كلينتون وبلير يهددان العراق باستئناف القصف: انتهاء عملية ثعلب الصحراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الرئيس الامريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الساعة الثالثة وعشر دقائق فجر اليوم بتوقيت الامارات انتهاء عملية (ثعلب الصحراء )التي استمرت اربعة ايام من عمليات القصف الجوي للعراق والتي تسببت بقطع الاتصالات بين محافظات الجنوب والوسط . وقال كلينتون للصحفيين في البيت الأبيض: ان عملية (ثعلب الصحراء) اكتملت الآن. وقال كلينتون: ان الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف مهاجمة العراق اذا دعت الحاجة الى ذلك. وأضاف: ان واشنطن ستصر على ان يلتزم العراق بقواعد برنامج النفط مقابل الغذاء. وقال كلينتون حيث كان يحيط به كبار مستشاريه العسكريين والدبلوماسيين ان (المهمة انجزت) بعد 70 ساعة من عملية (ثعلب الصحرا) . واضاف ان الولايات المتحدة (ستبقى متيقظة ومستعدة للجوء الى القوة) في حال حاول العراق اعادة بناء ترسانته من اسلحة الدمار الشامل. وجدد كلينتون التأكيد على رغبته في (رؤية حكومة جديدة في العراق) واكد ان واشنطن (ستزيد مساعداتها للمعارضة العراقية) . من جانبه قال بلير ان كل الأطقم البريطانية والامريكية عادت من العراق, مشيرا الى ان الهجمات ألحقت أضرارا جسيمة بالحرس الجمهوري العراقي, وانها حققت أهدافها العسكرية. وحذر بلير من ان الولايات المتحدة وبريطانيا مستعدتان لاستئناف الهجمات اذا دعت الحاجة الى ذلك من أجل احتواء الرئيس العراقي صدام حسين. وقال للصحفيين في مكتبه انه يجب على صدام (ألا يشك في اننا مازلنا مستعدين للعمل مرة اخرى) . وأعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في وقت سابق ان الضربات العسكرية الامريكية ضد العراق حققت أهدافها. وقال المتحدث باسم البنتاجون كينيث باكون (لقد انهينا الخطة العسكرية التي كنا قد حددناها) . وكانت الضربات الأمريكية ــ البريطانية للعراق قد تواصلت في أول يوم من شهر رمضان بعد انتهاء الموجة الثالثة من القصف الصاروخي, أعلنت بغداد اسقاط 23 صاروخا خلالها, فيما أكدت بريطانيا ضرب مائة هدف بــ 400 صاروخ تركزت في قواعد الحرس الجمهوري وانتاج الأسلحة الكيماوية مجددة تأييدها لاسقاط الرئيس العراقي صدام حسين. وبعد حصيلة تحدثت عن سقوط 73 قتيلا وتشييع 68 منهم, طالب الرئيس المصري حسني مبارك نظيره الأمريكي بيل كلينتون بوقف الهجمات فورا, فيما حثت القاهرة على عزل كبير المفتشين الدوليين ريتشارد باتلر وسط تأبين واشنطن للجنة التفتيش وترجيح عدم عودتها للعراق الذي أعلن الغاء التعامل معها والذي أعلن أيضا ان القصف قطع الاتصالات مع الجنوب. موسكو من جهتها, أمرت سفنها الحربية بالتأهب والاستعداد بالتزامن مع رسالة من الرئيس بوريس يلتسين لنظيره الإيراني محمد خاتمي. فبالتزامن مع أذان المغرب ليوم أمس معلنا انتهاء اليوم الأول من رمضان دوت صفارات الانذار في بغداد معلنة بدء الموجة الرابعة من الهجمات الصاروخية الامريكية ــ البريطانية, حيث أعلنت لندن اقلاع أربع مقاتلات تورنادو لتنفيذ مهمة جديدة سمع بعدها عدة