تل ابيب تهاجم.. فتاة من إسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

في اطار مساعيها الدائمة لرصد (ترمومتر) رفض التطبيع معها قامت اسرائيل الاسبوع الماضي بارسال صحفي بجريدة (معاريف) للقاهرة خصيصا لمشاهدة فيلم(فتاة من اسرائيل)ورصد ردود افعال المشاهدين بدور العرض ازاءه , الصحفي الاسرائيلي نوه في تقريره الذي احتل ثلاث صفحات كاملة من العدد الاسبوعي لمعاريف الى ان عرض الفيلم الذي يناقش قضية التطبيع تواكب مع الذكرى الـ 20 لتوقيع اتفاق السلام بين مصر واسرائيل, وادعى ان الفيلم يندرج تحت بند افلام الدعاية لذا قدم الاسرائيليين في هيئة المحتلين الهمجيين. وهي الصورة التي اعترف الاسرائيلي بأنها تعبر ايضا عن آراء اسرائيليين في مجتمعهم, وان كان مشاهدة ذلك في دار عرض مصرية هو: امر يدعو لليأس حسب وصف التقرير الاسرائيلي. الصحفي الاسرائيلي اعترف بعد حضوره للعرض في دار عرض سينمائية بوسط القاهرة: بأن الفيلم نجح على مدى 120 دقيقة في تقديم رؤية جديدة لكتاب بروتوكولات حكماء صهيون وقضية التطبيع ونكسة 67 والصراع الاسرائيلي الفلسطيني والآلام اليومية لأم مصرية ثكلى, بل وعرض ايضا لقطات للمناظر الطبيعية الخلابة في صحراء سيناء ودير سانت كاترين. اكثر ما ازعج الصحفي الاسرائيلي في الفيلم هو ردود افعال المشاهدين المستهجنة للجرائم الاسرائيلية خاصة في مشهد قتل الاسرى المصريين, وزعم الصحفي ان عدد المشاهدين في دور العرض لم يتجاوز الستين مشاهدا لان الجمهور المصري يفضل افلام الاكشن ( في محاولة للايحاء بأن الجمهور لم يتحمس للفيلم متجاهلا ان الفيلم عرض لاسابيع طويلة) وان كان اعترف بتجاوب الجمهور في قاعة العرض وعدم خروج احد من المشاهدين قبل نهاية الفيلم. في الوقت نفسه قال التقرير ان (فتاة في اسرائيل) هو بدون شك اقوى هجوم للسينما المصرية ضد التطبيع على الرغم من ان اسم الفيلم تغير من (ظل الشهيد) لـ (فتاة من اسرائيل) لاسباب تجارية, وزعم الصحفي ان الفيلم لايعبر تمام التعبير عن الرؤية المصرية لاسرائيل التي بشكل اكثر عقلانية (!) وهي المزاعم التي استقاها الصحفي من الدكتور (يوسى اميتاى) مدير المركز الاكاديمي الاسرائيلي بالقاهرة الذي قال: لم ار الفيلم وانا افضل رؤية افلام مصرية اخرى, والمصريون ايضا يفضلون عملا يعتمد على الناحية الفنية بشكل اكبر (!) فالجدال يدور حاليا في القاهرة حول التفريق بين التطبيع والحوار بعد وقف (الهرولة) نحو التطبيع في عهد رابين وبيريز. واضاف مدير المركز الذي وصفه التقرير بانه خبير في دراسات السياسة المصرية ( في تعارض مع ضرورة عدم تدخل المركز في السياسة): المصريون ينفذون حاليا (نصوص) اتفاقيات السلام وليس روحها, وزعم ان هناك قطاعات واسعة في المجتمع المصري تتواجد فيها مؤشرات على تغير هذا الموقف. يذكر ان انتاج الفيلم واهتمام اسرائيل برصده يعكسان كذب مؤشرات مدير المركز الاكاديمي بالقاهرة والصحفي كاتب التقرير الذي استعرض بالطبع قصة الفيلم بالتفصيل وبشكل انتقادي حاد لصورة الاسرائيليين به وحياكتهم للمؤامرات ضد المصريين. القاهرة ـ احمد فؤاد

Email