مائة وعشرون قتيلاً وفرار عشرات الآلاف،الفوضى تعم تيمور الشرقية،جاكرتا تتهم الأمم المتحدة بالفشل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لاحت نذر حرب أهلية في تيمور الشرقية غداة الاعتراف باستقلالها وانفصالها عن اندونيسيا, وعمت الفوضى العاصمة ديلي, التي حولتها الميليشيات الموالية لجاكرتا الى مدينة أشباح هجرها عشرات الآلاف من السكان, وحوصر مقر الأمم المتحدة, واحرقت المنازل وفندق يقيم فيه الصحفيون الاجانب, فيما احتجز صحفيون فرنسيون داخل أحد البنوك . ولقي 120 شخصا مصرعهم تحت سمع وبصر القوات الاندونيسية في وقت وصل الجنرال ويرانتو وزير الدفاع برفقة ثلاثة وزراء الى ديلي, وحمل علي العطاس وزير الخارجية الأمم المتحدة مسؤولية العنف مشككا بنتائج الاستفتاء لصالح الانفصاليين الذين هددوا بمعاودة اللجوء للسلاح لردع الميليشيات. وافادت وكالة الانباء البرتغالية ان الميليشيات المؤيدة لاندونيسيا هاجمت واحرقت فندق مهكوتا حيث يجتمع الصحافيون الذين ما زالوا في ديلي, عاصمة تيمور الشرقية. واضافت الوكالة البرتغالية ان مقر بعثة الامم المتحدة في تيمور الشرقية محاصر وان موظفين من الامم المتحدة كانوا ايضا في الفندق عندما بدأ الهجوم. وقالت ان رئيس المفوضين المكلفين الاشراف على الانتخابات الذي كان موجودا في الفندق اقتادته الشرطة بالقوة الى المطار. وأكدت الوكالة البرتغالية أخيرا ان عسكريين اندونيسيين حلوا محل الشرطيين الذين كانوا يتولون الأمن في المطار. وذكر راديو فرنسا الدولي ان صحفيين فرنسيين من صحيفة (ليبراسيون) ووكالة (فرانس برس) محتجزين داخل احد بنوك ديلى بعد تعقب الميلشيات المسلحة الموالية لأندونيسيا لهما. واوضح الراديو ان الصحفيين الفرنسيين اللذين اشارت الانباء في البداية الى تعرضهما للاختطاف اجريا اتصالات من داخل البنك بالسفارة الفرنسية وكانا قد فضلا البقاء فى تيمور الشرقية لمتابعة تطورات الاحداث بها رغم الاوامر الصادرة الى كل الصحفيين الاجانب بسرعة مغادرتها. وذكرت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) ان الميليشيات سيطرت على مدن هامة وطردت السكان كما حرقت المنازل ووضعت المتاريس فى الطرقات وأقامت حصارا ضد مجمعات الامم المتحدة فى جو من التخويف بموافقة ضمنية من المسؤولين عن قوة امن الاقليم البالغة 20 ألف فرد. وقد القى على العطاس وزير خارجية اندونيسيا خلال زيارة ديلي امس باللوم على الامم المتحدة لحالة العنف, وقال ان هذا العنف جاء نتيجة الفشل فى التحقيق فى الاتهامات بحدوث مخالفات لصالح الانفصاليين حيث اشتعلت النيران في اكثر من 300 منزل فى ضواحى العاصمة ديلى بينما احترقت عشرات المنازل فى مدن اخرى فى الاقليم المضطرب ولجأ اكثر من 25 الف شخص الى الكنائس والى مقر شرطة ديلى بينما فر عدد كبير الى التلال المجاورة. وفي جاكرتا أعلن زعيم حركة الاستقلال المعتقل جانانا جوسماو ان أكثر من 120 شخصا لقوا حتفهم بينهم 25 في هجوم على مقر اسقفية بالعاصمة. ونقلت وكالة انباء (كيودو) اليابانية عن جوسماو قوله ان العناصر النشطة المؤيدة للاستقلال ابلغته بأن هؤلاء الضحايا سقطوا نتيجة لهجمات الميليشيات الموالية لجاكرتا وتركز معظمها في الجزء الغربي من الاقليم. وهدد تاور ماتان رواك زعيم المقاتلين التيموريين بعودة مقاتليه لحمل السلاح ضد الميليشيات طالما ان الحكومة الاندونيسية تشجع العنف لاجهاض نتائج الاستفتاء. وقال في تصريحات لراديو البرتغال ان صبر المقاتلين نفد, ولن نستمر في تحمل الاهانات, وترك الامور يؤدي الى اشاعة الفوضى والخراب محذرا من رد يشمل تيمور الشرقية كلها. وفي الوقت نفسه حثت وزارة الخارجية اليابانية الرعايا اليابانيين على مغادرة تيمور الشرقية, وتم الآن وضع هذا الاقليم على المستوى (5) بتصنيف الوزارة لمناطق الخطر ذي المستويات الخمسة. وقامت الوزارة باستئجار طائرة من شركة طيران محلية اندونيسية تتسع لثمانين راكبا لنقل الرعايا اليابانيين من ديلي عاصمة الاقليم الى أوجونج باندانج في سولاويزي صباح اليوم. ـ الوكالات التيموريون يفرون من العاصمة بالآلاف خوفا من عنف الميليشيات. ـ أ.ف.ب جندي اندونيسي يلوح لمصورين صحفيين بعدم التقاط صور الفرار على متن طائرة عسكرية. ـ أ.ف.ب

Email