أجواء المصالحة تسيطر على اجتماع المجلس الوزاري العربي،العراق يعرض تصحيح أخطاء الماضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيطرت أجواء المصالحة على اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية أمس والذي استمر يوما واحدا عززها اقتراح الأمين العام للجامعة عصمت عبدالمجيد ببحث آلية ما أسماه بالحوار العربي مع العراق الذي عرض استعداده لتصحيح أخطاء الماضي في اشارة لغزوه الكويت عبر حوار عقلاني مع تصدر المسألة العراقية لمناقشات الوزراء, خاصة ان العراق ممثلا بوزير خارجيته محمد سعيد الصحاف يتولى رئاسة الدورة . ومن المقرر ان يعقد عبدالمجيد اليوم مؤتمرا صحافيا يعلن في نتائج الاجتماعات. وطالب عبدالمجيد في كلمة افتتح بها الدورة الـ 112 لوزراء الخارجية العرب التي عقدت بمقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس, بوقفة عربية صادقة مع النفس لعلاج أخطاء الماضي بالحوار الهادىء بموضوعية لحماية الأمن القومي العربي. واقترح عبدالمجيد ما أسماه بالحوار العربي مع بغداد, وتأسيسا على ذلك, عرض عبدالمجيد تفاصيل الرسائل المتبادلة بينه وبين الرئيس العراقي صدام حسين التي كان آخرها رسالة جوابية حملها الى عبدالمجيد وكيل الخارجية العراقي نبيل نجم المتواجد في القاهرة منذ اسبوع, عرض فيها صدام رغبته باجراء حوار عقلاني لتصحيح أخطاء الماضي. واقترح عبدالمجيد على الوزراء بحث آلية للحوار مع العراق, ولم يجد اقتراحه أي تحفظ أو اعتراض من الوزراء المشاركين, كما طرح بحث التعامل العربي مع اجتماع مجلس الأمن الذي سيتم بعد اسبوعين لبحث استمرار فرض العقوبات على العراق. وأشارت مصادر عربية مشاركة في الاجتماعات لـ (البيان) الى احتمالات ان يقدم العراق تنازلات بهدف انجاح الحوار العربي العراقي, وان تنسيقا بشأن ذلك تم مع مصر والجامعة العربية, وأن وزير الخارجية المصري عمرو موسى ناقش ذلك مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في اجتماع مغلق بينهما. ودعا الأمين العام في كلمته الافتتاحية الى انهاء ايران احتلالها لجزر الامارات الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى, والكف عن ممارسة فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة في هذه الجزر, وطالب ايران بالدخول في مفاوضات جادة مع دولة الامارات العربية المتحدة لحل النزاع القائم وفق مبادىء وقواعد القانون الدولي بما في ذلك احالة النزاع الى محكمة العدل الدولية للفصل فيه. وقال: نحن نتطلع الى تعزيز وتوسيع آفاق التعاون مع جمهورية ايران ترسيخا للروابط العديدة التي تجمع الجمهورية الايرانية بالأمة العربية واننا نأمل ان تستجيب القيادة الايرانية لمبادرات دولة الامارات العربية المتحدة في هذا الشأن, وأثق ان انهاء هذه القضية يكون حافزا لانطلاقة جديدة لمستقبل العلاقات العربية الايرانية جميعها ويعزز دعائم الأمن والاستقرار في منطقة الخليج. من جانبه دعا الوزير العراقي الصحاف لدى تسلمه رئاسة الدورة لأول مرة منذ تسع سنوات الى حل المشاكل بالحوار البناء. في وقت اكدت الكويت على لسان رئيس وفدها وزير الدولة للشؤون الخارجية سلمان ماجد الشاهين انها تشارك بقلب وعقل مفتوحين على الاجماع العربي. ووجه الصحاف اتهاما للولايات المتحدة بأنها تسعى الى فرض ارادتها على منطقة الشرق الأوسط بكاملها وبأنها تمنح اسرائيل معاملة افضل. وطالب الصحاف بإنهاء العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الأمم المتحدة على بلاده منذ غزوه الكويت في عام 1990, كما طالب بوقف الهجمات الجوية البريطانية الأمريكية داخل مناطق الحظر الجوي في شمال وجنوب العراق. وناشد الصحاف أيضا الدول العربية تنحية خلافاتها جانبا وضم صفوفها. وقوبلت تصريحات الوزير العراقي بالتصفيق من جميع الوفود باستثناء الوفد الكويتي. وقال دبلوماسيون عرب انه كان واضحا ان بغداد قد اقتربت خطوة اخرى باتجاه اعادة دمج نفسها في الجسد العربي. وبعد رفع الجلسة الافتتاحية عقد وزراء الخارجية بحضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جلسة تشاورية مغلقة اقتصرت على وزراء الخارجية فقط لمناقشة مجمل الأوضاع العربية وكل القضايا التي سيطرحها الوزراء. وصرحت مصادر الاجتماع بأن عقد هذا الاجتماع المغلق جاء بناء على طلب بعض الوزراء حتى يمكن طرح موضوعات لا يمكن طرحها رسميا, مشيرا الى ان كل القضايا العربية مطروحة وكل وزراء الخارجية العرب لهم مطلق الحرية في المشاركة في هذا الاجتماع المغلق أو عدم المشاركة, كما ان لهم الحق في طرح كل القضايا لأن هذا الاجتماع ليس له جدول أعمال. وأوضحت المصادر ان هناك عدة قضايا رئيسية تمت مناقشتها في هذا الاجتماع, وهي امكانية عقد قمة عربية, وسبل عودة التضامن العربي وعملية السلام ورفع المعاناة عن الشعب العراقي. وزادت التوقعات المتفائلة بسيادة اجواء تصالحية على مشاورات الوزراء العرب في جلساتهم المغلقة, وصولا الى قرارات تصب في خانة تنقية الاجواء, ودعم الاطراف العربية في مفاوضات التسوية التي اقتربت من اعتاب الحل النهائي, وتبني موقف موحد يرفض توطين اللاجئين ويؤكد حقهم في العودة لدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف, واستعادة كامل الجولان السوري المحتل, وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للجنوب اللبناني.

Email