اقتراح من باراك حملته اولبرايت خلال زيارتها، دمشق رفضت استئناف المفاوضات مع وعد اسرائيلي بالاعتراف لاحقا بتعهدات رابين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت تقارير صحافية عن رفض دمشق لاقتراح اسرائيلي حملته وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت باستئناف المفاوضات على مستوى وزاري مع وعد لاحق بالاعتراف بخطة اسحق رابين وسط تأكيد اولبرايت استمرار الجهود لاستئناف المفاوضات هذه وترحيب دمشق بالجهود الامريكية ومواصلة هجومها على اتفاق(واي2)الفلسطيني ـ الاسرائيلي . وقالت صحيفة النهار اللبنانية امس ان العرض الاسرائيلي الذي حملته أولبرايت إلى الرئيس السوري حافظ الاسد تضمن دعوة سوريا لمعاودة المحادثات (مع وعد بالاعتراف لاحقا بوديعة رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل إسحاق رابين) . وتصر سوريا على أن رابين تعهد لها بالانسحاب الكامل من الجولان إلى حدود الرابع من يونيو عام 1976 في إطار التوصل إلى تسوية سلمية بين البلدين. وقالت (النهار) ان سوريا رفضت العرض خشية أن يكون (خدعة) وخشية أن يكون باراك يسعى إلى (توريطها ليتملص لاحقا من كل الجهود التي بذلت في خمس سنوات خصوصا وان ولاية الرئيس بيل كلينتون ستنتهي بعد سنة) . وقالت النهار ان أولبرايت (تفهمت مخاوف سوريا) ووعدت (بتحرك أمريكي جدي) مع الطرفين إلى حين لقائها المقرر مع نظيرها السوري فاروق الشرع في نيويورك في نهاية الشهر الجاري على هامش جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة. وأضافت الصحيفة أن أولبرايت (لا تنكر وديعة رابين لدى الادارة الامريكية لكنها تحرص على عدم إعلانها لئلا تحسب على الجانب السوري ضد الاسرائيلي) . ومن جهة ثانية ذكرت صحيفة المستقبل التابعة لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري نقلا عن مصادر سورية قولها أن سوريا رفضت ما عرضته أولبرايت على نظيرها السوري فاروق الشرع السبت الماضي حول رفع مستوى المفاوضات السورية الاسرائيلية إلى مستوى وزيري الخارجية. وقالت الصحيفة ان سوريا رفضت الاقتراح على اعتبار أنه (ليس جديدا وان المهم مضمون المفاوضات وليس شكلها) . أولبريت من جهتها أكدت أن الاتصالات سوف تتواصل خلال الايام والاسابيع المقبلة مع كافة الاطراف المعنية بعملية السلام فى الشرق الاوسط لتفعيل المسار السورى والوصول الى سلام شامل فى المنطقة. وقالت فى تصريحات لشبكة (سي ان ان) الاخبارية الامريكية امس أن الرئيس السورى قد يرى فى ابرام اتفاق شرم الشيخ فرصة لدفع المسار السورى مشيرة الى أن زيارتها الاخيرة الى سوريا ولبنان والتى تعد الاولى منذ عامين ترجع الى اعتقادها بأن هناك تحركات حقيقية لتحقيق السلام فى المنطقة منذ تولى حكومة ايهود باراك رئيس الوزراء السلطة فى اسرائيل حيث انها تتحدث عن تحقيق السلام الشامل فى المنطقة. وأضافت ان الولايات المتحدة ترى ضرورة انسحاب القوات (الاجنبية) من لبنان وتؤيد وحدة وسلامة اراضى لبنان. وفي دمشق قالت صحيفة البعث الحكومية الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم في مقال افتتاحي ان (مقولة التنسيق الامريكي الاوروبي تشكل أرضية صالحة لاطلاق عملية السلام في المنطقة) . وأضافت أن (الدور الاوروبي بات على أهميته لا يمكن تجاهله كما كان في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو الذي أوصد الابواب تماما أمام هذا الدور) . وأشارت البعث إلى تصريحات المنسق الامريكي لعملية السلام دينيس روس حول انخراط الرئيس الامريكي بيل كلينتون الجدي في محاولة كسر الجمود على المسار السوري الاسرائيلي وقالت (ان تلك التصريحات تشجع على التفاؤل وتزيد من فرص الوصول إلى تحقيق سلام في الشرق الاوسط) . وواصلت صحيفتا الثورة وتشرين الحكوميتان هجومهما على اتفاق (واي ـ 2) وقالتا ان الاتفاق الذى يعرف بواى 2 المعدل جاء اسوأ بكثير من الاصل) . واعتبرت (الثورة) الاتفاق بانه انجاز هام للحكومة الاسرائيلية وتفريط جديد بالقضية الفلسطينية وقالت (ان متابعة تفصيلات الاتفاق الام والاتفاقات اللاحقة المعدلة والمستبدلة تشبه الدوامه التى يفقد فيها المرء التوازن مما يجعل من السهل القول انه شأنهم مع انه شأن قومى) . ونبهت الصحيفة الى خطورة تكريس اسلوب واى 2 فى التفاوض الذى يوازيه اسلوب فى القبول والرضى وبالاصح التنازل والاستسلام بحيث يكون هذا الاسلوب سابقة قابلة للتكرار او للتكريس تطبق على شأن اخر او مسار اخر. ومن جانبها وصفت (تشرين) الاتفاق المعدل بأنه جاء اسوأ بكثير من الاصل رغم ان الاصل كان فى اساسه سيئا ويخدم مصلحة اسرائيل. وقالت ان رئيس وزراء اسرائيل حرص على ان يبقى اتفاق شرم الشيخ الجديد غامضا بحيث تحتاج كل فقرة فيه الى اتفاق جديد وتكون اسرائيل هى المرجعية الاساسية لتفسير اوجه الغموض فيه. واكدت الصحيفة ان ماقام به باراك على المسار الفلسطينى لايوحى بالثقة ويزيد الشكوك حول رغبته فى انجاز سلام حقيقى فى المنطقة واذا كان يراهن على امكانية حدوث تغيير فى مواقف سوريا فيما يتعلق بمبادئ استئناف المفاوضات فان هذا الامر لن يحدث ابدا. ونبهت الصحيفة الى ان ماحدث مع السلطة الفلسطينية بشأن اعادة النظر بالالتزامات السابقة وفرض اتفاقات جديدة تخدم مصالح اسرائيل لن يتكرر ابدا على المسار السورى. ـ الوكالات

Email