استمرار القصف الجوي وتحركات عسكرية أمريكية لعمليات برية في العراق: تدمير ميناء أم قصر ومصفاة نفط البصرة، روسيا تسحب سفيريها في واشنطن ولندن وتطرح خطة تسوية وبغداد ترفض حلا وسطا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت الضربات الجوية الأمريكية ــ البريطانية للعراق لليوم الثالث على التوالي وسط مؤشرات على تحركات برية تمثلت بحشد المزيد من جنود المشاة الأمريكيين إلى المنطقة وتدمير ميناء أم قصر ومصفاة البصرة ومحاصرة القوات الأمريكية ميناءين عراقيين في الجنوب والقاء منشورات تحريضية في هذه المنطقة وسط تأكيد الرئيس العراقي صدام حسين رفضه للحلول الوسط ودعوته العراقيين للمقاومة وهو ما عاد وأكده نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي قال ان بغداد لن تقدم أية تنازلات لانهاء الهجمات بالتزامن مع اعلان العراق عن اسقاط 77 صاروخ كروز. وفيما قال مسؤول عسكري روسي ان أمريكا تجرب نموذجا للضربات النووية خلال قصف العراق استدعت موسكو سفيريها في واشنطن ولندن وقدمت لمجلس الأمن مشروع بيان يطالب بوقف فوري للضربات واقالة ريتشارد باتلر في حين تشاورت مع بريطانيا لطرح خطة عملية لتسوية الأزمة. وهدد وزير خارجيتها ايجور ايفانوف نظيرته الأمريكية مادلين أولبرايت بتدهور في العلاقات في حال استمرار الغارات على العراق في حين طالب البرلمان الروسي الرئيس يوريس يلتسين برفع العقوبات الدولية وخرق الحصار المفروض على بغداد من جانب واحد. وقد أعلن الموجة الثالثة من الهجمات وزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين مساء أمس فيما قال متحدث باسم القوات الجوية البريطانية (نعم تشارك مقاتلات تورنادو التابعة لقوات السلاح الجوي الملكي البريطاني في العملية (الجديدة) الا انه ليس بوسعي ذكر عددها) . وقال مصدر عسكري بريطاني ردا على الانتقادات بقصف أهداف مدنية ان المستشفيات تشكل (أهدافا مشروعة) إذا اعتبر الأمريكيون والبريطانيون انها تخفي أسلحة. وكانت وكالة الأنباء العراقية أعلنت أمس ان العراق أسقط 77 صاروخا من أصل 355 أطلقت عليه منذ بدء الغارات وحتى الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي من يوم أمس 13,00 بتوقيت جرينتش. ودوت صفارات الانذار في بغداد معلنة الموجة الثالثة من الهجمات الليلة الماضية بعد خطاب ألقاه الرئيس العراقي صدام حسين أكد فيه أن (العراق لن يستسلم أو يذعن للضربات العسكرية الجوية) . وأعلن صدام رفضه للمساومة قائلا (اننا لن نصل إلى حلول وسط بارادة الله) . وتوجه الرئيس العراقي الى العراقيين في خطاب تلفزيوني نقلته قناة الجزيرة الفضائية قائلا (واصلوا واضربوا باسم الله والله اكبر وليخسأ الخاسئون) . واقسم الرئيس العراقي قائلا (والله لن نساوم ان نداهن الباطل على حساب الحق او ندع الرذيلة تحل مكان الفضيلة او نخشى غير الله او نركع لغير وجهه) . واضاف الرئيس العراقي (واصلوا المقاومة كما انتم حداتها واهلها واهل الحق والصبر والصفات العالية الحميدة) . وشدد الرئيس العراقي الذي كان يرتدي بزة عسكرية على ان العراق سيخرج منتصرا من المواجهة مع القوات الامريكية والبريطانية مؤكدا انه (لن يكون استحقاق العراق العظيم الا النصر) . واكد ان انتصار العراق هو (استحقاقكم ايها العرب وايها المؤمنون وايها الاصدقاء الشرفاء في العالم) . وبعد دقائق أكد نائبه طارق عزيز ان الضربات استهدفت منشآت مدنية بينها مصفاة نفط في جنوب العراق وكذلك وزارة الدفاع ومستشفيات تقع بالقرب من المبنى. وقال: ان الاذاعة والتلفزيون ومخازن قطن تعرضت للقصف. وقال عزيز في مؤتمر صحفي ان هذا ليس صراعا عسكريا وانما (عدوان اجرامي) من الولايات المتحدة وبريطانيا. واضاف انه (انتهاك اجرامي) لميثاق الامم المتحدة. ورفض تقديم تنازلات لانهاء الهجمات. واتهم عزيز واشنطن ولندن بالتصرف من جانب واحد وضد ارادة مجلس الامن بقصفهما العراق. وهاجم عزيز الرئيس الامريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بسبب (الاكاذيب والتلفيقات) التي استخدماها لتبرير (جريمة لا تبرر) . وقال ان العراق لن يسمح لباتلر بالعودة ووصفه بأنه مجرم واستخدم لايذاء الشعب العراقي. في غضون ذلك قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الروسية ليونيد ايفاشوف ان الولايات المتحدة الأمريكية تجرب في العراق نموذجا من نماذج الضربات النووية. واوضح أن الصورايخ المجنحة المستخدمة في العمليات الجارية ضد العراق الأن تستطيع حمل الأسلحة الاعتيادية والأسلحة النووية على السواء. واكد أن أمريكا تجرب في عملياتها بقصف العراق القيام بضربات مماثلة ضد أية دولة أخرى. وعلى صعيد تفاعلات الضربات على الساحة الدولية استدعت روسيا سفيريها في واشنطن ولندن للتشاور رغم محاولتها التقليل من مغزى هذه الخطوة التي لقيت انتقادات أمريكية. كذلك طرحت روسيا خطة عملية لتسوية الأزمة العراقية واقترحت على بريطانيا خلال اتصال بين وزيري خارجية البلدين مبادرات سياسية مشتركة لوقف اللجوء إلى العنف. وافاد بيان لوزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية ايجور ايفانوف حذر نظيرته الامريكية مادلين اولبرايت امس من ان العلاقات بين البلدين (قد تعاني بشكل كبير) في حال استمرار الغارات على العراق. واضاف البيان ان ايفانوف (حذر اولبرايت خلال اتصال هاتفي اجراه معها ان العمليات العسكرية ضد العراق خلفت حتى الان مضاعفات سلبية خطيرة. واذا لم تتوقف هذه العمليات فان العلاقات الروسية ــ الامريكية قد تعاني بشكل كبير) . ودعا وزير الخارجية الروسي إلى عقد اجتماع جديد لمجلس الامن الدولي لبحث شروط تطبيق العراق للقرارات الدولية, فيما بدأ المجلس صباح امس مناقشة مشروع بيان روسي يطالب بوقف فوري للضربات الامريكية البريطانية للعراق واستقالة ريتشارد باتلر رئيس لجنة المفتشين الدولية. كما طالب البرلمان الروسي الرئيس بوريس يلتسين رفع العقوبات الدولية وخرق الحصار المفروض على العراق من جانب واحد. ووافق مجلس الدوما بأغلبية ساحقة على قرار غير ملزم يطالب الحكومة باتخاذ خطوات فورية لاستئناف التعاون العسكري والاقتصادي الكامل مع العراق. وصدر قرار الدوما بموافقة 237 عضوا واعتراض عضو واحد فقط بالمجلس المؤلف من 450 مقعدا. واظهرت الحكومة والرئيس والبرلمان في روسيا وحدة نادرة في استنكار الضربات الامريكية والبريطانية ضد العراق. وفيما طالب الرئيس الامريكي بيل كلينتون في رسالة وجهها إلى نظيره الروسي بوريس يلتسين تجنيب علاقات موسكو واشنطن الاثار السلبية للازمة العراقية شارحا له اسباب اللجوء إلى القوة, اتسعت دائرة الدعوة لوقف الضربات, ففي باريس اجرى الرئيس الفرنسي اتصالات هاتفية مكثفة وبناءة مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لتحديد صيغة جديدة لعلاقات العراق مع الامم المتحدة, معتبرا ان الضربات ليست حلا. كما اجرى شيراك اتصالات مع كلينتون والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك حسين وكوفي عنان امين عام الامم المتحدة. وانضمت المانيا إلى الداعين لوقف فوري للضربات على لسان وزير خارجيتها فيشر الذي حمل الرئيس العراقي مسؤولية ما يجري. الا ان تصاعد الانتقادات الروسية الصينية هو الاوضح دوليا, وبدت لهجة التنديد في موسكو وبكين متناغمة. ــ الوكالات

Email