اعدامات بالجملة لكبار الضباط: كشف أخطر محاولة انقلابية في العراق منذ حرب الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت التقارير الواردة من العراق أمس عن تنفيذ موجتي اعدام طالتا ما يقرب من 15 شخصا, الأولى بسبب محاولة انقلابية فاشلة وصفت بأنها الأخطر منذ حرب الخليج قام بها سبعة ضباط يتزعمهم أحد مستشاري الرئيس العراقي صدام حسين, والثانية نفذتها الحكومة بحق ثمانية أشخاص أدينوا بقتل رجلي دين شيعيين . وفيما أكد انتوني زيني قائد القوات الأمريكية بالخليج انه يحبذ شخصيا اطاحة صدام لكن دون زعزعة الاستقرار بالمنطقة. حذرت القاهرة من تحول الغارات اليومية ضد العراق إلى عمل روتيني. وبشأن الموجة الأولى من الاعدامات تضاربت تقارير صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية مع ما أعلنته منظمة المؤتمر الوطني العراقي المعارض عن عدد الذين أعدموا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة لاطاحة حكم صدام حسين. وقالت الصحيفة ان سبعة من كبار الضباط العراقيين بينهم الفريق كامل ساجد أعدموا في الثاني من مارس الجاري بعد اكتشاف محاولتهم التي وصفتها بأنها الأخطر منذ حرب الخليج. وأشارت الصحيفة إلى ان ساجد حصل على دعم ضابط اخر هو اللواء يلشين عمر المتمركز في كركوك شمال العراق وان الضابطين توصلا الى اقناع خمسة اخرين على الاقل من اصحاب الرتب العالية. واضافت انهم ارادوا الافادة من غضب الضباط الكبار للسيطرة على كركوك ليتوجهوا منها الى بقية الجيش. غير ان متحدثا باسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية قال ان الاعدامات طالت 23 ضابطا من بينهم الفريق كامل ساجد الذي قاد القوات العراقية في الكويت قبيل حرب الخليج ثم اصبح محافظا قبل الدخول الى القصر الرئاسي العام الماضي. وذكر المتحدث ايضا اسم اللواء غضبان الغريري الذي اثارت جنازته في كربلاء جنوب بغداد اضطرابات قتل خلالها ضابط في الشرطة. وفي بغداد ذكرت الصحف العراقية أمس ان السلطات نفذت حكم الاعدام امس الأول بحق ثمانية اشخاص بعد ادانتهم باغتيال رجلي دين شيعيين العام الماضي وبمحاولة قتل رجل دين ثالث عام 1996. ونقلت الصحف عن بيان صادر عن مديرية الامن العام قوله ان الرجال الثمانية اعترفوا باغتيال اية الله علي الغروي والشيخ علي محمد البروجردي عام 1998 وبمحاولة اغتيال اية الله علي السيستاني عام 1996. واشار البيان الى ان (الاجهزة المختصة بذلت جهودا كبيرة حتى توصلت الى معرفة مرتكبي هذه الجرائم والقت القبض عليهم واحالتهم الى المحاكم) . واضاف ان المتهمين (اعترفوا اعترافات مفصلة بارتكابهم الجرائم المذكورة وتم عرضهم على شاشة التلفاز واحيلوا الى القضاء لينالوا جزاءهم واصدر بحقهم قراره العادل بتجريمهم والحكم عليهم بالاعدام شنقا حتى الموت) . واوضح البيان انه (نفذ حكم الاعدام بهم بتاريخ 13-3-1999) . واورد البيان اسماء الذين اعدموا وهم: محمد خضير عباس, وعباس خضير عباس, وجاسم خضير عباس, وحقي اسماعيل عبد راضي, وباسم عباس عبد عباس, وعبد على مهدى حسون, وعبد الرزاق حسن مانع, وفيصل نعمة حسين جاعد. في هذه الأثناء قال قائد القوات الامريكية في الخليج أمس انه يحبذ الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين غير انه اشار محذرا الى ان ذلك يجب ان يتم بوسيلة تضمن عدم زعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال الجنرال انتوني زيني لرويترز في معرض الدفاع الدولي في ابوظبي: (لا اعارض تغيير النظام العراقي. انني أؤيد هذا التغيير بشدة. ولكنني دعوت لتوخي الحذر في اي نوع من البرامج التي نعتمدها بشأن كيفية تحقيق ذلك) . واضاف (لا بد لنا ان نضمن ان يتم الانتقال الى نظام جديد بطريقة لا تزعزع استقرار المنطقة) . وقال زيني ان على الولايات المتحدة ان تعمل مع كل الجماعات التي تعارض الحكومة العراقية. وطلب من زيني التعليق على مخاوف في الدول العربية الخليجية من ان يؤدي التغيير في العراق الى تقسيم البلاد فرد قائلا (هذا مثار قلق شديد. لا نريد المساس بوحدة الاراضي العراقية أو تغيير ذلك بأي حال) . من جانبها حذرت مصر أمس من استمرار الضربات الامريكية البريطانية ضد العراق معربة عن خشيتها من ان تتحول الى (مسألة روتينية) . واعتبر مستشار الرئيس المصري اسامة الباز خلال لقاء فكري في القاهرة ان (الموقف الامريكي تجاه الازمة العراقية يتسم حاليا بالتحدي. ونحن نخشى ان تصبح عمليات القصف الجوي للعراق مسألة روتينية يتعود عليها المجتمع الدولي) . وتعبر هذه التصريحات التي تأتي في وقت اعلن فيه الجيش الامريكي من قاعدة انجرليك التركية عن ضرب مواقع شمال العراق أمس, عن قلق مصر الحاد ازاء الغارات اليومية الامريكية والبريطانية على العراق. ــ الوكالات

Email