دمشق تترقب زيارة اولبرايت لاستئناف المفاوضات، اسرائيل توسع مستوطنات الجولان وترفض وساطة فرنسية مع سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت اسرائيل امس توسيع المستوطنات اليهودية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة, وشارك ثلاثة وزراء من حكومة ايهود باراك في حفل تسمية وتدشين مستوطنة يهودية, وتزامنت هذه الخطوة مع اجتماع رئيس وزرائها ايهود باراك مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس ودعوتها لاسرائيل تحقيق سلام الشجعان في وقت التقت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية الليلة الماضية مع نظيرها السوري فاروق الشرع لبحث مبادرة جديدة لاستئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية المجمدة منذ عام 1996. وتوقعت مصادر سورية ان تعاود أولبرايت زيارة المنطقة قريبا يرافقها وفد موسع لوضع اللمسات الاخيرة لاستئناف المفاوضات, راصدة اشارة ايجابية بتأجيل المناورات الاسرائيلية التركية الامريكية لتهيئة اجواء سلمية وارضاء سوريا. واعتبرت دمشق ان المفاوضات يجب ان تتم بين متخصصين بحضور الراعي الامريكي, وليست مهرجانات ولا كرنفالات للصور التذكارية. ففي خطوة مفاجئة بدت وكأنها استجابة مباشرة لتلويح باراك لسوريا, بحد السيف وغصن الزيتون, بدأت عملية بناء 52 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بني يهودا في مرتفعات الجولان, وقبل ساعات من لقاء أولبرايت والشرع, شرع مقاولون من القطاع الخاص في تنفيذ اعمال البناء بالمستوطنة. وقال موشى ايلات الناطق بلسان وزارة الاسكان ان اعمال التوسع اقرت في عهد حكومة بنيامين نتانياهو. وشارك ثلاثة وزراء في طقس يهودي استيطاني لافتتاح مستوطنة (كنف) ومراسيم اطلاق احد الاسماء اليهودية عليها. وجاءت مشاركة الوزراء لاظهار تضامن حكومة باراك مع 17 الف مستوطن يهودي في مرتفعات الجولان السورية المحتلة. من جانبه رأى يهودا ولمان رئيس مجلس المستوطنين اليهود بالجولان ان تخفيض ميزانية الاستيطان بالجولان للعام الحالي, اشارة الى الاستعداد للانسحاب من بعض المرتفعات واعادتها الى سوريا وفقا لاتفاق سلام متوقع. واستبق باراك لقاءه الليلة الماضية مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالحديث عن تسوية مؤلمة تضمن بقاء اسرائىل الاقوى. واكدا خلال اجتماعهما في باريس وجود فرصة تاريخية للتوصل للسلام خلال فترة قصيرة. وعلى الجانب السوري طالب فايز الصائغ مدير وكالة الانباء السورية (سانا) الاسرائيليين بالتوجه الى طاولة المفاوضات لاستكمال ماتبقى على اجندة السلام التي توقفت بقرار اسرائىلي. وشدد على أن السلام نصوص ومواثيق وليس كرنفالات ومهرجانات للصور التذكارية. وقال في افتتاحية صحيفة الثورة الرسمية ان المفاوضات يجب ان تتم بوفد متخصص في مواجهة وفد مماثل بحضور الراعي الامريكي. ومن ناحيته دعا راديو دمشق الرسمي باراك لتحقيق سلام الشجعان قائلا ان ذلك هو المطلوب اذا كان يرغب في صنع السلام. ومن جهة ثانية ذكرت مصادر اعلامية في دمشق ان تأجيل المناورات البحرية الثلاثية (تركيا ـ اسرائيل ـ امريكا) قد جاء بطلب من اسرائيل من اكتوبر الى ديسمبر المقبل بهدف معاودة المفاوضات مع سوريا, وارضاء لها واظهار رغبة الحكومة الاسرائيلية في استئناف المفاوضات. واوضحت تلك المصادر نقلا عن معلومات للمخابرات الامريكية ان قرار التأجيل وافق رغبة في تهدئة الخواطر العربية وان اسرائىل تعتقد ان تأجيل المناورات سيؤمن اجواء افضل لاستئناف المفاوضات التي قد تبدأ خلال الاسابيع المقبلة, وكان ايهود باراك قد ابلغ حكومتي تركيا وامريكا ان اختيار اكتوبر المقبل لاجراء المناورات هو أسوأ توقيت. واشارت المصادر الاعلامية الى ان المناورات المذكورة قد تلغى نهائيا في حال انطلقت المفاوضات على المسار السوري.

Email