انفجارات وسط وابل من النيران العراقية المضادة للطائرات. وقال الرئيس الأمريكي في خطاب متلفز ان الضربات (تسير على ما يرام) مبررا حدوثها بأنها تهدف لتقليص قدرة العراق على انتاج أسلحة الدمار ومنوها بقدسية شهر رمضان. ومضى يقول (استراتيجيتنا على المدى الطويل واضحة.. ونحن مستعدون لاستخدام القوة من جديد اذا اتخذ الرئيس العراقي صدام حسين اجراءات تسبب مخاطر مثل ان يحاول اعادة تجميع أسلحته للدمار الشامل أو تهديد جيرانه أو مواطنيه الاكراد أو تحدي طائرات الحلفاء. من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس لوسائل اعلام بلاده (لقد قمنا بهذا العمل ونحن نشعر بأعمق الأسف وباحساس كبير بالمسؤولية, قمنا به لأننا نعتقد حقيقة ان استقرار العالم في خطر اذا سمح لهذا الرجل بالخروج من قفصه مرة أخرى) . ومضى بلير قائلا: (اذا لم نقم بعمل الآن فسيعرف اننا تنقصنا الارادة لمنعه من تطوير هذه الأسلحة) . ولم يقل ما اذا كانت الهجمات ستتوقف بسبب بدء شهر رمضان. وعندما سئل عن تقدم الحملة العسكرية, رد بلير قائلا: (نحن على الطريق الصحيح لتحقيق تلك الأهداف, سيكون رائعا اسقاط صدام حسين من السلطة, لا نستطيع ان نضمن هذا ولا نستطيع ان نلزم أنفسنا به, لكن الحقيقة هي انه مادام في السلطة ويعامل شعبه بهذه الطريقة, فهو مصدر خطر دائم) . مشيرا الى ان الخطوة المقبلة هي احتواء صدام. وأوضح وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون أمس ان هجمات اليوم الثالث استهدفت مائة موقع عراقي تصدرتها مواقع كيماوية وللحرس الجمهوري. واضاف ان اضرارا جسىمة لحقت بآلة الحرب الكىماوىة والبىولوجىة العراقىة. وقال روبرتسون للصحفىىن (هجمات اللىلة قبل الماضىة نفذت بنجاح بأسلحة تصىب اهدافها بدقة ضد منشآت عسكرىة رئىسىة) . واضاف (الحاق الضرر بالحرس الجمهورى ىعنى الاضرار بقدرة الرئىس العراقى صدام حسىن على تهدىد جىرانه) . وتضمنت قائمة الاهداف التى اعلنها روبرتسون حظىرة طائرات بدون قائد فى قاعدة جوىة فى جنوب العراق كانت ستستخدم فى نشر جراثىم الجمرة الخبىثة الفتاكة. وقال انه اذا تسنى لهذه الطائرات تفرىغ شحنتها القاتلة على مناطق مأهولة مثل الكوىت (فان ذلك من شأنه ان ىقتل الملاىىن) . ومضى ىقول (ما زلنا نقىم الاثر الكامل للضرر الذى الحقناه. لكن من الواضح بالفعل اننا الحقنا ضررا ملموسا بآلة حرب صدام الكىماوىة والبىولوجىة والحقنا انتكاسة بطموحاته فى تهدىد جىرانه) . واضاف (اطلق نحو 300 صاروخ كروز توماهوك واستخدم حوالى 100 صاروخ كروز ىطلق من الجو, هاجمت قوات التحالف نحو 100 هدف منفصل, اهدافا عسكرىة محددة) . من جهته أكد وليام كوهين وزير الدفاع الأمريكي ان الهجمات التي استمرت لليوم الرابع على التوالي حدت من قدرة العراق على تهديد جيرانه بالأسلحة التقليدية وغير التقليدية. وأشار الى ان الهجمات ركزت على مواقع الدفاع الجوي ومراكز القيادة والتحكم وقوات الأمن التي منعت مفتشي الأمم المتحدة من تنفيذ مهمتهم والقاعدة الصناعية العسكرية وهيكل البنية التحتية وخاصة تلك المتعلقة بقوات الحرس الجمهوري. في المقابل, قال بيان للقيادة المشتركة