قطار الرفع المغناطيسي يتجاوز الخيال العلمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلن فريق من العلماء والمهندسين الامريكيين في معمل لورنس ليفرمور الوطني عن تطويرهم لنظام جديد للرفع المغناطيسي يمكن استخدامه في القطارات والصواريخ على نحو يتجاوز التجارب التي تجرى حاليا في المانيا واليابان على القطارات السريعة . وقالوا انهم نفذوا بالفعل نموذجا تجريبيا في الطابق الارضى من المعمل لايضاح المبدأ الذي يعمل به هذا النظام وقد ثبت نجاحه بوضوح في مجال القطارات والصواريخ وهو الامر الذي اقتنعت به ادارة الملاحة الجوية والفضاء الامريكية. وخلافا للتقنيات الالمانية واليابانية التي تقوم على اساس وضع وحدات كهرومغناطيسية في قضبان القطار وفي اسفار عربات القطار بحيث تتنافر هذه الطبقات فترفع القطار بمقدار بوصة عن القضبان مما يقلل الضجيج والاحتكاك ويتيح سرعة للقطار تصل الى مايتجاوز 200 ميل في الساعة فإن التقنية المستخدمة في ليفرمور تعد مختلفة تماما وبسيطة على نحو مذهل, فبدلا من الاعتماد على طبقات الوحدات الالكترو مغناطيسية المستخدمة في المانيا واليابان لجأ الفريق الامريكي الى مغناطيسيات دائمة من النوع الذي تستخدمه في بيتك لتعليق شيء على باب الثلاجة. ويوضح عالم الفيزياء ريتشارد بوست الذي يتولى رئاسة الفريق الامريكي انهم اعتمدوا على مايعرف باسم نظام هالباخ وهو ابتكار تمكن بمقتضاه العالم كلاوس هالباخ من ابقاء الاجسام المشحونة كهربائيا في مسار محدد خلال مسرع لحركة الاجسام بحيث تقتصر في حركتها على ملازمة شعاع ليزري دقيق, بعد ان قام بتوزيع المغناطيسات الدائمة حول المسرع في اطار النظام الذي يحمل اسمه. ويتابع بوست ان هذا النظام يتيح اقصى استفادة من المادة المغناطيسية وهو ماتم توظيفه في القطار التجريبي في ليفرمور المسمى باسم (اندكتراك) . ويضيف ان المغناطيسات الدائمة مثبتة بأسفل القطار ومع انطلاقه على القضبان فإنها تمر على طيات سلبية من السلك النحاسي موجودة في القضبان مما يولد تيارا في هذه الطيات ينتج بدوره مجالا مغناطيسيا وهذان المجالان المغناطيسيان يتنافران ويرفعان القطار عن القضبان. وتستخدم عجلات القطار الى ان تبلغ سرعته ميلا واحدا في الساعة وعندها تتولد طاقة الرفع المغناطيسي التي تستطيع رفع القطار بالكامل واذا حدث اي مشكلة في النظام فإن القطار يعود الى الاستقرار على عجلاته حتى التوقف التام. ويقول بوست ان المشروع لفت انظار وكالة الفضاء الامريكية التي تسعى لاستخدام هذه التقنية بدلا من اللجوء الى الوقود العادي وهو مايعني توفير من 30% الى 40% من الوقود المستخدم في الصواريخ. ويتحفظ مهدي مرشد المدير التنفيذي لهيئة السكك الحديدية عالية السرعة بقوله ان الهيئة درست النماذج الموجودة في المانيا واليابان وهي مؤثرة حقا ولكن هل يتاح لها او لاي نظام من هذا النوع الصمود في مواجهة مشقات عمليات النقل الفعلية بالقطارات للركاب؟ ويضيف انك اذا كنت ستصنع قطارا من الصلب فمن حقك على الاقل الذهاب الى حيث قام آخرون بصنع مثل هذا الشيء وفحصه بدقة متناهية. واشنطن ــ البيان

Email