كلينتون يتعهد لعرفات بتسوية دائمة خلال عام: رسالة ضمانات أمريكية للفلسطينيين دون تقرير المصير

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشية اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني اليوم التي أعلن مؤسسة حركة حماس الشيخ أحمد ياسين مشاركة الحركة فيها للبت في موعد اعلان الدولة المستقلة كشف النقاب عن رسالة من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لنظيره الفلسطيني ياسر عرفات تعد بانجاز حرية الفلسطينيين على أرضهم في غضون عام لكنها لا تعترف صراحة بحقهم في تقرير المصير, قالت اسرائيل انهى بمثابة وعد بلفور أمريكي للشعب الفلسطيني فيما اعتبرها رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو مجرد مساعدة لعرفات على اعلان تأجيل الدولة مجدداً التهديد بالغاء اتفاقات أوسلو وضم الاراضي الفلسطينية حال إعلانها. وكانت ابرز المفاجآت عشية اجتماع (المركزي) اليوم اعلان الشيخ أحمد ياسين قبوله دعوة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون المشاركة في الاجتماعات مع قياديين من الحركة وهو ما أثار استغراب نتانياهو بعد دعوات مماثلة لرموز مختلف فصائل المعارضة الفلسطينية لكن نافذ عزام أحد قياديي حركة الجهاد الاسلامي بزعامة رمضان شلح الذي يتخذ من دمشق مقراً له اعلن رفض المشاركة. لكن حدث الساعة كان كشف صحيفتي (هاآرتس) و(يديعوت احرونوت) العبريتين أمس مضمون رسالة من كلينتون لعرفات وعده فيها بأن الفلسطينيين (سيتمكنون من تحديد مستقبلهم كشعب حر على أرضه) كما تتضمن عناصرها الخمسة الأخرى الدعوة الى (مفاوضات مسرعة بهدف التوصل في غضون عام وبحلول مايو 2000 الى تسوية دائمة) . وتضمنت الرسالة فقرة حول الاستيطان وصفته بأنه مدمر للسلام وحددت الهدف من المفاوضات وهو تطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام. وقالت مصادر لم تكشف عن هويتها لوكالة الانباء الفرنسية أن رسالة كلينتون سلمها أمس القنصل الأمريكي في غزة جون هيربست لياسر عرفات. وفي هذا الاطار ابلغ مسؤول اسرائيلي الاسوشيتدبرس أن حكومة نتانياهو ابلغت الادارة الأمريكية موافقتها على موعد مايو 2000. وامتنع كلينتون في رسالته عن الاعتراف بحق الفلسطينيين في اقامة دولة ذات سيادة لكن الصيغ التي استخدمها تذهب الى ابعد بكثير من تلك التي استخدمها خلال زيارته الى غزة في 14 ديسمبر حين أكد ان بامكان الفلسطينيين (تحديد مصيرهم على ارضهم) . فهو يعترف لهم في هذه الرسالة للمرة الاولى بحق العيش احرارا وحدد مهلة واضحة للمفاوضات التي لم تبدأ بعد حول وضع الاراضي المحتلة. كما تتضمن الرسالة وعوداً برفع مستوى العلاقات الأمريكية الفلسطينية وممارسة ضغط على اسرائيل لتطبيق فوري لكافة الاتفاقات الانتقالية وأن يكون تطبيق القرارين 242 و338 هما أهداف هذه المفاوضات.. وأن الفلسطينيين هم الذين يقررون مستقبلهم كشعب حر على أرضهم.. وأن تقر الولايات المتحدة بأن لسياسة الاستيطان الاسرائيلية تأثيراً مدمراً على عملية السلام. كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي فاوض الأمريكيين ومعه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس حول مضمون الرسالة قال انها لم تصل بعد, وأشار الى خلافات بين الجانبين بشأنها فيما لم يستبعد أن تعلن الإدارة الأمريكية مضمون هذه الرسالة في بيان سياسي. مسؤول فلسطيني لم يكشف اسمه أكد لـ (رويترز) أن رسالة الضمانات هذه هدفها حث عرفات على اعلان تأجيل الدولة الفلسطينية وهو ما ذهب اليه نتانياهو بقوله أمس للاذاعة العبرية (واشنطن تحاول اغراء الفلسطينيين لتمكينهم من التراجع عن اعلان الدولة المستقلة في الرابع من مايو) . وجدد نتانياهو موقفه الاستفزازي بالتأكيد على انه طالما ظل رئيسا للحكومة الاسرائيلية لن يحصل الفلسطينيون على دولتهم وهدد مجدداً بضم الاراضي الفلسطينية وفرض الحصار الاقتصادي والغاء كافة الاتفاقات في حال اعلان هذه الدولة وهو ما اعتبره عريقات محاولة لادخال المنطقة في دوامة التطرف وسفك الدماء. أما عرفات الذي عاد الى غزة أمس بعد جولته الواسعة فقال للصحافيين عن هذه التهديدات أنها مزيد من الدعاية الانتخابية التي يريد (نتانياهو) أن يجريها على حسابنا. وقال حول الرسالة (هذا الأمر سيناقش في اجتماع المجلس المركزي (اليوم)) والذي سيتم فيه (طرح كافة مواقف الدول الشقيقة حتى يتم اتخاذ القرار الذي يرضي الله ويكون دقيقاً وصحيحاً) . وكانت صحيفة (جيروزاليم بوست) الاسرائيلية قالت أن قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية يعقدون اجتماعات مستمرة مع زعماء الفصائل الفلسطينية لشرح مخاطر اعلان الدولة في الرابع من مايو. وكان رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون اشار الى احتمال أن تمتد اجتماعات المجلس المركزي التي تبدأ ظهر اليوم الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية فيما ابقى المجلس التشريعي في ختام اجتماعه أمس الباب مفتوحاً أمام التأجيل. في غضون ذلك وصف عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب العمل رسالة كلينتون الى عرفات بأنها بمثابة وعد بلفور أمريكي للفلسطينيين. وقال للاذاعة العبرية أن هذه الرسالة تعكس تحولاً استراتيجياً في موقف الولايات المتحدة. ــ الوكالات

Email