للقوات المسلحة العراقية أذاعته وكالة الانباء العراقية ان (العدو) الامريكي والبريطاني أطلق 60 صاروخا فيما بين الساعة 1650 ــ 1350 بتوقيت جرينتش من يوم الجمعة والساعة 0900 (0600 بتوقيت جرينتش) من السبت اسقطت منها القوات العراقية 23 صاروخا. وقال العراق أمس الأول انه أسقط 77 صاروخا من بين 305 صواريخ أطلقت عليه في أول يومين من الغارات. وفيما اكد شهود تعرض مقر حزب البعث في حي كرادة ــ مريم ببغداد لاضرار جزئية قال وزير الصحة العراقي اومين مدحت ان الغارات الثلاث السابقة استهدفت المستشفيات والمراكز الطبية والمساجد اضافة الى القصر العباسي الاثري في بغداد. وقال مصدر عراقي ان 73 عراقيا قتلوا جراء هذه الغارات شيعت بغداد امس 68 منهم, لكن الحزب الكردستاني العراقي بزعامة مسعود البرزاني قدر عدد القتلى بـ 105 واكثر من مائتي جريح. في غضون ذلك أنب المتحدث باسم الخارجية الامريكية لجنة المفتشين الدوليين (يونسكوم) وقال للاذاعة البريطانية (نظرا للعملية العسكرية التي نقوم بها فإننا لانعتقد بامكان عودة يونسكوم الى العراق. لكنه قال ان واشنطن ستقوم (بتقييم خاص) للوضع العسكري في العراق و(ستواصل الهجمات اذا سعى صدام حسين لاعادة بناء اسلحة الدمار) .. واوضح روبن ان هذا التهديد بالتدخل يعتبر استكمالا للاجراءات الحالية التي تشمل العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على العراق ومنطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه. واعتبر روبن في معرض حديثه عن الرئيس العراقي صدام حسين (نعتقد ان الجمع بين هذه العناصر يصبح فاعلية في ازالة التهديد الذي يمثله) . وهو ما عاد نائب رئيس الجمهورية العراقي طه ياسين رمضان امس لتأكيده بالقول ان اللجنة (اصبحت في الخلف) وانها (انتهت بعد اليوم) مشددا على قرار بغداد بالغاء التعامل معها. واضاف ان ضحايا القصف الامريكي والبريطاني من المدنيين يساوي عشرات اضعاف العسكريين وأعلن ان القصف قطع الاتصال بين محافظات الجنوب والوسط. في غضون ذلك نقلت وكالة (ايتار تاس) عن قائد القوات البحرية الروسية الاميرال فلاديمير كورايدوف القول امس ان بواخر حربية ضخمة تابعة لاسطول المحيط الهادي تلقت تعليمات بأن تكون مستعدة (للخروج الى البحر الحر) . ونسبت الوكالة الى كورايدوف قوله ان الاوامر صدرت بزيادة الاستعداد القتالى فى القطاعات العسكرية التابعة للاسطول الحربى ارتباطا بالاحداث حول العراق. الا انه استطرد بقوله ان البواخر الحربية لم تغادر قواعدها الدائمة, مشيرا الى ان باخرتين مضادتين للغواصات هما (الادميرال بانتلييف) و (الادميرال فينوجرادوف) تلقتا الاوامر بأن تكونا مستعدتين للخروج للبحر الحر في حالة الضرورة. من جانب آخر قال عمدة مدينة موسكو وأحد أقوى المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة يوري لوجكوف فى تصريح صحفى على هامش المؤتمر التأسيسي لحركة الوطن التي يتزعمها ان روسيا بحاجة لتعزيز قوات الردع النووية وتطويرها. واشار لوجكوف الى انه يتوجب رفع درجة الاستعداد القتالي وامتلاك جيش قوي ومتطور وإعادة بناء الصناعة الحربية. ــ الوكالات

Email