أسرار تنشر لأول مرة: فرق(انتقام)يهودية أعدمت1500من كبار القادة النازيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

دتمكنت فرق عسكرية يهودية تابعة للجيش البريطاني من اعتقال واعدام ما يقرب من 1500 من كبار قادة الجيش الالماني النازي وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا . ويقول الباحث التاريخي البريطاني موريس بيكمان في كتاب يصدر قريبا في لندن ويتضمن تفاصيل أسرار تنشر لأول مرة, ان تلك الفرق العسكرية اليهودية أطلقت على نفسها اسم (فرق الانتقام) وانها كانت تابعة للواء يهودي, وضمن ألوية الجيش الثامن البريطاني الذي حارب في شمال ايطاليا في المراحل النهائية للحرب العالمية الثانية. وان العمليات التي قامت بها كانت الأولى من نوعها في أعقاب الحرب. وأوضح المؤلف في تصريحات نشرتها صحيفة (الاندبندنت) البريطانية في عددها الصادر أمس الأول الاحد ان الفرق الانتقامية اليهودية أطلقت على عملياتها اسما سريا هو (حكم الفضاء) وان افرادها كانوا من اليهود القادمين من فلسطين واللاجئين الهاربين من الاحتلال النازي في الدول الاوروبية, وانها حصلت على مساعدات قيمة من قادة الجيش البريطاني في ذلك الوقت. وقد جاب افرادها حول ألمانيا والنمسا بحثا عمن وصفوهم بـ (المسؤولين عن المحارق النازية) . وأضاف موريس بيكمان ان (فرق الانتقام) اليهودية كانت تعمل بناء على أوامر سرية من قادة الحركة الصهيونية في تل أبيب. في الكتاب, نقل بيكمان عن أحد قادة تلك الفرق, واسمه اسرائيل كارمي, وصفه لكيفية تعاملهم مع (أهدافهم المنتقاة) من بين كبار قادة الجيش والجستابو والمخابرات العسكرية النازية (اس.اس) . يقول كارمي: (كنا عندما نصل الى المنزل المشتبه به, نضع فوق رؤوسنا خوذات الشرطة العسكرية البريطانية وندخل الى المنزل وندعي اننا نريد استجواب المشتبه به ونصطحبه معنا, وعادة ما كان ينصاع دون مقاومة, وعندما نصبح داخل السيارة نفصح للسجين عن هوياتنا الحقيقية وسبب اعتقالنا له, بعضهم اعترف بالذنب والبعض الآخر لاذ بالصمت, لكننا قمنا بواجبنا) . مؤلف كتاب (اللواء اليهودي : قيادتان لجيش واحد) حرص على تأكيد ان أيا من الجنود اليهود الذين ولدوا في بريطانيا لم يشارك في عمليات القتل الانتقامية (لكنهم قدموا الدعم العملي) ونسب الى أحدهم, ويدعى مارك هيّات وهو يهودي بريطاني لايزال يعيش في لندن قوله (لقد قمنا بما علينا القيام به ولم يكن هناك أي احساس بالذنب تجاه ما نقوم به) . أما الذين نفذوا عمليات الملاحقة والاصطياد والاعدام فقد وصفهم المؤلف بأنهم تطوعوا للقتل بعد ان فقدوا عائلاتهم في المحارق النازية. ونقل عن أحدهم قوله (كنا جنودا صغار السن وكنا نعرف ان شعبنا لن يسامحنا ما لم ننتهز الفرص لقتل النازي) . وبالاضافة الى عمليات القتل ساعد اللواء اليهودي عشرات الآلاف من الناجين من معسكرات الاعتقال النازية على الوصول الى فلسطين رغم معارضة الحكومة البريطانية للهجرة اليهودية الى فلسطين وفرضها لحصار بحري حول الموانىء الفلسطينية. كذلك قدم اللواء اليهودي الى اللاجئين الذاهبين الى فلسطين ــ تحت الانتداب البريطاني ــ وميليشيات اليهود فيها, آلاف الأسلحة المسروقة من مخازن الجيش البريطاني. كما قدموا أسلحة لفرق الهاجانا عماد الجيش الاسرائيلي. وفي الوقت الذي كانت الخارجية البريطانية تحت قيادة ارنست بيفن, تعرب عن انزعاجها من اللواء اليهودي ورغبتها في وقف عملياته, كان قادة القوات البريطانية يغضون البصر عن نشاطاته ولا يتخذون اجراءات ضده. ويؤكد موريس بيكمان ان قادة الجيش الثامن البريطاني كانوا على علم بما يجري لكنهم أبدوا تعاطفهم (ازاء رفاق سلاح) . وقد أصبح أكثر من 35 عسكريا يهوديا من اللواء التابع للجيش الثامن البريطاني في الحرب العالمية الثانية, من كبار جنرالات اسرائيل. لندن ــ جمال اسماعيل

Email