من اجل استعادة مكانتها عربياً، الكويت تفتح نافذة اقليمية عبر زيارة عبدالله الثاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحب وزير الاعلام الكويتي الدكتور سعد بن طفلة العجمي بزيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للكويت غدا الاثنين, وقال ان بلاده تعتبرها زيارة تاريخية . وحول قضية العمالة الاردنية قال بن طفلة في تصريح خاص لـ (البيان) انه ليس هناك مشكلة في هذا الجانب والباب مفتوح, فحاجة السوق هي التي تحدد الحاجة الى العمالة الوافدة, وان ما يواجهه الاقتصاد الكويتي من اعادة هيكلية يجعلنا نشك في قدرته على استيعاب أية عمالة اضافية وسياسة احلال العمالة الوطنية في الدولة هي المكرسة حاليا, أما القطاع الخاص فله كامل الحرية في استقدام العمالة التي يحتاج اليها. ونفى وجود مطالب اردنية بتسوية موضوع التعويضات, وتأتي زيارة العاهل الاردني التي ترافقه فيها عقيلته الملكة رانيا ووفد دبلوماسي كبير في ظل تحرك سياسي عربي واقليمي تشهده الكويت منذ أكثر من اسبوعين, حيث زارها أكثر من مبعوث سعودي والعقيد بشار الاسد نجل الرئيس السوري حافظ الاسد, وكذلك وزير الخارجية التركي اسماعيل جم ومسؤول ايراني, بالاضافة الى الاتصالات المكثفة التي تتم عبر القنوات الدبلوماسية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والكويت وكذلك على المستوى العربي. زيارة الملك عبدالله للكويت ترى فيها الأوساط السياسية الكويتية نافذة أخرى تفتحها الكويت لاستعادة مكانتها عربيا واقليميا بما يجعلها مفتاحا لأكثر من ملف وأهمها الملف العراقي والملف الاسرائيلي العربي والكويت معنية بالملفين. وتشير الزيارة حسب العديد من المراقبين في الكويت الى ان العلاقات الكويتية ـ الاردنية سوف تشهد آفاقا جديدة تستعيد بها المستوى المتميز الذي كانت عليه قبل الغزو العراقي للكويت عام ,1990 وخاصة في ضوء توافق ارادة المسؤولين في كلا البلدين على تجاوز سلبيات تلك المرحلة, والتركيز على ما فيه الصالح المشترك وتسوية كافة المسائل المعلقة التي يمكن ان تعوق دفع علاقات التعاون الثنائي فيما بينهما في مختلف المجالات. وتسلم الشيخ صباح الاحمد الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الثلاثاء الماضي, أوراق اعتماد محمد سليمان القرعان كأول سفير فوق العادة للأردن لدى الكويت بعد ان تم تجميد العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ الغزو العراقي للكويت عام ,1990 والتي تم الاتفاق على استئنافها في مارس الماضي, حيث اعاد الاردن افتتاح سفارته في العاصمة الكويتية وظل القرعان قائما بأعمال بلاده هناك حتى تمت ترقيته من قبل السلطات الاردنية مؤخرا الى درجة سفير فوق العادة. وجاء رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الاردن والكويت قبيل زيارة الملك عبدالله بن الحسين, وهي أول زيارة لعاهل أردني لدولة الكويت منذ حرب الخليج الثانية عام ,1990 حيث اتسمت العلاقات بين الدولتين بقدر كبير من التوتر والفتور. انعكس سلبا على مختلف مظاهر العلاقات الثانية بينهما, وذلك بسبب مساندة الاردن للعراق منذ غزوه الكويت واحتلالها خلال الفترة من أغسطس 1990 حتى فبراير 1991. وتكتسب زيارة العاهل الاردني للكويت اهميتها ليس فقط لكونها تتويجا لجهود استعادة مناخ العلاقات المتميزة بين بلاده والكويت وتجاوز الاخيرة عن السلبيات التي اعترت تلك العلاقات وتقديرها للظروف التي حدت بالاردن الى عدم الانضمام للتحالف الدولي الذي استهدف تحرير الكويت من الغزو العراقي, بل بالنظر ايضا للظروف المصاحبة لهذه الزيارة والتي يتعلق بعضها بمستجدات الأوضاع الداخلية في الاردن, وبعضها الآخر