حصار أطلسي بجري على يوغسلافيا وتلويح روسي بحرب عالمية: مشروع أمريكي لإقامة إدارة دولية انتقالية لكوسوفو،استراتيجية الناتو الجديدة: أوروبا تفض نزاعاتها من دون واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد استبعاد الخيار البري حاليا وتأكيد استمرار الغارات حتى اذعان بلجراد, ركز قادة حلف الاطلسي المجتمعون في واشنطن جهودهم لتنظيم صفوف الحلف الداخلية بتبني استراتيجية لادارة صراعات القرن المقبل تعطي الامم المتحدة دورها وأوروبا الحرية في تنظيم حملات عسكرية في أوروبا باستخدام امكانات الناتو من دون مشاركة الولايات المتحدة فيما ظهرت بوادر أزمة متفجرة مع روسيا بإقرار الحلف حصارا بحريا على يوغسلافيا لمنع وصول النفط وهو ما رفضته موسكو ولوحت بحرب عالمية ثالثة في حال فشل المبادرات الدبلوماسية في حل أزمة كوسوفو الذي تعد مشروعا لمجلس الأمن حول ادارة دولية انتقالية فيها. فبعد خلافات شابت اجتماع الرئيسين الامريكي بيل كلينتون والفرنسي جاك شيراك الليلة الماضية اعلنت المتحدثة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا التوصل لاتفاق بينهما افضى لتبني استراتيجية الناتو للقرن المقبل رغم اعتراضات تركيا. وتقضي الاستراتيجية التي تحل محل تلك التي تم صياغتها عام 1891 بوجوب تحرك الحلف تجاه اية ازمة ناشبة (في اطار مبادىء الامم المتحدة) كما تعطي لأوروبا حرية التحرك لمواجهة الازمات في قارتها باستخدام امكانات الناتو من دون مشاركة الولايات المتحدة وهو ما تحفظت عليه انقرة. وقالت كولونا ان نصوص مشروعي البيان الختامي لقمة الاطلسي في واشنطن والمفهوم الاستراتيجي (اللذين سيوافق عليهما رؤساء دول وحكومات الاطلسي تمت صياغتهما ليرضيا الجميع) . وكان كلينتون يريد خلال اجتماعه بشيراك تحرير الناتو من سلطة الامم المتحدة في اي تحرك مماثل لضرب يوغسلافيا فيما رفض الأخير هذا الامر علنا. وكان دبلوماسيون كشفوا ان الادارة الامريكية وجهت بعثتها لدى مجلس الامن لاعداد مشروع يعرض على المجلس يتضمن الدعوة لنشر قوة دولية في كوسوفو وإقامة ادارة انتقالية دولية للاقليم وهو ما كان الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش رفضه وان كان ابدى استعداده لمنح كوسوفو حكما ذاتيا موسعا. وكان الحلف اصدر بيانا الليلة قبل الماضية شدد على استمرار الغارات الجوية على يوغسلافيا حتى استجابة ميلوسيفيتش لشروطه الخمسة التي تتضمن انسحاب قواته من كوسوفو, وعودة اللاجئين ونشر قوة دولية عمودها الفقري القوات الأطلسية وسط استبعاد قرب التدخل البري. وتواصلت الغارات مع بداية الشهر الثاني لها أمس مستهدفة محطات الطاقة وشبكات المياه والمواقع العسكرية في أكبر مدينتين يوغسلافيتين هما نيش ونوفي ساد, فيما تواصلت عمليات انقاذ المحتجزين داخل مبنى التلفزيون الذي دمرته الغارات أمس الأول في بلجراد التي قالت ان 150 صحافيا كانوا بداخله وهو ما شجبته ايطاليا. وفيما قالت وزارة الدفاع الامريكية ان (مرحلة جديدة) أكثر كثافة من الغارات بدأت, قال نائب رئيس هيئة الاركان البريطانية جون داي ان المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن الجيش الصربي أصابه (الوهن) جراء الغارات. وفي مؤتمر صحفي قال قائد قوات الأطلسي في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك ان 31 يوما من الغارات المستمرة على يوغسلافيا منحت القوات الاطلسية سيطرة جوية على كل يوغسلافيا وحطمت 75 طائرة يوغسلافية وقطاعا ضخما من أنظمة الدفاع الجوي المتكاملة ودبابات, غير ان الجنرال الامريكي قال ان ميلوسيفيتش (أثبت قدرته على تحمل مستوى عال من الخسائر) . لكن الأزمة الأخطر تكمن في تبني وزراء دفاع حلف الاطلسي الليلة قبل الماضية قرارا يتيح لسفن الحلف فرض حصار بحري على يوغسلافيا وتفتيش السفن في البحر الادرياتيكي لضمان عدم وصول النفط للقوات الصربية وهو ما أعلنت ألمانيا أمس استعدادها للمشاركة في فرضه. وكان رد روسيا الرفض, حيث أعلن وزير خارجيتها ايفانوف ان موسكو ستواصل مد يوغسلافيا بالنفط, كما أعلن المبعوث الروسي الخاص بالأزمة فيكتور تشيرنوميردين رفض بلاده للحصار الاطلسي البحري على يوغسلافيا. وجدد تشيرنوميردين التأكيد على انه سيواصل مساعيه الدبلوماسية وسيقرر اليوم من سيلتقي من زعماء الناتو, رجح ان يكون المستشار الالماني جيرهارد شرويدر. وأشار الى اتفاقه ذي النقاط الست مع ميلوسيفيتش الذي وافق على نشر (بعثة الأمم المتحدة في كوسوفو بمشاركة روسية كبيرة) ورفضها الحلف فورا. وقال تشيرنوميردين (لا أحد يدري ما الذي اتفقنا عليه مع ميلوسيفيتش, وعندما التقيهم سأبلغهم وبعدها يمكن ان نتحدث عن ردودهم) . وقال (لا ينبغي ان تنجر روسيا الى نزاع البلقان) . وختم بقوله (اذا لم نتوصل الى لغة تفاهم واحدة على طاولة المفاوضات (حول النزاع في كوسوفو) فقد نجر الى حرب عالمية ثالثة) . ــ الوكالات

Email