أمريكا تؤيد إسرائيل في قضية الاسرى وحكومة نتانياهو تشترط إلغاء بنود الميثاق بالتصويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

قطع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جولته الاوروبية اثر تفجر المواجهات مجدداً في الضفة الغربية واصابة 25 فلسطينياً بينهم شرطيان برصاص الاحتلال مع بدء الاسرى اضراباً عاماً ومفتوحاً عن الطعام تحت شعار(الحرية أو الموت)وهو ما اصطدم بانحياز واشنطن لاسرائيل واعلانها ان حكومة بنيامين نتانياهو نفذت التزاماتها في واي بلانتيشن بهذا الخصوص ورغم ذلك مضت السلطة الفلسطينية في تنفيذ التزاماتها الواردة في الاتفاق من جانب واحد والمتعلقة بترتيب اجتماعات الغاء بنود الميثاق الداعية لتدمير اسرائيل والتي اصطدمت ايضاً بأزمة جديدة افتعلتها حكومة نتانياهو باصرارها على الغاء البنود بالتصويت على غير ما اتفق عليه. وفور اعلان الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال اضرابهم المفتوح عن الطعام عمت مختلف مناطق الضفة الغربية مظاهرات مساندة طالبت بالافراج عنهم ووقف الهجمة الاستيطانية. واخترق اكثر من مائة متظاهر خارج مدينة رام الله حواجز بشرية اقامتها الشرطة الفلسطينية وراحوا يرشقون الجنود الاسرائيليين المرابطين على طريق البيرة-نابلس بالحجارة. ورد الجيش الاسرائيلي باطلاق النار فأصاب احد رجال الشرطة الفلسطينيين الذي كان يحاول منع المتظاهرين من التقدم بجروح. واصيب في المواجهات ذاتها 11 فلسطينياً برصاص الجيش الاسرائيلي. وتكرر المشهد عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم عندما قام عشرات الشبان برشق الجنود الاسرائيليين بالحجارة. وقالت مصادر طبية ان سبعة متظاهرين بينهم شرطي ايضا اصيبوا برصاص الجيش الاسرائيلي في مواجهات بيت لحم. وافيد عن مواجهات مماثلة بالقرب من بلدة سلفيت جنوب مدينة نابلس. وقال شهود عيان ان نحو 400 فلسطيني خرجوا في تظاهرة نظمت احتجاجا على مصادرة اراض تابعة للبلدة من اجل توسيع مستوطنة ارييل (12 الف مستوطن) المجاورة. وعندما اقتحم المتظاهرون سياجاً نصبه مستوطنون حول الارض واحرقوا عمود كهرباء تدخل جنود اسرائيليون وفتحوا النار باتجاه المتظاهرين فاصابوا ستة منهم بجروح. ودمر الجيش الاسرائيلي كذلك خيمة اعتصام دائمة كان الفلسطينيون اقاموها تعبيرا عن احتجاجهم على التوسع الاستيطاني واغلق المنطقة. وفي القدس الشرقية خرج عشرات من الشبان الى مركز المدينة المحتلة ورشقوا رجال الشرطة وحرس الحدود الاسرائيليين بالحجارة والزجاجات الفارغة دون ان يبلغ عن اصابات. وقالت مصادر اسرائيلية ان الشرطة اعتقلت اثنين من المتظاهرين. هذه التطورات دفعت عرفات الذي بدأ زيارة للسويد الى تأجيل زيارته للنرويج والعودة الى غزة اليوم وقال المتحدث باسم الخارجية النرويجية جوهان منيبي (عرفات عدل عن زيارة النرويج اذ اعتبر معاونوه ان وجوده في غزة ضروري نظراً الى الوضع المتأزم في الاراضي الفلسطينية) . وأظهرت الولايات المتحدة من جانبها مرة جديدة انحيازها التام لاسرائيل وتحديداً في موضوع الاسرى حيث اعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيمس فولي في بيان امس انه في رأينا في هذه المرحلة ان الاسرائيليين فعلوا ما قالوا في واي بلانتيشن انهم سيفعلونه بشأن الافراج عن السجناء) . واضاف قوله ان اسرائيل والفلسطينيين يجب ان ينفذا اتفاق واي بلانتيشن وفق الجدول الزمني الموضوع. وقال فولي ان اسرائيل والفلسطينيين يجب ان يسويا هذا الاختلاف من خلال الحوار المباشر ولكن الولايات المتحدة ستتوسط في الوقت نفسه في النزاع. وانتقد المتحدث تصريحات صدرت عن الجانبين ولا سيما التصريحات المتكررة من جانب الرئيس