بتعدد القضايا والموضوعات التي يمكن ان يتطرق اليها الملك عبدالله والوفد المرافق له خلال مباحثاته مع الشيخ جابر الاحمد الصباح أمير دولة الكويت والمسؤولين الكويتيين, وفي هذا الاطار يشير المراقبون الى ان الحكومة الكويتية أدركت خلال السنوات الأخيرة ان مطلب الحفاظ على علاقاتها المتميزة مع كافة الدول العربية ودعم التضامن العربي, يستوجب ان تتجاوز عن مواقف بعض الدول العربية التي كانت تسمى بـ (دول الضد) لكونها ساندت الغزو العراقي للكويت, أو لم تشارك في الموقف العربي والدولي العام الذي ندد بهذا الغزو وشارك بجهود فعلية في انهائه وتحرير الكويت في فبراير من عام 1991 (تمثلت هذه الدول وقتئذ في كل من: الاردن, السودان, اليمن, ومنظمة التحرير الفلسطينية) . وقد حرص الشيخ صباح الاحمد على التعبير عن ترحيب بلاده المبكر بالزيارة المرتقبة للعاهل الاردني, وذلك عندما صرح في مطلع شهر اغسطس المنصرم بقوله: (ان العلاقات الاردنية ـ الكويتية قطعت شوطا كبيرا نحو التعاون المشترك في مختلف المجالات, وانه لاشيء الان اسمه دول الضد, واننا نتعاون لخدمة المصالح العربية والقومية) في اشارة من جانبه الى ان استئناف العلاقات ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الى مستوى السفراء مع الاردن قد سبقه خلال العام الحالي اجراء مماثل مع كل من السودان واليمن. كما ان زيارة الملك عبدالله بن الحسين المرتقبة للكويت تعد استكمالا للجولة التي قام بها لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقب توليه مسؤولية الحكم خلفا لوالده الراحل في فبراير الماضي, والتي أبدت دول المجلس اهتماما ملموسا بتنشيط علاقاتها الثنائىة مع الاردن وخاصة في المجال الاقتصادي بغية مساندة العاهل الاردني الجديد على مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه بلاده, فإن هذه الزيارة تأتي ايضا عقب الزيارة التي قام بها العقيد الركن بشار الاسد نجل الرئيس السوري, الامر الذي يعكس في مجمله مدى اهتمام وحرص القادة والرؤساء العرب على استعادة روح التضامن العربي وتجاوز السلبيات التي طرحها الغزو العراقي للكويت على تماسك الصف العربي وقتئذ. وترتبط الكويت مع الاردن بالعديد من الاتفاقات في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري منذ 19 نوفمبر عام 1986 وتضمنت هذه الاتفاقيات تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية وتوسيع مجالات العمل في مختلف الانشطة التجارية والاقتصادية بين البلدين. ويرتبط البلدان باتفاقية تشكيل لجنة كويتية اردنية مشتركة لمتابعة تنفيذ احكام الاتفاقيات وماينبثق عنها من بروتوكولات. ويظهر الميزان التجاري بين الكويت والاردن تراجعا الى مستوى التلاشي بعد احتلال العراق للكويت في اغسطس عام 1990 ثم اخذ يعود للنمو منذ عام 1995 لكنه مازال بعيدا عن المستويات التي كان عليها قبل الغزو العراقي للكويت. وبلغ حجم الصادرات الاردنية للكويت عام 1998 نحو 24.2 مليون دينار اردني شملت صادرات الضأن الحي 2.6 مليون دينار والخضروات 17.5 مليونا والفواكه الطازجة 2.4 مليون وحجر البناء 0.8 مليون والبلاستيك 0.4 مليون وكربونات الكالسيوم 0.5 مليون دينار اردني. وبلغ حجم الواردات الاردنية من الكويت في العام نفسه 1.9 مليون دينار اردني اشتملت على 0.9 مليون دينار من حبيبات البروبولين و0.8 مليون من اسمدة اليوريا و100 الف دينار من الواح الجبس و100 الف دينار من ثلاجات العرض. كما ان هناك العديد من الاستثمارات الكويتية في الاردن اضافة الى اتفاق التعاون الموقع بين الحكومة الاردنية والمجموعة الاستثمارية العقارية الكويتية عام 1975.الكويت ـ أنور الياسين:

Email