هتافات رددوها اثناء المظاهرة وهم ملثمون باطلاق سراح القادة ورفعوا يافطات كتبت عليها شعارات منددة باسرائيل والولايات المتحدة الامريكية والسلطة الفلسطينية. على الصعيد الاسرائيلي... رحب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بالقبض على زعماء حماس. وقال متحدثا بالانجليزية للصحفيين اثناء تنقله فى برلين (موقف الملك عبد الله من حماس مثال على الوعي الامني والاتجاه المناهض للارهاب والموقف الشجاع الذي يضع حدا لنطاق عمل تنظيم خطير للغاية) . وعلمت (البيان) ان الحركة الاسلامية في الاردن, تلقت مؤشرات حول وساطة سورية واخرى قطرية لحل ازمة حماس في الاردن, ورحبت الحركة الاسلامية بأي جهود تبذل لحل هذه الازمة, ونقل سياسيون رفيعو المستوى لـ (البيان) انه على الرغم من اجواء الازمة, الا ان قيادات الاخوان المسلمين في الاردن تشعر بارتياح عام استنادا الى معطيات غير معلنة, لديهم بوجود تسوية مقبلة على الطريق, وفي هذا السياق قال المراقب العام بجماعة الاخوان المسلمين في الاردن لـ (البيان) ان ملف القضية لم يكتمل شكله القانوني لدى المحكمة ولم يحدد الامر بكونه جريمة او تهمة بعد, مشيرا الى انه سيطلب اليوم الخميس الالتقاء بقيادات حماس الذين تم توقيفهم. في ذات الاطار رفضت جماعة الاخوان المسلمين كشف مساعيها لايجاد تسوية لهذه الازمة, الا ان القيادة اعتبرت ان التلويح بحلها لتدخلها في حركة حماس لن يؤثر على مسعاها, واكد اسلامي بارز لـ (البيان) ان حركة حماس وجماعة الاخوان المسلمين (ليست شركات تجارية يتم حلها بقرار) . وعلمت (البيان) ان قيادات حماس, مثلت يوم امس امام المدعي العام الاردني, وسيمثلون مجددا امامه في العاشرة من صباح اليوم الخميس بتوقيت الامارات وقرر المدعي العام توقيفهم احترازيا. عمان ـ ماهر ابوطير

Email