سيراميك يزيد كفاءة مكوك الفضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) عن قرب توصلها لمواد جديدة متحملة للحرارة, الأمر الذي سيسمح لها بتصميم مكوك فضاء مستقبلي أكثر كفاءة, حيث ستسمح هذه المواد بتخفيض كبير في استهلاك الوقود . وتصميم مكوك الفضاء الحالي ليس على كفاءة عالية من الناحية الايروديناميكية لأن مقدمة جسمه وأجنحته يجب أن تكون سميكة ونوعاً ما مسطحة. والهدف من ذلك هو تشكيل موجة صدم من الهواء أمام المكوك بحيث تحميه من التصدع أثناء الهبوط لأن هذه المقدمة إن كانت أقل تسطحاً فإن جسم المكوك سيصبح حاراً لدرجة خطرة. لكن فريقاً من الباحثين في مركز أيمز للبحوث في كاليفورنيا التابع لناسا توصل لنوع جديد من السيراميك يعتمد في تكوينه على معدني الهافينوم والزركوينوم قادر على تحمل التعرض المتكرر لدرجات حرارة تصل الى 2400 درجة مئوية. يذكر أن الطبقة الواقية لجسم مكوك الفضاء الحالي تبدأ بالاحتراق لدى وصول حرارتها الى 2400 درجة مئوية. وستسمح هذه المادة الجديدة للسطح الأمامي لكل من الأجنحة والمقدمة في الطائرات الفضائية المستقبلية بأن تصبح أكثر حدة وبتحدب يصل نصف قطره الى عدة ميليمترات فقط. ويقول دان راسكي أحد اعضاء فريق أيمز: (يمكنك جعل العربات الفضائية مشابهة للطائرات فوق الصوتية) . وهذا ما سيمكن مصممي مكوك الفضاء المستقبلي من تحقيق تحديثات واسعة فيما يتعلق بالقيادة والكفاءة. حيث يمكن لها أن تحلق كالطائرات لدى الإقلاع والهبوط على السواء, بدلاً من الانطلاق كالصواريخ والهبوط بشكل إنزلاقي غير كفء على الهواء كما هي حال مكوك الفضاء الحالي. وهذا ما سيوفر كثيراً من استهلاك الوقود. ويشعر مصممو المركبات الفضائية بالسعادة الكبيرة لهذا التطور, وهذا ما يعبر عنه بريستون كارتر من مختبرات لورانس ليفرمور في كاليفورينا, الذي يقول: (لايمكن للمرء أن يفي هذا التقدم حقه مهما قال فيه) . يذكر أن كارتر قد استخدم هذه المواد الجديدة في تصميم طائرة هايبرسور التي من المخطط لها أن تقفز عبر قمة الغلاف الجوي للأرض بسرعة تعادل 10 أضعاف سرعة الصوت. ويشارك مستشارو (ناسا) كارتر في تفاؤله هذا, إذ يحثون الوكالة الان على التعجيل بالأبحاث باتجاه توظيف هذه المادة, وإعطائها الأولوية القصوى. هيوستون ــ البيان

Email