عرفات قطع زيارته لعمان وعاد على متن مروحية أردنية، قتيلان و6 جرحى برصاص الشرطة الفلسطينية في مواجهات برفح احتجاجاً على حكم اعدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

قطع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس زيارته للاردن وعاد الى غزة إثر مواجهات عنيفة في مدينة رفح تفجرت بسبب انزال محكمة فلسطينية حكماً بالاعدام على احد سكان رفح حيث احرق المتظاهرون خلالها سيارات حكومية وفتحت الشرطة النار على المتظاهرين في المدينة مما ادى لمقتل شابين واصابة ستة آخرين بجراح بينهم طفل في العاشرة من عمره , واتهمت الشرطة الفلسطينية في بيان لها الجيش الاسرائيلي بإطلاق النار مما أدى إلى مقتل الشابين. وقد انتقلت المواجهات الى مدينة خانيونس التي شهدت بدورها اعمال عنف وشغب احتجاجاً على الاحكام التي جاءت بعد فترة وجيزة من تنفيذ حكم اعدام بحق ضابط شرطة فلسطيني بعد ساعات من صدور الحكم. وأعلن أمس عن قمة ثلاثية تجمع الرئيس المصري حسني مبارك وعاهل الأردن الملك عبدالله والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات, وتعقد في عمان قبل زيارة عرفات لواشنطن في 23 من الشهر الجاري. وادت الاحكام التي اصدرتها محكمة امن الدولة الفلسطينية امس بحق ثلاثة فلسطينيين ادينوا بقتل ضابط فلسطيني في الاول من فبراير الماضي الى مواجهات في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة اسفرت عن مقتل شابين واصابة ستة آخرين بجروح. وحكمت المحكمة على رائد العطار (25 عاما) بالاعدام رميا بالرصاص وعلى محمد ابو شمالة (25 عاما) بالسجن المؤبد مع الاشغال الشاقة وعلى اسامة ابو طه (24 عاما) بالسجن 15 عاما مع الاشغال الشاقة. وشهدت مدينة رفح التي يتحدر منها المدانون الثلاثة توترا شديدا فور صدور الاحكام حيث نزل المئات من افراد عائلاتهم الى الشوارع وقاموا باحراق الاطارات واطلاق الهتافات ضد (الاحكام غير العادلة) . وارسلت على الفور تعزيزات كبيرة من الشرطة الفلسطينية الى المدينة للسيطرة على الوضع. وأفاد شهود عيان ان المتظاهرين رشقوا عناصر الشرطة الفلسطينية بالحجارة ورد هؤلاء باطلاق العيارات النارية الامر الذي ادى الى مقتل علاء محمود الحمس (17 عاما) وخميس محمود سلامة (17 عاما) واصابة ستة آخرين بجروح بينهم طفل في العاشرة من عمره وحال احدهم خطرة. وشارك اكثر من ثلاثة الاف شخص في تشييع الحمس وقاموا باحراق سيارات عائدة للاجهزة الامنية ورشقوا مقرين للشرطة الفلسطينية وجهاز الامن الوقائي بالحجارة, ورد حرس المقر الاخير باطلاق النار في الهواء. وذكر سكان في المدينة انه تم في وقت لاحق سحب كافة عناصر الشرطة الفلسطينية من شوارع المدينة وابقائها داخل مقراتها وذلك في خطوة يبدو ان الهدف منها تخفيف الاحتكاك بين قوات الامن والسكان. وامتدت المواجهات الى مدينة خانيونس التي شهدت مواجهات حيث يلاحق الشبان قوات الشرطة, وقالت مصادر فلسطينية ان مساعي محافظ رفح وخانيونس في تهدئة الاوضاع قد باءت بالفشل. وفي غزة يسود الهدوء وسط المدينة التي بدت خاوية واغلقت بعض المحلات التجارية ابوابها ولوحظ خلو الشوارع تقريباً من المارة والسيارات ويشعر المواطنون بالقلق والخوف من احتمالات تصعيد اكبر للاحداث يؤدي الى سفك الدم الفلسطيني. وقال شهود عيان لـ(البيان) ان جميع المحلات اغلقت في رفح وخانيونس وخلت الشوارع الا من المحتجين والذين يلاحقون قوات الشرطة الفلسطينية التي بدأت تنسحب من رفح. ونفى مصدر أمني فلسطيني مسؤول أمس في غزة مسؤولية الشرطة الفلسطينية عن مقتل الشابين الفلسطينيين خلال التظاهرات أمس واتهم الجيش الاسرائيلي باطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين. وأوضح المصدر في البيان ان قوات من الشرطة الفلسطينية وبعضاً من قوات الأمن الوطني سيطرت على الوضع وعملت على تفريق المتظاهرين وفجأة قام مجهولون بالاقتراب من برج مراقبة اسرائيلي قريب من المكان والموجود بجوار المخيم على الحدود الفلسطينية المصرية وأطلقوا بعض العيارات النارية باتجاه البرج وذلك للتخطيط لاشتباك مع الجانب الاسرائيلي وقد فتح الجانب الاسرائيلي النار على بعض المتظاهرين القريبين من المكان بكثافة مما أدى الى استشهاد المواطن علاء الحمس واصابة آخرين بجراح مختلفة جراء اطلاق النار من قبل الجيش الاسرائيلي) . وأضاف البيان (ان المواطن خميس سلامة استشهد بعد ذلك بساعة نتيجة رصاص طائش مجهول الهوية) . وعلى صعيد آخر أعرب العاهل الأردني بعد لقائه مع عرفات عن قلق بلاده لتعثر عملية السلام وعدم تطبيق اتفاق واي بلانتيشن الموقعة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني الليلة الماضية عقب مباحثات الزعيمين ان العاهل الأردني أكد ضرورة العمل على تعزيز وتعميق العلاقات الأردنية الفلسطينية على كافة الأصعدة وخاصة في مجال التبادل التجاري وتذليل العقبات التي تحول دون زيادة حجم التبادل التجاري. وفيما يتعلق بالقمة الثلاثية ابلغ وزير الاعلام الأردني ناصر اللوزي وكالة الانباء الالمانية ان الاجتماع قد تم الاتفاق عليه امس اثناء المحادثات التي جرت بين عرفات والأمير عبدالله في عمان. وقال ان القضية الرئيسية التي سيتم نقاشها في اجتماع القمة الذي يجمع بين الزعماء الثلاثة هي محادثات السلام الاسرائيلية ـ الفلسطينية. وسوف يناقش الزعماء على وجه الخصوص مسألة إعلان الدولة الفلسطينية.

Email