باتلر يمتحن العراق بعمليات تفتيش مفاجئة وعزيز يقبل بتعاون أخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

انفتح الموقف بالعراق امس على احتمالات شتى, مع اعلان ريتشارد باتلر رئيس لجنة التفتيش عن اسلحة العراق(يونسكوم)عزمه القيام بحملة تفتيشات مباغته كامتحان اخير لبغداد قبل رفع تقرير الى الامين العام للامم المتحدة لاتخاذ مايراه مناسبا حيال مسألة المراجعة الشاملة وتأكيد بغداد انها ستتعاون مع تلك الحملات ثم التوقف عن هذا التعاون اذ لم يتم رفع الحظر, وفيما انتقدت واشنطن التي نفت امس تأييدها لرفع العقوبات عن العراق موقف من اسمتهم حلفاء واشنطن المتعاطفين مع العراق ولوحت لندن بأن خطر شن غارات جوية ضد العراق مازال قائما. (طالع ص24) وبعد ساعات من خروج رئيس لجنة يونسكوم من اجتماع مع اعضاء مجلس الامن اكد انه سيبدأ قريبا حملة تفتيش مباغتة تطال للمرة الاولى مواقع عراقية لم يسبق الدخول اليها قبل ان يرفع تقريره للامم المتحدة بمدى تجاوب العراق مع المفتشين ورد عليه طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي الموجود حاليا بالعاصمة الروسية مؤكدا ان بغداد ستتعاون مع حملة التفتيش تلك شريطة الوفاء بالمعايير المتفق عليها في الماضي مع الامم المتحدة. واضاف عزيز في مؤتمر صحفي على هامش زيارته الى موسكو انه ابلغ بان فرق التفتيش قامت بأربع عمليات تفتيش امس وانها اوفت بالمعايير. غير ان عزيز هدد في الوقت ذاته بأن على الامريكيين ان يتوقعوا الا تتمكن لجنة (يونسكوم) من مواصلة العمل في العراق اذا اصروا على ابقاء الحظر على بغداد. وقال عزيز للصحافيين (اذا ارادوا (الامريكيون) ان تواصل اللجنة الخاصة عمليات التحقق, فان عليهم ان يقرروا رفع العقوبات عن العراق. واذا اصروا على ابقائها فيجب ان يتوقعوا الا تتمكن اللجنة من مواصلة العمل في العراق) . وفي ختام زيارة لموسكو استغرقت يومين اتهم المسؤول العراقي اللجنة الخاصة بانها (لجنة غير نزيهة تنفذ الخطط الامريكية في العراق) . من جانبها سارعت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبريت الى ايضاح موقف واشنطن من مسألة رفع الحظر عن العراق بعد تقارير صحفية في هذا الصدد اذ ابدت اولبرايت دهشتها مما اسمته موقف الحلفاء من المسألة العراقية. وبدا ان الانتقاد المستتر بالكاد والذي ورد في مقابلة مع صحيفة لو موند موجه بدرجة كبيرة الى فرنسا التي بينما تدعم واشنطن ضد بغداد فانها تسعى تقليديا الى تهدئة الازمات بين العراق والغرب. وقالت اولبرايت (يدهشني دائما ان الاحظ انهم (الحلفاء) لا يبدو انهم يقدرون الخطر بدرجة تقييمنا له رغم انهم اكثر عرضة للتهديد منا حيث انهم اقرب الى (الرئيس العراقي) صدام حسين منا) . واضافت ان (التقارير الخاصة بقدرات صدام حسين على تجهيز نفسه بالاسلحة البيولوجية والكيماوية ليست اختلاقا) . ومضت تقول (اجد انه من الغريب بل ومن الغريب جدا الا يدرك حلفاؤنا بدرجة كافية هذا الخطر) . وردا على سؤال حول العقوبات الاقتصادية التي تضر الشعب العراقي قالت اولبرايت (لم يكن هناك حظر مطلق على المواد الغذائية او الادوية ولدى صدام حسين ما يكفي من سبل لشراء هذه الاشياء اذا ما فكر المرء في ما انفقه (الرئيس العراقي) على بناء قصوره) .ــ الوكالات

Email