ياسر عرفات عن عزمه اعلان قيام دولة فلسطينية في مايو المقبل. وقال فولي (فيما يتعلق بإمكانية صدور اعلان من جانب واحد لقيام دولة او اعمال اخرى من جانب واحد يتخذها احد الطرفين خارج عملية السلام تحدد سلفا او تصادر نتيجة هذه المفاوضات فان الولايات المتحدة تعارض وسوف تعارض الافعال المنفردة من هذا القبيل) . واضاف قوله (نحن نشدد على ان الذين يعتقدون انه يمكنهم اعلان مواقف من جانب واحد او اتخاذ اعمال من جانب واحد حينما تنتهي الفترة الانتقالية يغامرون بالتسبب في كارثة) . وقال فولي(يدرك الجانبان كلاهما جيدا مسوءولياتهما والتزاماتهما وفق الجدول الزمني لمذكرة واي (بلانتيشن) ونحن نعتقد انه من المهم ان يمضي الجانبان قدما في الوفاء بتلك المسؤوليات وسوف نعمل مع الجانبين لتسهيل ذلك) . وأوضح ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت تحدثت هاتفيا الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس الماضي عن احدث العقبات التي تعترض طريق اتفاق واي بلانتيشن0 . ومن المقرر ان يصل المنسق الامريكي الخاص لمحادثات الشرق الاوسط دنيس روس الى المنطقة الخميس المقبل للاعداد لزيارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون وسوف يغادر واشنطن في 12 من ديسمبر. وقال فولي ان ارون ميلر نائب روس سيبقى في المنطقة فترة اطول لمساعدة اسرائيل والفلسطينيين على تنفيذ اتفاق السلام. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن مسؤول في الخارجية الامريكية ادان الجانب الفلسطيني بقوله ان لا حل لمسألة الاسرى عن طريق القناة المتفق عليها (في واي بلانتيشن) وليس عن طريق المظاهرات والعنف ليس حلاً ونحن نعارض اي دعوة للعنف لان هذه الامور تخرج عن نطاق السيطرة سريعاً) . ورد على الانحياز الامريكي هذا فارس قدورة المكلف ملف الاسرى في المفاوضات مع اسرائيل بقوله (نأسف حقاً لما صرحت به الادارة الامريكية) وتوجه لحشد من اهالي الاسرى بالقول (لا سلام دون تحرير اسرانا) . ورغم هذه التطورات التي اعقبت اعلان اسرائيل تجميد واي بلانتيشن مضت السلطة الفلسطينية في تنفيذ التزاماتها بهذا الاتفاق من جانب واحد واعلن سليم الزعنون امس عقب اجتماع مشترك للسلطة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير انه تم توجيه الدعوة لاعضاء المجلس المركزي الفلسطيني البالغ عددهم 125 لحضور اجتماع الخميس المقبل لاقرار رسالة عرفات للرئيس الامريكي بيل كلينتون عام 1996 التي توضح الغاء البنوك وسيجري هذا الاقرار بالتصويت. واضاف الزعنون ان الدعوات وجهت لاعضاء المجلس الوطني وعددهم 730 واعضاء المجلس المركزي ومؤسسات اخرى لحضور اجتماع في غزة في الرابع عشر من الشهر الحالي يلقي فيه عرفات وكلينتون خطابين. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الاجتماع لن يصوت على الغاء بنود الميثاق التي تدعو الى تدمير اسرائيل. وأوضح المفاوض الفلسطيني حسن عصفور (لن نصوت سنكتفي بالتصفيق بعد خطاب الرئيس عرفات وخطاب الرئيس كلينتون) . وقال محمد عباس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان الجلسة الاستثنائية للمجلس الوطني التي عقدت في غزة في عام 1996 صوتت بأغلبية ساحقة على الغاء هذه البنود لذلك فهي غير موجودة (والمنظمة الان بلا ميثاق الى ان يتم وضع ميثاق جديد) . لكن ديفيد بار ايلان مستشار نتانياهو رفض هذا الامر واعلن امس اصرار اسرائيل على التصويت مهدداً انه (اذا لم يتم التصويت فلن ننفذ اية انسحابات من الضفة الغربية) . واضاف (سنوضح موقفنا هذا للأمريكيين ايضاً.. وتصويت المجلس الوطني الفلسطيني يدخل في اطار التزامات الفلسطينيين باتفاق واي بلانتيشن) حس زعمه. ــ الوكالات

Email