واشنطن تتخلى رسميا عن احتواء العراق الى سياسة تغيير نظام صدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب العراق بوقف اتصالات اعضاء فرق التفتيش الدولية مع اجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية واتهم نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز مفتشين دوليين بعقد لقاءات في لندن مع قيادات المعارضة العراقية . من جانبها اعترفت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية رسميا بان واشنطن غيرت سياستها تجاه العراق وتبنت خيار الاطاحة بصدام حسين بدلا من سياسة الاحتواء. واكدت اولبرايت في خطاب القته في جامعة ايموري في اتلانتا ان هذه السياسة باتت لا تكتفي بمجرد "احتواء" نظام الرئيس صدام حسين وانما ترمي الى "تغييره) . وقالت ان (سياستنا العراقية كانت تقضي باحتواء صدام حسين وقد اتت هذه السياسة ثمارها في السنوات السبع الاخيرة) . لكنها اضافت ان ادارة الرئيس بيل كلينتون "اكملت سياسة الاحتواء وحولتها الى احتواء زائد تغيير النظام) . وكان الرئيس بيل كلينتون اعطى اشارة البدء بتغيير هذه السياسة قبل خمسة عشر يوما فور تخليه في اللحظة الاخيرة عن هجوم على العراق بعد تراجع السلطات العراقية عن رفضها التعاون مع مفتشي لجنة الامم المتحدة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية. لكنه لم يذهب الى حد الاعتراف بان واشنطن فقدت الامل في القدرة على ارغام صدام حسين على احترام قرارات الامم المتحدة للتخلص من اسلحته للدمار الشامل والاسلحة الكيميائية والجرثومية. من جهة اخرى اتهم طارق عزيز في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان مساعد رئيس اللجنة الخاصة لنزع سلاح العراق (يونسكوم) تشارلز دويلفر بانه التقى الاسبوع الماضي (رئيس واحدة من مجموعات المعارضة العراقية) . وقال عزيز ان دويلفر المواطن الامريكي ناقش مع محدثه "معلومات تتعلق بأنشطة اللجنة الخاصة". من جهة اخرى, دعا عزيز عنان الى (اتخاذ تدابير عاجلة) لمنع تكرار الاتصالات بين يونسكوم و"اجهزة استخبارات دول معادية للعراق". ودعم عزيز رسالته بمجموعة من المعلومات الصحافية التي تكشف ان المفتش الامريكي السابق في يونسكوم سكوت ريتر تقاسم معلوماته مع اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والامريكية. وبذلك اتهم عزيز لجنة يونسكوم بانتهاك واجب السرية وقواعد السلوك في الامم المتحدة الا ان دويلفر نفى اجماعه مع معارضين عراقيين واضاف لم اجتمع مع جماعات عراقية معارضة الاسبوع الماضي. كنت في لندن الاسبوع الماضي لحضور اجتماعات مع البريطانيين. واستطرد انه لم يعرف شيئا عن اجتماع جماعات المعارضة العراقية في لندن الا من خلال تقرير تلفزيوني. وافاد نزار حمدون السفير العراقي لدى الامم المتحدة انه تم تسليم رسالة عزيز الى مكتب عنان الموجود حاليا في شمال افريقيا. ولم يذكر حمدون كيف حصل العراقيون على ما يفيد ان دولفر اجتمع مع ممثلي المعارضة العراقية. واضاف ان عزيز ركز في رسالته على ان الامريكيين الاعضاء في اللجنة الخاصة يسعون بنشاط لتنفيذ اهداف واشنطن اثناء عملهم لدى الامم المتحدة. واردف (دويلفر مسؤول دولي, ولا يتعين عليه ان يتورط في حملات معادية للعراق) . وطلب عزيز من عنان وضع قيود لمنع تكرار مثل هذه التصرفات ولحماية المعلومات التي يتم جمعها عن العراق كما كرر طلبه السابق بان يعيد عنان النظر في تشكيل اللجنة الخاصة التي قال انها تتشكل أساسا من ضباط مخابرات أمريكيين وبريطانيين وأردف ان وجود هؤلاء الاشخاص في اللجنة يخلق وضعا خطيرا في ضوء التهديدات البريطانية والامريكية المستمرة بتوجيه ضربة عسكرية الى العراق. ــ الوكالات

Email