الخارجية الاسرائيلية اعتبرته (صفعة) قوية لديفيد ليفي، عرفات التقى باراك سراً في تل أبيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اجتماعا سريا الليلة قبل الماضية استغرق90دقيقة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قرب تل ابيب في منزل الأخير بحضور محمود عباس(أبومازن)أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وياسر عبد ربه رئيس الفريق التفاوضي الفلسطيني, ومن الجانب الاسرائيلي داني ياتوم رئيس الموساد السابق والمستشار الأمني لباراك . وأجمع الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي على الاشادة باللقاء السري ووصف بأنه ايجابي واستهدف توفير وتهيئة الاجواء الايجابية للمفاوضات حول الوضع النهائي, فيما أعرب ديفيد ليفي وزير الخارجية الاسرائيلي عن استيائه وتحفظه لعدم اطلاعه مسبقا على اللقاء السري. وانفردت الاذاعة العبرية بالكشف عن تفاصيل اللقاء بين عرفات وباراك في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية, مؤكدة انه تم في منزل محمود عباس (أبومازن) برام الله, وهو ما نفته مصادر فلسطينية رسمية, موضحة ان اللقاء عقد في منزل باراك في احدى ضواحي تل أبيب. وقالت الاذاعة العبرية ان عضو الكنيست العربي أحمد الطيبي قام بالكشف عن هذا اللقاء وقال ان اللقاء استهدف دراسة الخطوات وآلية اجراء المفاوضات حول الوضع الدائم المزمع الشروع فيه قريبا. وأعرب ليفي عن استيائه وتحفظاته من عدم اطلاعه مسبقا على عقد اللقاء السري. واعتبرت أوساط في الخارجية الاسرائيلية تغيب ليفي (صفعة) قوية له, في حين اتصل باراك بوزير خارجيته واعتذر عما وصفه بالخلل الفني, وأكد ان ليفي شريك كامل بكافة التحركات السياسية. وقال ليفي انه يدعم مثل هذه اللقاءات السرية, وأشار ليفي إلى انه اتفق مع محمود عباس خلال اجتماعهما في حاجز بيت حانون الاسبوع الماضي على ضرورة عقد اجتماعات دورية بين باراك وعرفات وليس فقط وقت الازمات. وقال مكتب باراك في بيان ان عدم ابلاغ ليفي بالاجتماع كان سهوا وان باراك ابلغ ليفي انه سيتحرى عن كيفية حدوث ذلك. واضاف البيان ان (باراك يعتبر دافيد ليفي شريكا كاملا واساسيا في عملية السلام) . وأشاد وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه بايجابية وأهمية اللقاء ومناخه الطيب للتهيئة لمفاوضات الوضع النهائي, مشيرا الى ان باراك لم يقدم أسماء فريقه المفاوض. وأوضح عبد ربه في تصريح لوكالة فرانس برس ان (اللقاء كان جولة بحث عامة حول مجمل القضايا المطروحة ومن اجل خلق مناخ موات لبدء مفاوضات جادة ومثمرة حول قضايا التسوية النهائية وكذلك ضمان تنفيذ اتفاقيات المرحلة الانتقالية) . واضاف (تم التركيز على ضرورة اجراء المفاوضات في اجواء مواتية وصحيحة.. كما عبر الطرفان عن حرصهما على تنفيذ كافة التزاماتهما الواردة في الاتفاقيات الموقعة بينهما خاصة وان المطلوب هو انهاء مفاوضات التسوية النهائية خلال عام) . ووصف عبد ربه الاجتماع بأنه كان (مهما وايجابيا) مشيرا في الوقت نفسه الى ان الجانب الفلسطيني اكد خلاله انه (يعطي اهمية كبيرة للاجراءات الاسرائيلية التي تتخذ على الارض وبشكل خاص الاجراءات الاستيطانية التي طالبنا بوقفها التام) . واشار عبد ربه الى انه( تم التفاهم على الاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات في المستقبل.. وذلك يعتمد على كيفية سير المفاوضات وتطور الامور على الارض) . وأعرب عبد ربه عن توقعه بدء المفاوضات خلال الأيام المقبلة, وجدد رفض السلطة للتوطين, مؤكدا على التمسك بحق اللاجئين في العودة الى الاراضي المحتلة وليس مناطق السلطة والتي لايزيد عمرها على خمس سنوات في حين بلغ عمر قضية اللاجئين اكثر من نصف قرن وشدد عبد ربه على ضرورة انهاء الوجود الاستيطاني. وقال عبد ربه ان موضوع الدولة الفلسطينية ليس موضوعا للتفاوض او البحث مع الجانب الاسرائيلي خلال المفاوضات فالموضوع المطروح هو تنفيذ قرار مجلس الامن 242 والانسحاب, اما حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والشكل الذي يريده الفلسطينيون من اجل تقرير المصير فهذا شأن فلسطيني. وعلى صعيد ذي صلة توقع يوسي بيلين وزير العدل الاسرائيلي التوصل الى تسوية دائمة بحلول 13 سبتمبر عام 2000 وقال انه واثق من تحقق سلام بصيغة الحل الوسط مابين الخطوط الحمراء للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. من جهة اخرى اكد شيمون بيريز وزير التطوير الاقليمي قيام دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح بجوار دولة اسرائيل وقال في حوار نشرته صحيفة (الشرق الاوسط) امس انه لن يكون بمقدور اسرائيل فرض الحصار على الدولة الفلسطينية بعد قيامها.

Email